جعفر عبد الكريم صالح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حركة جعفر الخابوري الا سلا ميه


    كشكول جعفر الخابوري الثقافي

    حزب الحقيقه
    حزب الحقيقه
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 343
    تاريخ التسجيل : 12/10/2009

    كشكول جعفر الخابوري الثقافي Empty كشكول جعفر الخابوري الثقافي

    مُساهمة  حزب الحقيقه الثلاثاء سبتمبر 13, 2016 12:41 am

    حماية أطفالنا من مرض السكري... علامة استفهام ومعوقات
    بسبب التربية والنظام الغذائي والسلوك
    المنامة-نبيلة سليمان
    صاعقة تقع على رأس أولياء الأمور عندما يخبرهم الطبيب أن أحد أولادهم مصاب بمرض السكري، وقد يكون هذا المصاب هو ابنهم الوحيد، وقد تكون المصابة هي أصغر بناتهم، المشكلة هنا تكمن في أن هذا المرض المزمن يتطلب إعادة صوغ لحياة الطفل الذي قد لا يعي ما يحدث حوله شيئا، والذي اعتاد أن تلبى مطالبه، كيف يمكن أن نوصل لهذا الطفل انه محاصر بأنظمة غذائية، وأنظمة رياضية، وخطوط حمراء مرفوض عدم تجاوزها؟ كيف يمكن أن يتقبل هذا الطفل انه ليس له الحق كأقرانه في تناول الحلوى أو التلذذ بقطعة كبيرة من الشوكولاتة؟ كيف يمكن أن يستوعب ان عليه ترك المشروبات الغازية التي يعشقها أو استبدالها بمشروبات الحمية التي كان دائما ينفر من مذاقها؟ كيف نعلنها صراحة للطفل ونقول له: "أنت محروم للأبد مما تحب وعليك تقبل هذا الحرمان وأنت تبتسم". كيف تتعامل الأسر مع أطفالها المصابين بالسكري؟ كيف تتعايش مع معاناتهم؟ وأسئلتهم وحيرتهم التي لا تنتهي؟ نلتقي بهم نطرق أبواب معاناة مستمرة.

    مشوار المرض
    أم علي أصيب طفلها علي بمرض السكري وهو لم يتجاوز العامين. تتذكر البداية قائلة: "كانت صدمة كبيرة عندما اكتشفت أن ابني علي مصاب بالسكري، فهذا الطفل الصغير الذي لايزال يخطو خطواته الأولى نحو الحياة وهو يحمل الكثير من الأمل سيبدأ مشوارا مع المرض له أنظمة والتزامات لا أعرف هل سيقوى على تحملها أم لا، لم يكن أمامي بد من تجاوز صدمتي ومحاولة مساعدة علي، وها أنا اليوم وبعد سبع سنوات من اكتشافنا للمرض لاأزال أشجعه على المواظبة على الالتزام بتعليمات الطبيب حتى لا يصاب بالمضاعفات التي نسمع عنها".

    إعادة صوغ
    وتطلق أم إسلام زفرة حارة وهي تقول: "أحمد الله على كل شيء، ولكنها صدمة كبيرة زلزلتني من الأعماق عندما اكتشفت أن ابني الوحيد مصاب بالسكري، هذا الولد الذي تملؤه الحيوية وتشهد مدرسته بتميزه دخل دوامة المرض، كانت البداية عندما لاحظت في أحد الأيام كثرة تبوله مع إحساسه الشديد بالعطش، وعلى الفور قررت أن آخذ تحليلا له، فعائلة زوجي ينتشر فيها مرض السكري، ولكنهم لم يصابوا به وهم أطفال، وجاءت الصدمة أشد مما توقعت كان السكري مرتفعا في الدم بشكل ملحوظ، ومكث ابني في المستشفى عدة أيام، وخرج ليبدأ ونبدأ معه إعادة صوغ لكل نظام حياته، كانت المشكلة الكبرى كيف أقنع طفلا في السابعة من عمره أن حرمانه مما يحب أحيانا فيه فائدة له ولصحته، ما جعله يتجاوب معي بتعوده على الالتزام بما أطلب منه، ولأنه جرب انه في اليوم الذي تناول فيه صحنا كبيرا من المعكرونة من دون علمي، عاد ليرقد في المستشفى التي يكره البقاء فيها، ومنذ ذلك اليوم اعتاد ابني على الالتزام بتعليمات الطبيب، أسأل نفسي أحيانا إلى متى سيظل ملتزما، ويسألني هو مرارا: متى سيتوقف حقني بالأنسولين يا أمي؟".

    صدمة أجهضتني
    أما أم ليلى فكانت الصدمة أكبر من احتمالها حتى انها أجهضت وهي في الشهر السادس عندما تلقت صدمة مرض ابنتها التي لم تتجاوز الرابعة من عمرها بالسكري، قالت: "فاقت الصدمة كل احتمالي كنت حاملا في الشهر السادس، لم أحتمل خبر مرض ابنتي بمرض السكري، أجهضت ومكثت أسبوعا في المستشفى، ولكنني وجدت ان مرض ابنتي أصبح أمرا واقعا ولابد من مواجهته مهما حدث، ثم من يساعد ابنتي إذا تخليت أنا عنها؟ حاولت التماسك، وبالتعاون مع زوجي اجتزنا الأزمة، وبدأنا التفكير في النظام الجديد الذي لابد أن تعتاد عليه ابنتي، حتى هذه اللحظة تتمرد علي أحيانا وعلى تعليمات الأطباء، حتى هذا التمرد أصبح جزءا من حياتنا، ولكن ماذا نفعل لابد من التعامل معه". "كل ما أخشاه هو إصابة ابني بمضاعفات مرض السكري التي أسمع عنها"، هكذا بدأت أم راشد حديثها وواصلت: "منذ إصابة ولدي راشد بمرض السكري وهو لايزال في الثانية من عمره، وأنا أفكر في مضاعفات هذا المرض، سواء كان فشلا كلويا، أو تأثيرا على الشبكية أو غيرها من المضاعفات، وهذا ما يشعرني بالخوف الذي كثيرا ما يفترسني ويحرمني من النوم، أحاول تجنيب ابني هذه المضاعفات، ولكن من يمكن أن يمنع قضاء الله سبحانه وتعالى؟".

    ربع سكان الخليج
    من جهة أخرى، كشفت دراسة حديثة أعدتها منظمة الصحة العالمية وأرسلتها إلى وزارات الصحة في دول الخليج أن ربع سكان الخليج على الأقل إما مصابون أو سيصابون بمرض السكري خلال السنوات العشر المقبلة، ويقدر عدد المصابين حاليا بالسكري في الخليج بنحو 1,5 مليون مصاب. وترجع منظمة الصحة العالمية زيادة الإصابة بالسكري في الخليج إلى زيادة معدلات عمر الإنسان؛ بسبب تقدم الرعاية الصحية في دول المنطقة، وانتشار العادات الغذائية غير الصحية كالوجبات السريعة وزيادة الرفاهية وقلة النشاط البدني. وأضافت ان أعراض مرض السكري كثيرة منها السمنة، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول، إذ تبلغ نسبة الإصابة بالسمنة بين المصابين بالسكري في السعودية 47 في المئة و55 في المئة في الكويت. وتعتبر هذه المعدلات من أعلى معدلات زيادة الوزن والسمنة لدى البالغين في العالم. وبحسب المنظمة فإن كلف مكافحة السكري أصبحت عبئا ماديا ثقيلا على موازنات وزارات الصحة؛ إذ تقدر الكلفة المباشرة في السعودية بمليار دولار. وكان مجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي اعتمد تشكيل فريق عمل مقره الكويت للتوصل إلى استراتيجية خليجية موحدة لمكافحة السكري الذي ينتشر بمعدلات مخيفة في جميع دول الخليج. معروف أن هناك أكثر من 150 مليون مصاب بالسكري في جميع أنحاء العالم، منهم 110 ملايين في دول العالم الثالث. ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 300 مليون مصاب بالمرض بحلول العام .2025

    التأقلم
    استشاري طب العائلة وأمراض السكري فيصل المحروس يتحدث عن رد فعل الأسر تجاه إصابة أطفالهم بالسكري، يقول: "تأتي الصدمة كرد فعل طبيعي لاكتشاف العائلة ان السكري أصاب ابنهم، وخصوصا إذا كان الطفل مصابا بالنوع الأول من مرض السكري، وينتج عن هذه الصدمة رفض التصديق بأن هذا المرض أصاب ابنهم أو ابنتهم، ويحدث ما يسمى شرخا في العائلة، ولكن مع الوقت يبدأ التأقلم". وما الفرق بين النوع الأول والثاني؟ - النوع الأول يعرف بمرض السكري المعتمد على الأنسولين، وينتج عند عجز الجسم عجزا تاما عن إنتاج هرمون الأنسولين ويصاب به الأطفال، وفيه يحتاج المريض إلى حقن الأنسولين، والنوع الثاني ويعرف بمرض السكري غير المعتمد على الأنسولين، ويصاب به البالغون، ويحدث إذا كان الجسم ينتج نسبة قليلة من هرمون الأنسولين لا تكفي لاحتياجات الجسم، وعادة هذا النوع يصيب البالغين، وفي حالات قليلة يصيب الأطفال أيضا.

    الالتزام
    وماذا عن وعي الأسر بمرض السكري؟ - أولياء الأمور اليوم مثقفون ويستطيعون جمع المعلومات عن طريق وسائل مختلفة، ولذلك يعرفون جميع المعلومات التي يمكن بها مساعدة أولادهم. من الأقدر على التأقلم من الأطفال مع مرض السكري؟ - الطفل الذي يتجاوز عمره السبع سنوات، هو من يستطيع أن يتجاوب مع الأنظمة الجديدة لحياته إلى حد ما، ولكن الطفل الأصغر لا يعي ما حوله، ولذلك لا يتجاوب ولا يعرف ما هي النتائج التي ستترتب إذا لم يلتزم بالتعليمات، وتأتي قضية التزام الطفل نابعة من أسلوب تربيته، فالطفل الذي تهمله أسرته يمارس هذا الإهمال حتى مع نفسه. هل يعد مرض سكري الأطفال منتشرا في البحرين؟ - يتراوح انتشار مرض السكري بين الأطفال ما بين 2 إلى 5 في المئة، وينتشر النوع الأول في البنات أكثر من الأولاد بنسبة 2 إلى .1 أما السكر من النوع الثاني الذي ينتشر بين البالغين، فوفقا للدراسة التي أجريت في البحرين في العام 1998 - المحروس وميكنج - ثبت ان أكثر من 30 في المئة من البالغين مصابون بالسكري من النوع الثاني ونحن بصدد إعادة الدراسة، وتوسيع دائرة البحث، فقد اخترنا العينات السابقة بين أعمار 40 إلى 69 عاما، أما الدراسة المقبلة فستكون بين أعمار 20 إلى 69 عاما.

    7 % فقط
    ومتى تظهر مضاعفات مرض السكري؟ - بالنسبة إلى مرضى النوع الأول وهم من الأطفال تظهر المضاعفات بعد عشر سنوات، أما مرضى النوع الثاني فلابد أن يحرصوا على المتابعة الطبية فور اكتشافهم لإصابتهم بمرض السكري، فربما تكون الإصابة منذ فترة طويلة ولم يدركوا ذلك نتيجة لعدم وجود الأعراض الحادة، وحتى نتجنب المضاعفات المفروض ألا يتجاوز الهيموجلوبين السكري 7 في المئة. وما هي مضاعفات مرض السكري؟ - أحب أن أؤكد نقطة مهمة انه ليس كل مريض بالسكري لابد أن يصاب بالمضاعفات، ولكن تأتي المضاعفات إذا لم يستطع المرء الحفاظ على المستوى الطبيعي للسكر في الدم فترة طويلة، ومضاعفات مرض السكري، هي: الفشل الكلوي، وفقدان البصر وتصلب الشرايين وخصوصا الأوعية الدموية التي تغذي القلب والعين والكليتين والقدمين، والسكتة الدماغية والقلبية، وارتفاع ضغط الدم وعدم إمكان السيطرة عليه. ويتوقف الحديث مع استشاري أمراض السكري، ولاتزال في قلب وعقل أولياء الأمور أسئلة لا تنتهي عن هذا المرض الذي يصيب فلذات الأكباد، حياة القلب وبلسم الروح، يتوقف الحديث ولايزال الدعاء بالشفاء لأغلى الناس تردده الأمهات، دعاء لا يتوقف ولا ينضب


    صحيفة الوسط البحرينية - العدد 944 - الخميس 07 أبريل 2005م

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 10:29 am