وزارة التربية والتعليم وساعتا العناية!
مريم الشروقي
قرأنا باهتمام ما ذكره الأخ محمّد عبدالكريم المنّاعي في مقاله أمس «الوزارة تلمح بالتمييز في حالة تطبيق قانون «ساعتي العناية» لذوي الإعاقة»، حول ما يحدث مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في تطبيق قانون 59 لسنة 2014، ولأنّنا كنّا في وزارة التربية والتعليم موظّفين، فلدينا بعض الخبرة حول ساعتي العناية أو الرعاية، ونعلم علم اليقين تعاون الوزارة مع مختلف المدارس، وتعاون المدارس مع موظّفيها.
لقد كانت هناك توجيهات من أعلى السلطة في الوزارة قبل صدور هذا القرار، بتقديم كافة التسهيلات إلى الموظّف الذي لديه ظروف قاسية، وخاصة لذوي الإعاقة أو لرعاية المسنين بالنسبة إلى الوالدين، فالتسهيلات في مختلف المدارس تُقدّم إلى الموظّف من الناحية الإنسانية؛ لأنّ هذه الظروف قد يتعرّض لها أي موظّف باختلاف منصبه.
كم من الحالات التي مرّت علينا ويحتاج أصحابها الى جزء من الوقت ليكونوا مع ذويهم، يرعونهم ويعملون على راحتهم في وقت الصباح أو الظهيرة، وكم كان التكاتف بين الهيئة الإدارية والتعليمية لسدِّ هذه الساعات، فالأمر في المدارس أصعب من أي وزارات الدولة الأخرى.
وبعد صدور القانون رقم (59) لسنة 2014، لم تتوانَ الوزارة في تحويل الموظّف الذي يحتاج الى ساعتي رعاية الى اللجان الطبّية، وهناك تقرّر اللجان من يحتاج ومن لا يحتاج، ومن ثمّ يتم إعطاء التسهيلات لهذه الفئة.
ليس سهلاً على أحد رعاية ذوي الإعاقة الواحدة أو المتعدّدة أو المسن في الأسرة، فالأمر ليس سهلا على أحد أبداً، فهو أمر شاق وصعب، ناهيك عن المشاعر الحزينة والصعبة والظروف التي تمر بها هذه الأسر، الله العالم بحالهم.
على سبيل المثال، هناك مديرة مدرسة ووالدة ومربّية، اسمها فاطمة بوزبون، اتّخذت المسئولية على عاتقها، وقامت بإنسانية باحتواء جميع موظّفاتها ممّن يحتجن الى هاتين الساعتين، هي لم يكن لديها ابن أو أم من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكن المشاعر النبيلة والإنسانية ليست لها حدود عندما توجد في قلوب البعض، فيشعرون بما يشعر به الموظّف، وهي كذلك دوماً.
ربّما بعض الموظّفين لا ينامون الليل مع أم أو والد أو ابن أو أخ أو أخت من ذوي الاحتياجات الخاصة، وعلى رغم ذلك يقدّمون واجبهم على أكمل وجه، يحضرون من باكورة الصباح الى نهاية الدوام، لا يعلم بحالهم الاّ الذي يعاني مثلهم.
وزارة التربية والتعليم أخذت على عاتقها الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصّة وذويهم، ويكفينا عملية دمجهم في مدارس الحكومة، وقد يظن البعض أنّه أمر سهل، لكن صدّقونا هو أمر شاق للمسئولين في الوزارة ولمديري الإدارات المدرسية وموظّفيها، وما تضافر الجهود إلا نجاح في نجاح. وأوّل النجاح هو راحة ولي الأمر عندما يذهب ابنه الى المدرسة فيرتاح ساعات بسيطة؛ لأنّ ليس الكل لديه مال ليضع ابنه في مدرسة خاصة أو مناطة بذوي الاحتياجات الخاصة.
نعم هناك أمور كثيرة قد ننتقدها في الوزارة، لا حصر لها، ولكن في هذا الأمر بالذّات نرفع القبّعة، وننتظر أكثر من الوزارة ومن مسئوليها؛ لأنّ الموظّف الذي لديه هذه الحالات الخاصة يشقى كثيراً من أجلها، وله الحق قبل غيره في ساعتي العناية، وننتظر الموافقة على هاتين الساعتين لكل موظّف لديه أم أو أب أو أخ أو ابن أو ابنة يرعاهم ويهتم بهم؛ لأنّهم يؤدّون عملاً جبّار لا يعلم به الاّ الله.
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5106 - الثلثاء 30 أغسطس 2016م
مريم الشروقي
قرأنا باهتمام ما ذكره الأخ محمّد عبدالكريم المنّاعي في مقاله أمس «الوزارة تلمح بالتمييز في حالة تطبيق قانون «ساعتي العناية» لذوي الإعاقة»، حول ما يحدث مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في تطبيق قانون 59 لسنة 2014، ولأنّنا كنّا في وزارة التربية والتعليم موظّفين، فلدينا بعض الخبرة حول ساعتي العناية أو الرعاية، ونعلم علم اليقين تعاون الوزارة مع مختلف المدارس، وتعاون المدارس مع موظّفيها.
لقد كانت هناك توجيهات من أعلى السلطة في الوزارة قبل صدور هذا القرار، بتقديم كافة التسهيلات إلى الموظّف الذي لديه ظروف قاسية، وخاصة لذوي الإعاقة أو لرعاية المسنين بالنسبة إلى الوالدين، فالتسهيلات في مختلف المدارس تُقدّم إلى الموظّف من الناحية الإنسانية؛ لأنّ هذه الظروف قد يتعرّض لها أي موظّف باختلاف منصبه.
كم من الحالات التي مرّت علينا ويحتاج أصحابها الى جزء من الوقت ليكونوا مع ذويهم، يرعونهم ويعملون على راحتهم في وقت الصباح أو الظهيرة، وكم كان التكاتف بين الهيئة الإدارية والتعليمية لسدِّ هذه الساعات، فالأمر في المدارس أصعب من أي وزارات الدولة الأخرى.
وبعد صدور القانون رقم (59) لسنة 2014، لم تتوانَ الوزارة في تحويل الموظّف الذي يحتاج الى ساعتي رعاية الى اللجان الطبّية، وهناك تقرّر اللجان من يحتاج ومن لا يحتاج، ومن ثمّ يتم إعطاء التسهيلات لهذه الفئة.
ليس سهلاً على أحد رعاية ذوي الإعاقة الواحدة أو المتعدّدة أو المسن في الأسرة، فالأمر ليس سهلا على أحد أبداً، فهو أمر شاق وصعب، ناهيك عن المشاعر الحزينة والصعبة والظروف التي تمر بها هذه الأسر، الله العالم بحالهم.
على سبيل المثال، هناك مديرة مدرسة ووالدة ومربّية، اسمها فاطمة بوزبون، اتّخذت المسئولية على عاتقها، وقامت بإنسانية باحتواء جميع موظّفاتها ممّن يحتجن الى هاتين الساعتين، هي لم يكن لديها ابن أو أم من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكن المشاعر النبيلة والإنسانية ليست لها حدود عندما توجد في قلوب البعض، فيشعرون بما يشعر به الموظّف، وهي كذلك دوماً.
ربّما بعض الموظّفين لا ينامون الليل مع أم أو والد أو ابن أو أخ أو أخت من ذوي الاحتياجات الخاصة، وعلى رغم ذلك يقدّمون واجبهم على أكمل وجه، يحضرون من باكورة الصباح الى نهاية الدوام، لا يعلم بحالهم الاّ الذي يعاني مثلهم.
وزارة التربية والتعليم أخذت على عاتقها الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصّة وذويهم، ويكفينا عملية دمجهم في مدارس الحكومة، وقد يظن البعض أنّه أمر سهل، لكن صدّقونا هو أمر شاق للمسئولين في الوزارة ولمديري الإدارات المدرسية وموظّفيها، وما تضافر الجهود إلا نجاح في نجاح. وأوّل النجاح هو راحة ولي الأمر عندما يذهب ابنه الى المدرسة فيرتاح ساعات بسيطة؛ لأنّ ليس الكل لديه مال ليضع ابنه في مدرسة خاصة أو مناطة بذوي الاحتياجات الخاصة.
نعم هناك أمور كثيرة قد ننتقدها في الوزارة، لا حصر لها، ولكن في هذا الأمر بالذّات نرفع القبّعة، وننتظر أكثر من الوزارة ومن مسئوليها؛ لأنّ الموظّف الذي لديه هذه الحالات الخاصة يشقى كثيراً من أجلها، وله الحق قبل غيره في ساعتي العناية، وننتظر الموافقة على هاتين الساعتين لكل موظّف لديه أم أو أب أو أخ أو ابن أو ابنة يرعاهم ويهتم بهم؛ لأنّهم يؤدّون عملاً جبّار لا يعلم به الاّ الله.
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5106 - الثلثاء 30 أغسطس 2016م