الحد... نموذج للبناء من الصفر
محمد عباس
الحد بطلٌ لكأس السوبر على حساب المحرق، في تأكيدٍ على أن فوزه ببطولة الدوري الموسم الماضي لم يكن وليد صدفة وإنما هو تعبير على تفوق الفريق على جميع منافسيه وترجمة للتخطيط السليم.
فوز الحد ليس فوزاً عادياً وإنما هو تتويج لمشروع بدأ من الصفر أو مما تحت الصفر، لأني أتذكر جيداً قبل 18 سنة أو أقل أو أكثر بقليل، كانت فرق الحد لكرة القدم من أضعف الفرق في كرة القدم البحرينية على مستوى جميع الفئات العمرية. هذا النادي الذي عانى كثيراً من سطوة نادي المحرق، وكذلك تفوق الحالة والبسيتين عليه، وحتى فريق البحرين، وهي الأندية الموجودة في جزيرة المحرق، نجح في سنوات قليلة ومنذ قدوم الإدارة الجديدة برئاسة أحمد المسلم، من التقدم خطوات ضوئية وصولاً للتفوق المحلي، بل إن مدربه الوطني القدير عيسى السعدون صرّح بشكل واضح بعد تتويج الفريق بكأس السوبر، أن طموح الحد بات آسيوياً.
بهذه العقلية يعمل هذا النادي الذي سحب البساط من تحت أندية كبيرة، وتمكّن من بناء فريق مختلف بهدوء وتركيز واهتمام بأدق التفاصيل، وهو ما أدى في النهاية إلى هذا الحضور الجماهيري الكبير للنادي بعد أن كانت مدرجاته في سنوات خلت شبه فارغة.
الحد نموذج يحتذى لمن يريد بناء فريق منافس، بل نموذج في فن الإدارة والاختيار للاعبين المحليين والمحترفين والمدربين. صحيح أن المادة تلعب دوراً كبيراً في عصرنا الحالي، ولكن توافر المادة من دون توافر عقلية النجاح لن يفيد كثيراً، بل قد تتحوّل هذه المادة إلى نقمة. والعقلية التي يدار بها هذا النادي وقدرته على تحديد الأولويات من خلال إلغاء فريق السلة الأول (الذي نتمنى عودته بالتأكيد) لمصلحة التركيز على فريق القدم، كلها أمور تنم عن حسٍ عالٍ في الإدارة، والتي تم التعبير عنها بنجاح التعاقدات والاختيارات الدقيقة لعناصر الفريق، وكذلك الاعتماد في معظم الأحيان على كوادر تدريبية وطنية أثبتت كفاءتها.
نموذج الحد يعطي الأمل لجميع أندية البحرين بإمكانية البناء مما تحت الصفر، والصعود إلى القمة، بل والتربع عليها متى ما توافرت الإرادة والتخطيط السليم، وكذلك توافرت الإمكانيات اللازمة. كما أن الحد يعطي الأمل لمنتخباتنا الوطنية بالقدرة على الصعود والتطور وبلوغ مراحل لم نبلغها سابقاً، لأن كل شيء ممكن بشرط أن نؤمن بأنفسنا أولاً وبقدرتنا على إحداث التغيير.
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5106 - الثلثاء 30 أغسطس 2016م
محمد عباس
الحد بطلٌ لكأس السوبر على حساب المحرق، في تأكيدٍ على أن فوزه ببطولة الدوري الموسم الماضي لم يكن وليد صدفة وإنما هو تعبير على تفوق الفريق على جميع منافسيه وترجمة للتخطيط السليم.
فوز الحد ليس فوزاً عادياً وإنما هو تتويج لمشروع بدأ من الصفر أو مما تحت الصفر، لأني أتذكر جيداً قبل 18 سنة أو أقل أو أكثر بقليل، كانت فرق الحد لكرة القدم من أضعف الفرق في كرة القدم البحرينية على مستوى جميع الفئات العمرية. هذا النادي الذي عانى كثيراً من سطوة نادي المحرق، وكذلك تفوق الحالة والبسيتين عليه، وحتى فريق البحرين، وهي الأندية الموجودة في جزيرة المحرق، نجح في سنوات قليلة ومنذ قدوم الإدارة الجديدة برئاسة أحمد المسلم، من التقدم خطوات ضوئية وصولاً للتفوق المحلي، بل إن مدربه الوطني القدير عيسى السعدون صرّح بشكل واضح بعد تتويج الفريق بكأس السوبر، أن طموح الحد بات آسيوياً.
بهذه العقلية يعمل هذا النادي الذي سحب البساط من تحت أندية كبيرة، وتمكّن من بناء فريق مختلف بهدوء وتركيز واهتمام بأدق التفاصيل، وهو ما أدى في النهاية إلى هذا الحضور الجماهيري الكبير للنادي بعد أن كانت مدرجاته في سنوات خلت شبه فارغة.
الحد نموذج يحتذى لمن يريد بناء فريق منافس، بل نموذج في فن الإدارة والاختيار للاعبين المحليين والمحترفين والمدربين. صحيح أن المادة تلعب دوراً كبيراً في عصرنا الحالي، ولكن توافر المادة من دون توافر عقلية النجاح لن يفيد كثيراً، بل قد تتحوّل هذه المادة إلى نقمة. والعقلية التي يدار بها هذا النادي وقدرته على تحديد الأولويات من خلال إلغاء فريق السلة الأول (الذي نتمنى عودته بالتأكيد) لمصلحة التركيز على فريق القدم، كلها أمور تنم عن حسٍ عالٍ في الإدارة، والتي تم التعبير عنها بنجاح التعاقدات والاختيارات الدقيقة لعناصر الفريق، وكذلك الاعتماد في معظم الأحيان على كوادر تدريبية وطنية أثبتت كفاءتها.
نموذج الحد يعطي الأمل لجميع أندية البحرين بإمكانية البناء مما تحت الصفر، والصعود إلى القمة، بل والتربع عليها متى ما توافرت الإرادة والتخطيط السليم، وكذلك توافرت الإمكانيات اللازمة. كما أن الحد يعطي الأمل لمنتخباتنا الوطنية بالقدرة على الصعود والتطور وبلوغ مراحل لم نبلغها سابقاً، لأن كل شيء ممكن بشرط أن نؤمن بأنفسنا أولاً وبقدرتنا على إحداث التغيير.
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5106 - الثلثاء 30 أغسطس 2016م