حديث الجمعة 02/11/2001م لسماحة الشيخ عبد الأمير الجمري في جامع الإمام الصادق(ع) - المنامة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، وأصحابه المنتجبين والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.
أيها الأحبة: سلامٌ من الله عليكم ورحمةٌ وبركات،وبعد: فقد قال الله تعالى: " وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ" (الأنبياء:105) في البدء أبارك لكم وللأمة الإسلامية جمعاء هذه المناسبة العظيمة ولادة الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت المهدي بن الحسن العسكري عجَّل الله فرجه الشريف والذي ثبت تاريخياً أنه وُلِدَ في الخامس عشر من شهر شعبان سنة 256 للهجرة كما قرَّره علماء التحقيق من الشيعة، وما لا يقل عن ثلاثة عشر عالماً من الأثبات المعتمدين من السُنَّة.
وهذه المناسبة العظيمة -أيها الأحبة- أولاً تشيع روح الأمل في الأمة لا سيما عند اشتداد الضربات وتكاثر الأعداء كما نراه اليوم ،فكما تشير هذه الآية المباركة بوضوح أن هناك وعداً من الله سبحانه وتعالى بأن النصر والغلبة هما للمؤمنين المخلصين كما ذكر ذلك في آيات أخرى كقوله تعالى:{وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}(الروم: 47). وقوله تعالى:{وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} (القصص:5)
وهل هناك أعظم من وعد الله؟فإذا كان هذا هو وعد الجليل جلَّ جلاله مالك الملك فهل يتسرَّب في نفوسنا شيء من الشك أو اليأس أو الحزن.
أيها الإخوة والأخوات أيها الأبناء والبنات.. أقول ذلك لأن الإعلام المقروء والمسموع والمرئي يريد عكس ذلك ،يدخل علينا وعلى أبنائنا وبناتنا بصورٍ تبهر العقول وتسحر الألباب، بعضها سيئٌ هدفه هدم الأخلاق وكسر العزيمة وتحطيم الثقة في ديننا ومعتقداتنا.وأقول: إذا هُزمنا في المعارك العسكرية لعدم التكافؤ فلا ينبغي أبداً أن نُهزمَ على المستوى النفسي،فثقتنا في نفوسنا يجب أن تبقى قوية صامدة.
أقول: هذا وعد الله ، نصٌّ قرآني،كلام قدسي، وحيٌ يُوحى أن النصر- بلا شك ولا ريب- للمؤمنين المتمسكين بدينهم، فلنتمسك بهذا الدين فهو خيرُ الأديان وخاتمها، والذي فشلت كلَّ الصيغ والطروح الأخرى سواه في علاج قضايا ومشاكل البشرية.
ثانياً وهذه المناسبة بذكراها العظيمة: تحثُّنا على الإستمرار في الإصلاح والتأكيد عليه.
فليس صحيحاً أبداً ما يحاول المغرضون إلصاقه بنا نحن أتباع أهل البيت(ع) من أنَّنا نُعطِّلَ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فينتشر الفساد، حتى يعجِّل الله خروج المهدي(عج)،فهذا كلام لا يقنع حتى الأطفال،وعقيدتنا هي أنَّه لا خير في هذه الأمة إن لم تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. ولذلك أفتى فقهاؤنا بوجوب الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.ومنعوا السكوت عن كلمة الحق، انطلاقاً من قول الرسول الأعظم(ص)" الساكت عن الحقِّ شيطانٌ أخرس". ولا نقصد بالإصلاح هنا فقط الدعوة للصلاة والصيام والزكاة والحج، فهذه أمورٌ مطلوبة لكنها ليست وحدها، وإنما يجب أن يشمل الإصلاح كلَّ الميادين على صعيد العمل السياسي والإقتصادي والتربوي. نعم هذه المناسبة العظيمة ينبغي أن تغرس في نفوسنا الإصرار على التمسك بحقوقنا بالمشاركة في الإصلاح بصورةٍ جدية واعية، فكل خطوة نخطوها في اتجاه الإصلاح هي خطوة تمهِّد لخروج إمامنا المهدي المنتظر (عج)، وهي خطوة لنصرة الإسلام لا شكَّ في ذلك ولا ريب.
نعم الإصلاح- أيها الأحبة- أعم وأشمل مما ذكر.
*فرصّ الصفوف، والإبتعاد عن الخلافات الهامشية، هي من صميم الإصلاح.
*بناء المؤسسات، وتحديد البرامج، ورسم الخطط للمساهمة في بناء الوطن، هي من صميم الإصلاح. وأن مشروع الإصلاح ،ونهضة الأمة ما زال يحتاج الكثير من الجهد، للتنظير والتفعيل، فالشعارات لا تحل المشاكل ،وإنما البرامج ،والتي نأمل أن تبث فينا هذه المناسبات كثيراً من الجد والعزم لمواصلة الدرب.
ثالثاً: وهذه المناسبة بذكراها العظيمة-أيها الأحبة-: تدفعنا للوحدة مع المؤمنين المناضلين والفعاليات المجاهدة في أقطار المعمورة ضد الظلم وضد قوى الإستكبار. وعليه فهذه المناسبة لا تخص الشيعة دون السنة، ولا فئة دون فئة، ولا بلداً دون بلد، فالدم الذي يراق في القدس كأنه يراق في الكعبة أو النجف الأشرف.
وما يفعله الصهاينة الغزاة من قتل وتشريد واستباحة للقدس الشريف هو في الحقيقة تدنيس لكل الأماكن المقدسة،وإن كان من إرهاب يريدون مكافحته فإسرائيل رأس الإرهاب، ولا معنى لكل الشعارات التي يرفعونها إلا إذا طُبِّقت على إسرائيل.
نسمع من الرؤساء الأمريكيين والأوربيين تفهماً لما يعانيه الفلسطينيون ولكن أين الآليات لإيقاف إسرائيل عن غيِّها وجبروتها.أين مجلس الأمن ؟أين موقف الدول العظمى من سياسة الإغتيالات واحتلال الأراضي.دخلت إسرائيل سبع مناطق فلسطينية جديدة، وقتلت أكثر من عشرين شهيداً وهدمت البيوت والمساجد، فأين هؤلاء الذين يجنِّدون كلَّ الطاقات لضرب أفغانستان بحجة مكافحة الإرهاب !! لماذا لا يتم إرسال قوات الأمم المتحدة لحماية الفلسطينيين! لماذا لم يسمح للفلسطينيين بإقامة دولتهم؟! والغريب المضحك أن السلطة الفلسطينية مع الجنود الإسرائيليين يشتركون في حملات التفتيش واعتقال المجاهدين. فماذا يعني هذا؟ هل يعني أن تترك إسرائيل تقتل وتحتل وتنهب دون مقاومة؟!! كل الشرائع السماوية، وحتى القوانين الوضعية تجيز للشعوب مقاومة الإحتلال بكل الطرق المشروعة.
نحن لسنا مع الإرهاب ،ولكن ماذا يجري في أفغانستان ؟ الضربات الأمريكية تتجاوز أسبوعها الثالث، وما زال المدنيون يدفعون الثمن.
نحن لا نتحدَّث عن طالبان وإنما نتحدَّث عن الدماء البريئة ،والتي ما زالت تراق بدون حق ،أليس هذا منطق الغاب؟ لقد قلنا وما زلنا نقول أن هذا الأسلوب يعقِّد الأمور ،ويخلق أجيالاً ترفض هذه الأساليب اللامنطقية.
"اللهم ما عرَّفتنا من الحقِّ فحمِّلناه ،وما قصرنا عنه فبلغناه، اللهم المم به شعثنا ، واشعب به صدعنا،وارتق به فتقنا ، وكثِّر به قلَّتنا،واعزز به ذلَّتنا .اللهم إنا نشكو إليك فقد نبيِّنا صلواتك عليه وآله، وغيبة وليِّنا،وكثرة عدوِّنا،وقلة عددنا،وشدَّة الفتن بنا، وتظاهر الزمان علينا،فصلِّ على محمدٍ وآله، وأعنا على ذلك بفتحٍ منك تُعجِّلُه، وبِضُرِّ تكشفه، ونصرٍ تُعزُّه.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، وأصحابه المنتجبين والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.
أيها الأحبة: سلامٌ من الله عليكم ورحمةٌ وبركات،وبعد: فقد قال الله تعالى: " وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ" (الأنبياء:105) في البدء أبارك لكم وللأمة الإسلامية جمعاء هذه المناسبة العظيمة ولادة الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت المهدي بن الحسن العسكري عجَّل الله فرجه الشريف والذي ثبت تاريخياً أنه وُلِدَ في الخامس عشر من شهر شعبان سنة 256 للهجرة كما قرَّره علماء التحقيق من الشيعة، وما لا يقل عن ثلاثة عشر عالماً من الأثبات المعتمدين من السُنَّة.
وهذه المناسبة العظيمة -أيها الأحبة- أولاً تشيع روح الأمل في الأمة لا سيما عند اشتداد الضربات وتكاثر الأعداء كما نراه اليوم ،فكما تشير هذه الآية المباركة بوضوح أن هناك وعداً من الله سبحانه وتعالى بأن النصر والغلبة هما للمؤمنين المخلصين كما ذكر ذلك في آيات أخرى كقوله تعالى:{وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}(الروم: 47). وقوله تعالى:{وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} (القصص:5)
وهل هناك أعظم من وعد الله؟فإذا كان هذا هو وعد الجليل جلَّ جلاله مالك الملك فهل يتسرَّب في نفوسنا شيء من الشك أو اليأس أو الحزن.
أيها الإخوة والأخوات أيها الأبناء والبنات.. أقول ذلك لأن الإعلام المقروء والمسموع والمرئي يريد عكس ذلك ،يدخل علينا وعلى أبنائنا وبناتنا بصورٍ تبهر العقول وتسحر الألباب، بعضها سيئٌ هدفه هدم الأخلاق وكسر العزيمة وتحطيم الثقة في ديننا ومعتقداتنا.وأقول: إذا هُزمنا في المعارك العسكرية لعدم التكافؤ فلا ينبغي أبداً أن نُهزمَ على المستوى النفسي،فثقتنا في نفوسنا يجب أن تبقى قوية صامدة.
أقول: هذا وعد الله ، نصٌّ قرآني،كلام قدسي، وحيٌ يُوحى أن النصر- بلا شك ولا ريب- للمؤمنين المتمسكين بدينهم، فلنتمسك بهذا الدين فهو خيرُ الأديان وخاتمها، والذي فشلت كلَّ الصيغ والطروح الأخرى سواه في علاج قضايا ومشاكل البشرية.
ثانياً وهذه المناسبة بذكراها العظيمة: تحثُّنا على الإستمرار في الإصلاح والتأكيد عليه.
فليس صحيحاً أبداً ما يحاول المغرضون إلصاقه بنا نحن أتباع أهل البيت(ع) من أنَّنا نُعطِّلَ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فينتشر الفساد، حتى يعجِّل الله خروج المهدي(عج)،فهذا كلام لا يقنع حتى الأطفال،وعقيدتنا هي أنَّه لا خير في هذه الأمة إن لم تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. ولذلك أفتى فقهاؤنا بوجوب الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.ومنعوا السكوت عن كلمة الحق، انطلاقاً من قول الرسول الأعظم(ص)" الساكت عن الحقِّ شيطانٌ أخرس". ولا نقصد بالإصلاح هنا فقط الدعوة للصلاة والصيام والزكاة والحج، فهذه أمورٌ مطلوبة لكنها ليست وحدها، وإنما يجب أن يشمل الإصلاح كلَّ الميادين على صعيد العمل السياسي والإقتصادي والتربوي. نعم هذه المناسبة العظيمة ينبغي أن تغرس في نفوسنا الإصرار على التمسك بحقوقنا بالمشاركة في الإصلاح بصورةٍ جدية واعية، فكل خطوة نخطوها في اتجاه الإصلاح هي خطوة تمهِّد لخروج إمامنا المهدي المنتظر (عج)، وهي خطوة لنصرة الإسلام لا شكَّ في ذلك ولا ريب.
نعم الإصلاح- أيها الأحبة- أعم وأشمل مما ذكر.
*فرصّ الصفوف، والإبتعاد عن الخلافات الهامشية، هي من صميم الإصلاح.
*بناء المؤسسات، وتحديد البرامج، ورسم الخطط للمساهمة في بناء الوطن، هي من صميم الإصلاح. وأن مشروع الإصلاح ،ونهضة الأمة ما زال يحتاج الكثير من الجهد، للتنظير والتفعيل، فالشعارات لا تحل المشاكل ،وإنما البرامج ،والتي نأمل أن تبث فينا هذه المناسبات كثيراً من الجد والعزم لمواصلة الدرب.
ثالثاً: وهذه المناسبة بذكراها العظيمة-أيها الأحبة-: تدفعنا للوحدة مع المؤمنين المناضلين والفعاليات المجاهدة في أقطار المعمورة ضد الظلم وضد قوى الإستكبار. وعليه فهذه المناسبة لا تخص الشيعة دون السنة، ولا فئة دون فئة، ولا بلداً دون بلد، فالدم الذي يراق في القدس كأنه يراق في الكعبة أو النجف الأشرف.
وما يفعله الصهاينة الغزاة من قتل وتشريد واستباحة للقدس الشريف هو في الحقيقة تدنيس لكل الأماكن المقدسة،وإن كان من إرهاب يريدون مكافحته فإسرائيل رأس الإرهاب، ولا معنى لكل الشعارات التي يرفعونها إلا إذا طُبِّقت على إسرائيل.
نسمع من الرؤساء الأمريكيين والأوربيين تفهماً لما يعانيه الفلسطينيون ولكن أين الآليات لإيقاف إسرائيل عن غيِّها وجبروتها.أين مجلس الأمن ؟أين موقف الدول العظمى من سياسة الإغتيالات واحتلال الأراضي.دخلت إسرائيل سبع مناطق فلسطينية جديدة، وقتلت أكثر من عشرين شهيداً وهدمت البيوت والمساجد، فأين هؤلاء الذين يجنِّدون كلَّ الطاقات لضرب أفغانستان بحجة مكافحة الإرهاب !! لماذا لا يتم إرسال قوات الأمم المتحدة لحماية الفلسطينيين! لماذا لم يسمح للفلسطينيين بإقامة دولتهم؟! والغريب المضحك أن السلطة الفلسطينية مع الجنود الإسرائيليين يشتركون في حملات التفتيش واعتقال المجاهدين. فماذا يعني هذا؟ هل يعني أن تترك إسرائيل تقتل وتحتل وتنهب دون مقاومة؟!! كل الشرائع السماوية، وحتى القوانين الوضعية تجيز للشعوب مقاومة الإحتلال بكل الطرق المشروعة.
نحن لسنا مع الإرهاب ،ولكن ماذا يجري في أفغانستان ؟ الضربات الأمريكية تتجاوز أسبوعها الثالث، وما زال المدنيون يدفعون الثمن.
نحن لا نتحدَّث عن طالبان وإنما نتحدَّث عن الدماء البريئة ،والتي ما زالت تراق بدون حق ،أليس هذا منطق الغاب؟ لقد قلنا وما زلنا نقول أن هذا الأسلوب يعقِّد الأمور ،ويخلق أجيالاً ترفض هذه الأساليب اللامنطقية.
"اللهم ما عرَّفتنا من الحقِّ فحمِّلناه ،وما قصرنا عنه فبلغناه، اللهم المم به شعثنا ، واشعب به صدعنا،وارتق به فتقنا ، وكثِّر به قلَّتنا،واعزز به ذلَّتنا .اللهم إنا نشكو إليك فقد نبيِّنا صلواتك عليه وآله، وغيبة وليِّنا،وكثرة عدوِّنا،وقلة عددنا،وشدَّة الفتن بنا، وتظاهر الزمان علينا،فصلِّ على محمدٍ وآله، وأعنا على ذلك بفتحٍ منك تُعجِّلُه، وبِضُرِّ تكشفه، ونصرٍ تُعزُّه.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.