جعفر عبد الكريم صالح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حركة جعفر الخابوري الا سلا ميه


    حديث الجمعة 18/ ذو القعدة/1422هـ - 1/2/2002م لسماحة الشيخ عبد الأمير الجمري في جامع الإمام الصادق(ع) -القفول –المنامة.

    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    مراقب عام
    مراقب عام


    عدد المساهمات : 475
    تاريخ التسجيل : 11/10/2009
    العمر : 54

    حديث الجمعة 18/ ذو القعدة/1422هـ - 1/2/2002م لسماحة الشيخ عبد الأمير الجمري في جامع الإمام الصادق(ع) -القفول –المنامة. Empty حديث الجمعة 18/ ذو القعدة/1422هـ - 1/2/2002م لسماحة الشيخ عبد الأمير الجمري في جامع الإمام الصادق(ع) -القفول –المنامة.

    مُساهمة  جعفر الخابوري السبت فبراير 20, 2010 9:06 pm

    حديث الجمعة 18/ ذو القعدة/1422هـ - 1/2/2002م لسماحة الشيخ عبد الأمير الجمري في جامع الإمام الصادق(ع) -القفول –المنامة.



    بسم الله الرحمن الرحيم،الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على محمدٍ وآله الطاهرين،وأصحابه المنتجبين،والتابعين بإحسان إلى يوم الدين. أيها الإخوة والأخوات،أيها الأبناء والبنات،سلامٌ من الله عليكم ورحمةٌ وبركات،وبعدُ:فقد قال الله تعالى:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} (الروم:54)صدق الله العلي العظيم.



    أيها الأحبَّة: قبل الحديث على ضوء الآية المباركة صلةً لما تقدَّم عن الشباب يهمُّني أن أذكر أمرين ،الأول،إنَّ هذه الآية تهدف إلى ضبط سلوك الإنسان بما تقدَّمَ من درس تربوي سلوكي،حيث تُصرِّح بأنَّ الإنسان ضعيف في طفولته، ضعيف في شيخوخته، ضعيف في شبابه أيضاً، فإنَّ القوة التي وصفته بها إنما هي نسبية، يعني بالنسبة إلى طفولته وإلى شيخوخته هو قوي، أما هو في واقعه فهو ضعيف مهما أحاطَ به نفسه من أسباب القوة، ومهما طغى وتكبَّر وتجبَّر، وإذا كان كذلك هل يستطيع مقاومة مؤاخذة الخالق وعذابه إذا انحرفَ عن الخط الصحيح،وهل يمكنه أن يتحمَّل عملية التعذيب المروِّعة على عصيانه وانحرافه؟!يقول علي(ع) في دعاء كميل مُنبِّهاً لنا إلى هذه الحقيقة:{يا ربِّ ارحم ضعف بدني ورقَّة جلدي ودقَّة عظمي}.الأمر الثاني:إنَّ هذه الآية المباركة من النصوص القرآنية التي تقيم الحجَّة- ضمناً- على صحَّة المعاد،فإذا كان الله تعالى قد خلق هذا الإنسان وأوجده من لا شيء أليس هذا الخالق قادراً على إعادته؟أو ليس من كان قادراً على الإنشاء هو قادر على الإعادة التي هي أيسر وأسهل من الإبتداء؟. قال سيد الموحدين علي(ع):{عجبتُ لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى}.



    ليس عجيباً أن ينكر الناس أو يستبعدوا-مثلاً- وقوع الهاتف أو التلفاز، أو غيرهما من معجزات العلم لو قيل لهم قبل وقوعها بسنين أنها ستقع، لأنَّهم لم يروا ما يدل على إمكانية حصولها...ولكن العجب ممن ينكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى واقعاً معاشاً منظوراً!!قال تعالى:{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ* قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ}(يّـس:78-79). والآن لنعد إلى الحديث عن الشباب، فنقول: لقد تحدَّثنا في الأسبوع الماضي عن مشكلة غياب أسلوب الحوار بين الآباء والأبناء، وقلنا إنَّ هذا الغياب قد يؤدي إلى انفلات الشباب وابتعادهم عن جوِّ الأسرة، ولذلك أكَّدتُ أنَّ الحوار بين الآباء والأبناء يجب أن يبقى قائماً مفتوحاً حتى في الحالات الصعبة. أما اليوم-أيها الإخوة والأخوات، والأبناء والبنات-فالمشكلة المقترحة ،والتي أودّ أن أتحدَّث عنها يمكن تلخيصها في الآتي:هناك إحساس عند الشباب بأنَّ قدراتهم ومؤهلاتهم غير محترمة، أي : إنَّ هناك عدم تقدير لآرائهم وعدم احترام لكفاءاتهم.الشباب يقولون: إنَّ لنا رأياً في تلك القضية، ولنا موقفاً من تلك الحادثة، ولكن لا أحد يسمع لنا، ولا أحد يأخذ برأينا. بعض الشباب قاموا بمشروع، وحين جاءوا يأخذون رأي الكبار قالوا لهم : إنَّ هذا المشروع لا يصلح، إنكم لا تملكون الخبرة الكافية،إنكم لا زلتم صغار السن، وحديثيّ العهد. وأمثال ذلك. في منطقة أخرى يقول بعض الشباب إنَّهم كلَّما أرادوا أن يقوموا بعمل كان ردَّ الكبار الذين يملكون المكانة الإجتماعية في المنطقة، كان ردهم على هؤلاء الشباب، أنتم حماسيّون، أنتم عاطفيون، أنتم انفعاليون!!! من هذه الأمثلة وغيرها يتضح أنَّ الشباب يشعرون بالإهمال، والإحباط، وعدم إعطاء الفرصة لإبراز قدراتهم ومؤهلاتهم.. وهذا الأمر غير صحيح، وينبغي أن تتم معالجته بطريقة منطقية.نعم في خصوص التأنِّي والتثبُّت ودراسة المشروع قبل الشروع فيه ما يقوله الكبار صحيح. فأيُّ عملٍ وأيُّ مشروعٍ يحتاج لدراسة متأنّية، وخطَّة مدروسة تضمن له النجاح. وصحيح ما يقوله الكبار أيضاً من أنَّ الشباب مرحلة عنفوان، وفيها كثير من الإرتجال في الأقوال والأفعال، ومن الممكن أن يحصل الإستعجال للشباب في الأمور....ولكن هل هذا الكلام صحيحٌ مطلقاً؟! وأن كلَّ ما يقوم به الشباب خطأ، وكل ما بفعله الشباب يفتقد الحكمة والصواب؟!! ثم كيف يحصل الشباب على الخبرة إذا عورِضوا دائماً؟ وكيف يمكن لهم أن يُصحِّحوا أوضاعهم؟!! أقول: أيها الإخوة: كما إننا نطالب الشباب بالتريّث، والتعقُّل، والإستشارة، ودراسة المواضيع قبل الإقدام عليها..... أقول: كذلك يجب علينا كآباء، وعلماء، ومثقَّفين أن نعطي الشباب الفرصة، أن نحترم عقولهم ونُقدِّرَ كفاءاتهم، خصوصاً أنَّ شبابنا اليوم-والحمد لله-درسوا وتعلَّموا وحصلوا على الشهادات العلمية، ويمكن أن يأخذوا بالنصيحة المفيدة إذا جاءت بالأسلوب الحسن.



    قضية القدس والعالم الإسلامي:

    وفي ختام هذه الحلقة أودّ أيها الإخوة أن أنتقل معكم إلى قضية القدس والعالم الإسلامي، فإنَّ بحثنا يواكب أوضاع الساحة، وأحداث الساحة دائماً، وهذا ما يهم الأمَّة كلّ الأمَّة، فأقول:لقد سمعتُ في اليومين الماضيين تصريحين مثيرين غريبين جداً، الأول: من الرئيس الأمريكي الذي قال: إن محور الشرّ والإرهاب يكمن في ثلاث دول: إيران والعراق وكوريا الشمالية. والتصريح الثاني لشارون رئيس وزراء الكيان الصهيوني يقول: إنَّه نادم أو ندمان لأنَّه لم يقتل الرئيس الفلسطيني((عرفات)) عندما اجتاح-أي شارون-لبنان سنة 1982م!!! فالتصريح الثاني اعتراف من مجرم سفَّاك اجتاح لبنان ودمَّرَ ما دمَّر وقتل ما قتل، كما يفعله اليوم في فلسطين من إراقة للدماء، وانتهاك للحرمات أمام العالم. وما فعله في صبرا وشاتيلا بالأمس يفعله اليوم أضعافاً مضاعفةً. ثم يأتي الرئيس الأمريكي ليقول للعالم: إنَّ إسرائيل ليست إرهابية، وإنما إيران، والعراق، وكوريا،هؤلاء هم الإرهابيون!!!وهذا الرئيس تارة يُصرِّح بحرب صليبية كما هو في بداية الحرب على أفغانستان، وتارة يُصرِّح واصماً دولاً إسلامية بالشرِّ والإرهاب ولا أدري هل هذا استغفال لعقول العرب والمسلمين؟!! أم هو استحقار واستهانة بالعرب والمسلمين؟!!أم هو جس للنبض وتمهيد لضرب هذه الدول؟!! أقول: إنَّ القمَّة العربية ستعقد قريباً في لبنان، بلد الجراح، وبلد النصر والمقاومة، ويجب أن تكون القمَّة مختلفة عمَّا مضى، يجب أن يصدر قرار شجاع يتحوَّل من الأقوال إلى الأفعال،ومن العمومية إلى الخصوص.فلا يجوز أن تجتمع الدول العربية كلّها في البلد الذي انتصرَ على إسرائيل ثم يخرجوا بقرارات خائفة خجولة.



    أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.وإلى أرواح شهدائنا الأبرار وجميع أموات الأمة الإسلامية رحم الله من قرأ الفاتحة تسبقها الصلوات على محمد وآل محمد.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 10:43 am