جعفر عبد الكريم صالح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حركة جعفر الخابوري الا سلا ميه


    حديث الجمعة 16 / ذي الحجة/1422هـ - 1/3/2002م لسماحة الشيخ عبد الأمير الجمري في جامع الإمام الصادق(ع) المنامة

    avatar
    منطق
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 30
    تاريخ التسجيل : 20/10/2009

    حديث الجمعة 16 / ذي الحجة/1422هـ - 1/3/2002م لسماحة الشيخ عبد الأمير الجمري في جامع الإمام الصادق(ع) المنامة Empty حديث الجمعة 16 / ذي الحجة/1422هـ - 1/3/2002م لسماحة الشيخ عبد الأمير الجمري في جامع الإمام الصادق(ع) المنامة

    مُساهمة  منطق الأربعاء فبراير 10, 2010 9:17 pm

    حديث الجمعة 16 / ذي الحجة/1422هـ - 1/3/2002م لسماحة الشيخ عبد الأمير الجمري في جامع الإمام الصادق(ع) المنامة



    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين، والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.



    ذكرى عيد الغدير: أيها الأحبَّة: سلامٌ من الله عليكم ورحمةٌ وبركات وبعدُ: فقد جاء في وصية الإمام علي أمير المؤمنين(ع) لولديه الحسن والحسين(ع) بعد أن ضربه عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله بسيفه، جاء في هذه الوصية:

    ((أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم، فإني سمعت جدكما صلى الله عليه وآله يقول: "صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام".



    أيها الاخوة والأخوات، أيها الأبناء والبنات: نعيش هذه الأيام مناسبة وذكرى عزيزة علينا وعلى جميع المسلمين، وهي مناسبة وذكرى الغدير، ولابد من الوقوف عندها وقفة جدية. فهناك من تمر عليه هذه المناسبة ولا يعرف فيها إلا الاحتفال، والفرح ومظاهر الفرح، وكأنما ارتباطه بعلي (ع) ارتباط شكلي، أو كأنما خطابه عن علي (ع) خطاب عاطفي. وهناك من تمر عليه هذه المناسبة ولا يريد أن يحتفل بها أحد غيره، لأنه من أصحاب علي (ع) والآخرين ليسوا من أصحاب علي (ع)، فيسيء للذكرى قبل أن يُحسن، وكأنَّ علياً لفئةٍ دون فئة، فيكون خطابه عند الآخرين خطاباً طائفياً منفِّراً يفرِّق ولا يوحِّد. وهناك من تمر عليه الذكرى ولا يدري ولا يعرف حقيقتها، والغاية منها، لأنه يعيش أجواء بعيدة عنها، ويحتاج لمن يُقرِّبه إلى الذكرى، ويهديه ويبصره بحقيقتها، ولكن بالأسلوب الهادئ، والقول الحسن، والخطاب العلمي المنطقي. أيها الأحبَّة: فمن أي الأصناف نحن ، أوفي أيها نُصنِّف أنفسنا؟ وبأي خطاب نريد أن نتحدَّث عن علي (ع) إذا كنَّا حقاً أتباعه، ومحبيه، ومريديه، وإذا كنَّا نريد أن نكون سفراءه ورسله للعالم؟ لا يحقُّ لأحد -أيها الأحبَّة- أن يتحدَّث باسم علي(ع) إلا من سار على دربه ونهجه، ولا يحقُّ لأحد أن يتحدَّث باسم علي (ع) إلا أن تكون أقواله وأفعاله مطابقة لتعاليم ونهج علي(ع). هناك من يتحدَّث باسم علي (ع) وهو لا يعرف إلا سمه وكنيته ولقبه. وهناك من يقول ولا يفعل. لا علاقة بينه وبين علي (ع) على مستوى التطبيق والتفعيل. وهناك من يدَّعي حبَّ علي (ع) وولائه وهو بعيد كلَّ البعد عن نهجه وقيمه ومعاييره. وهناك نماذج ونماذج أخرى، وكلّها مرفوضة.



    أيها الأبناء والبنات: قلتُ في العام الماضي كلمة وأقولها الآن في هذه المناسبة العظيمة: أين نحن من نهج البلاغة؟

    هذا السِّفر العظيم والنهج المستقيم، هذا الكتاب الذي ما عرفت الدنيا كتاباً بعد كتاب الله سبحانه أجمع ولا أنفع ولا أروع منه، هذا النهج لماذا يظل مغيباً؟! لقد دعوتُ وطلبتُ أن تكون هناك لجنة تهتم بهذا السفر، وتعقد الندوات والمؤتمرات في هذا البلد، تُعرِّف الناس كلَّ الناس بقيمة هذا الكتاب العظيم، فهل يكون ذلك؟



    أيها الأحبة: أمعنوا النظر في الكلمات التي بدأتُ بها حديثي، فهي آخر الكلمات التي نطق بها علي (ع) بعد ضربة ابن ملجم رأسه بالسيف في صلاته، فهذه الكلمات وصيته لولده، وأهله، ومن بلغه كتابه لا فرق بين سنة و شيعة، فليس هناك عند الإمام أهم ولا أقدس بعد معرفة الله وعبادته من نظم الأمر وصلاح ذات البين. هذه الوصية –كبقية وصاياه الأخرى- ينبغي أن تكون منهاج عمل لكلِّ مصلح وعامل يريد الإصلاح في أمَّته. فما أحرى بنا أن نتمسَّك بها وندعو إليها من كان من أصحاب علي (ع) غافلاً، ولأقواله ناسياً، وفي أفعاله لنهج علي مخالفاً.



    وقفة مع القضية المركزية: أيها الأحبَّة: وانطلاقاً من نهج علي(ع) ووصيته وأطروحته لنا وقفة من القضية الفلسطينية، قضية الأمَّة المركزية، فليس أقل من أنَّه يجب علينا أن نعيش همَّها، ونفكِّر لأجلها، وندافع عنها بالقول على الأقل إذا كنَّا عن الفعل بعيدين، وفي هذا الأمر مقصِّرين... فمازال العدو الصهيوني يهدم البيوت ويحتل الأراضي ويسفك الدماء بالعشرات يومياً، وآخر ذلك امرأة حامل قُتِلَ زوجُها وهو يحاول إيصالها إلى المستشفى للولادة، ولم يكن زوجها مسلَّحاً فيعد إرهابياً كما يحاول من يريد تسويق التبريرات الصهيونية للعالم. والمجزرة التي فعلها الصهاينة بالأمس حين قتلوا اثني عشر شهيدا. وتأتي مبادرة الأمير عبد الله المطالبة بانسحاب إسرائيل لما قبل حرب 67 مقابل تطبيع كامل مع الدول العربية. ولا نريد أن نجادل في هذه المبادرة ومالها وما عليها، ولكن نقول: حتى هذه المبادرة ماذا كان رد الفعل الصهيوني؟ كان كالتالي: أراد الصهاينة أن يقطفوا الثمار حتى قبل المبادرة، فمنهم من دعا الأمير عبدالله لزيارة ما يسمى بإسرائيل، ومنهم من أراد أن يزور الرياض، يريد الصهاينة التطبيع بلا ثمن، ويريدون أن يحرجوا المملكة العربية السعودية بثقلها في العالم الإسلامي، كما فعلوا بعرفات حيث جرجروه من مدريد إلى أوسلو إلى واشنطن إلى لاشيء، وإلا فأي سلام مع هذا الكيان الغاصب لكلِّ الحقوق؟ وأي حديث عن السلام وفي كلِّ يوم يمضي هذا الكيان في الفلسطينيين قتلاً وتعذيباً وإهانة.



    أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والى أرواح شهدائنا الأبرار وجميع أموات الأمة الإسلامية رحم الله من قرأ الفاتحة تسبقها الصلوات على محمد وال محمد.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 9:04 am