التحريفات والتصرفات في كتب السنة - السيد علي الميلاني ص 9
أساليب القوم في التحريف كما لاحظتم في خلال البحوث أني تعرضت ونبهت على بعض التحريفات الواقعة منهم في نقل الأحاديث ، وفي رواية الأخبار والقضايا والحوادث ، ونبهت أيضا على أنهم - أي أهل السنة - حاولوا قدر الإمكان أن
يتكتموا على حقائق القضايا ولا ينقلوا لنا الحوادث كما وقعت ، ومع ذلك فقد عثرنا على ما كنا نريده من خلال رواياتهم والنظر في أخبارهم وكتبهم ، ثم طلبتم أن أذكر موارد أخرى من التحريفات في هذه الليلة ،
فأقول : إن للقوم أساليب عديدة في رد ما يتعلق بأهل البيت وبمسائل الإمامة ، وكل ما يستدل به الإمامية في بحوثهم .
فأول شئ نراه في كتبهم أنهم يغفلون الخبر ، ويحاولون التعتيم عليه وعدم نقله وعدم نشره ، ولذا نرى أن كثيرا من الأخبار الصحيحة بأسانيدهم غير مخرجة في الصحيحين ، أو الصحاح
- التحريفات والتصرفات في كتب السنة - السيد علي الميلاني ص 10
الستة من كتبهم ، فأول محاولة منهم هي إغفال الأخبار الصحيحة التي يستند إليها الشيعة فلا ينقلونها .
ثم إذا نقلوا حديثا يحاولون أن يحرفوه ، والتحريف يكون على أشكال في كتبهم .
تارة ينقلون الحديث مبتورا وينقصون منه محل الاستدلال ومورد الحاجة ،
وتارة يبهمون في ألفاظه ، فيرفعون الأسماء الصريحة ويضعون في مكانها كلمة فلان إبهاما للأمر .
وتارة يحذفون من الخبر ويضعون في مكان المقدار المحذوف كلمة كذا وكذا .
وتارة نراهم يصحفون الألفاظ . فإن لم يمكنهم التلاعب بمتنه ، انبروا للطعن في سنده ، وحاولوا تضعيف الحديث أو تكذيبه .
فإن لم يمكنهم ذلك أيضا ، وضعوا في مقابله حديثا آخر وادعوا المعارضة بين الحديثين .
وهذه أساليبهم . أما المستنسخون ، والناشرون للكتب ، والرواة لتلك الروايات والمؤلفات ، فحدث عنهم ولا حرج .
- التحريفات والتصرفات في كتب السنة - السيد علي الميلاني ص 11
أتذكر أني رأيت في أحد المصادر ، عندما يروي خبر مبيت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على فراش رسول الله في ليلة الهجرة ، الرواية تقول : بات علي على فراش رسول الله ، أتذكر أنه في أحد المصادر كلمة التاء بدلها الناسخ باللام ، التاء من بات بدلها باللام .
ينقلون عن بعض الصحابة ، وكما قرأنا في الجلسات الماضية ، أنهم كانوا يعرضون أولادهم على أمير المؤمنين ، يأتون بأبنائهم ويوقفونهم على الطريق ، فإذا مر أمير المؤمنين قالوا للولد : أتحب هذا ؟ فإن قال : نعم ، علم أنه منه وإلا . . .
فينقلون عن بعض الصحابة أنهم كانوا يقولون - وهذا موجود في المصادر - : كنا نبور أبناءنا بحب علي بن أبي طالب ، نبور أي نختبر ، نختبرهم نمتحنهم ، لنعرف أنهم من صلبنا أو لا ، كنا نبور أبناءنا بحب علي بن أبي طالب .
لاحظوا التصحيف : كنا بنور إيماننا نحب علي بن أبي طالب . الباء أصبحت نونا ، نبور أصبحت بنور ، أبناءنا أصبحت إيماننا ، كنا بنور إيماننا نحب علي بن أبي طالب .
وهكذا يصحفون الأخبار . وإما أن يرفعوا الحديث أو قسما من الحديث ويتركوا مكانه
- التحريفات والتصرفات في كتب السنة - السيد علي الميلاني ص 12
بياضا ، ويكتبون هاهنا بيا ض في النسخة ، وهذا أيضا كثير في كتبهم ، هنا بياض في النسخة ، لاحظوا المصادر ، حتى الكتب الكلامية أيضا . أتذكر أن موضعا من شرح المقاصد حذف منه مقدار ، وقد كتب محققه أن هنا بياضا في النسخة ،
وكذا في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ، وفي تاريخ دمشق لابن عساكر ، وغير هذه الكتب . فهكذا يفعلون ، وكل ذلك لئلا يظهر الحق ، وما أكثر هذا . ويا حبذا لو انبرى أحد لجمع هذه القضايا وتأليف كتاب في ذلك .
وأما أنكم لو قارنتم الطبعات الجديدة للكتب ، وقابلتموها مع الطبعات السابقة ، حتى تفسير الكشاف للزمخشري ، له أبيات ، أربع خمس أبيات في تفسيره ، هي في بعض الطبعات غير موجودة ، لأن تلك الأبيات فيها طعن على المذاهب الأربعة .
وهكذا في قضايا أخرى . وكثيرا ما ترى أن المؤلف اللاحق يلخص كتاب أحد السابقين ، وليس الغرض من تلخيصه لذلك الكتاب إلا طرح ما في
- التحريفات والتصرفات في كتب السنة - السيد علي الميلاني ص 13
ذلك الكتاب مما يضر بأفكاره ومبادئه ، والكتاب الأصلي ربما يكون مخطوطا ، أو لربما لا تعثر على نسخة منه أبدا ، وقد حكموا عليه بالإعدام .
حتى أن كتب أبي الفرج ابن الجوزي في القضايا التافهة طبعوها ونشروها ، له كتاب في أخبار المغفلين ، له كتاب في أخبار الحمقى ، وأخبار الطفيليين ، وكتبه من هذا القبيل طبعت .
لكن لابن الجوزي رسالة كتبها في تكذيب ما رووه من أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد صلى خلف أبي بكر في تلك الصلاة التي جاء إلى المسجد بأمر من عائشة لا من الرسول ، حتى إذا ، اطلع على ذلك خرج معتمدا على رجلين ،
ونحى أبا بكر عن المحراب وصلى تلك الصلاة بنفسه الشريفة ، فيروون أن رسول الله اقتدى بأبي بكر في تلك الصلاة وصلى خلفه . فلابن الجوزي كتاب في تكذيب ما ورد في هذا الباب ، أي في صلاة النبي خلف أبي بكر ، يكذب هذه
الروايات ابن الجوزي ، هذه الرسالة لم ينشروها ، وحتى لم يكثروا نسخها ولم يستنسخوها . أتذكر أني راجعت كتابا ألف في مؤلفات ابن الجوزي
- التحريفات والتصرفات في كتب السنة - السيد علي الميلاني ص 14
المخطوط منها والمطبوع ، فلم يذكر لهذا الكتاب إلا نسخة واحدة ، والحال أنه يذكر لمؤلفاته الأخرى في مكتبات العالم نسخا كثيرة ولماذا ؟
لأنهم يعلمون بأن تكذيب مثل هذا الخبر يضر باستدلالهم بصلاة أبي بكر المزعومة على إمامة أبي بكر بعد رسول الله . وكم لهذه الأمور من نظائر ، ويا حبذا لو تجمع في مكان واحد .
أساليب القوم في التحريف كما لاحظتم في خلال البحوث أني تعرضت ونبهت على بعض التحريفات الواقعة منهم في نقل الأحاديث ، وفي رواية الأخبار والقضايا والحوادث ، ونبهت أيضا على أنهم - أي أهل السنة - حاولوا قدر الإمكان أن
يتكتموا على حقائق القضايا ولا ينقلوا لنا الحوادث كما وقعت ، ومع ذلك فقد عثرنا على ما كنا نريده من خلال رواياتهم والنظر في أخبارهم وكتبهم ، ثم طلبتم أن أذكر موارد أخرى من التحريفات في هذه الليلة ،
فأقول : إن للقوم أساليب عديدة في رد ما يتعلق بأهل البيت وبمسائل الإمامة ، وكل ما يستدل به الإمامية في بحوثهم .
فأول شئ نراه في كتبهم أنهم يغفلون الخبر ، ويحاولون التعتيم عليه وعدم نقله وعدم نشره ، ولذا نرى أن كثيرا من الأخبار الصحيحة بأسانيدهم غير مخرجة في الصحيحين ، أو الصحاح
- التحريفات والتصرفات في كتب السنة - السيد علي الميلاني ص 10
الستة من كتبهم ، فأول محاولة منهم هي إغفال الأخبار الصحيحة التي يستند إليها الشيعة فلا ينقلونها .
ثم إذا نقلوا حديثا يحاولون أن يحرفوه ، والتحريف يكون على أشكال في كتبهم .
تارة ينقلون الحديث مبتورا وينقصون منه محل الاستدلال ومورد الحاجة ،
وتارة يبهمون في ألفاظه ، فيرفعون الأسماء الصريحة ويضعون في مكانها كلمة فلان إبهاما للأمر .
وتارة يحذفون من الخبر ويضعون في مكان المقدار المحذوف كلمة كذا وكذا .
وتارة نراهم يصحفون الألفاظ . فإن لم يمكنهم التلاعب بمتنه ، انبروا للطعن في سنده ، وحاولوا تضعيف الحديث أو تكذيبه .
فإن لم يمكنهم ذلك أيضا ، وضعوا في مقابله حديثا آخر وادعوا المعارضة بين الحديثين .
وهذه أساليبهم . أما المستنسخون ، والناشرون للكتب ، والرواة لتلك الروايات والمؤلفات ، فحدث عنهم ولا حرج .
- التحريفات والتصرفات في كتب السنة - السيد علي الميلاني ص 11
أتذكر أني رأيت في أحد المصادر ، عندما يروي خبر مبيت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على فراش رسول الله في ليلة الهجرة ، الرواية تقول : بات علي على فراش رسول الله ، أتذكر أنه في أحد المصادر كلمة التاء بدلها الناسخ باللام ، التاء من بات بدلها باللام .
ينقلون عن بعض الصحابة ، وكما قرأنا في الجلسات الماضية ، أنهم كانوا يعرضون أولادهم على أمير المؤمنين ، يأتون بأبنائهم ويوقفونهم على الطريق ، فإذا مر أمير المؤمنين قالوا للولد : أتحب هذا ؟ فإن قال : نعم ، علم أنه منه وإلا . . .
فينقلون عن بعض الصحابة أنهم كانوا يقولون - وهذا موجود في المصادر - : كنا نبور أبناءنا بحب علي بن أبي طالب ، نبور أي نختبر ، نختبرهم نمتحنهم ، لنعرف أنهم من صلبنا أو لا ، كنا نبور أبناءنا بحب علي بن أبي طالب .
لاحظوا التصحيف : كنا بنور إيماننا نحب علي بن أبي طالب . الباء أصبحت نونا ، نبور أصبحت بنور ، أبناءنا أصبحت إيماننا ، كنا بنور إيماننا نحب علي بن أبي طالب .
وهكذا يصحفون الأخبار . وإما أن يرفعوا الحديث أو قسما من الحديث ويتركوا مكانه
- التحريفات والتصرفات في كتب السنة - السيد علي الميلاني ص 12
بياضا ، ويكتبون هاهنا بيا ض في النسخة ، وهذا أيضا كثير في كتبهم ، هنا بياض في النسخة ، لاحظوا المصادر ، حتى الكتب الكلامية أيضا . أتذكر أن موضعا من شرح المقاصد حذف منه مقدار ، وقد كتب محققه أن هنا بياضا في النسخة ،
وكذا في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ، وفي تاريخ دمشق لابن عساكر ، وغير هذه الكتب . فهكذا يفعلون ، وكل ذلك لئلا يظهر الحق ، وما أكثر هذا . ويا حبذا لو انبرى أحد لجمع هذه القضايا وتأليف كتاب في ذلك .
وأما أنكم لو قارنتم الطبعات الجديدة للكتب ، وقابلتموها مع الطبعات السابقة ، حتى تفسير الكشاف للزمخشري ، له أبيات ، أربع خمس أبيات في تفسيره ، هي في بعض الطبعات غير موجودة ، لأن تلك الأبيات فيها طعن على المذاهب الأربعة .
وهكذا في قضايا أخرى . وكثيرا ما ترى أن المؤلف اللاحق يلخص كتاب أحد السابقين ، وليس الغرض من تلخيصه لذلك الكتاب إلا طرح ما في
- التحريفات والتصرفات في كتب السنة - السيد علي الميلاني ص 13
ذلك الكتاب مما يضر بأفكاره ومبادئه ، والكتاب الأصلي ربما يكون مخطوطا ، أو لربما لا تعثر على نسخة منه أبدا ، وقد حكموا عليه بالإعدام .
حتى أن كتب أبي الفرج ابن الجوزي في القضايا التافهة طبعوها ونشروها ، له كتاب في أخبار المغفلين ، له كتاب في أخبار الحمقى ، وأخبار الطفيليين ، وكتبه من هذا القبيل طبعت .
لكن لابن الجوزي رسالة كتبها في تكذيب ما رووه من أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد صلى خلف أبي بكر في تلك الصلاة التي جاء إلى المسجد بأمر من عائشة لا من الرسول ، حتى إذا ، اطلع على ذلك خرج معتمدا على رجلين ،
ونحى أبا بكر عن المحراب وصلى تلك الصلاة بنفسه الشريفة ، فيروون أن رسول الله اقتدى بأبي بكر في تلك الصلاة وصلى خلفه . فلابن الجوزي كتاب في تكذيب ما ورد في هذا الباب ، أي في صلاة النبي خلف أبي بكر ، يكذب هذه
الروايات ابن الجوزي ، هذه الرسالة لم ينشروها ، وحتى لم يكثروا نسخها ولم يستنسخوها . أتذكر أني راجعت كتابا ألف في مؤلفات ابن الجوزي
- التحريفات والتصرفات في كتب السنة - السيد علي الميلاني ص 14
المخطوط منها والمطبوع ، فلم يذكر لهذا الكتاب إلا نسخة واحدة ، والحال أنه يذكر لمؤلفاته الأخرى في مكتبات العالم نسخا كثيرة ولماذا ؟
لأنهم يعلمون بأن تكذيب مثل هذا الخبر يضر باستدلالهم بصلاة أبي بكر المزعومة على إمامة أبي بكر بعد رسول الله . وكم لهذه الأمور من نظائر ، ويا حبذا لو تجمع في مكان واحد .