رسالة أممية مشتركة بمناسبة يوم الصحافة العالمي
تمثّل حرية التعبير حقاً من أثمن حقوقنا، فهي الركيزة التي تقوم عليها كل حرية أخرى، وهي أساسٌ للكرامة البشرية. وتمثل وسائل الإعلام الحرة والتعددية والمستقلة شرطاً أساسياً لممارسة هذه الحرية.
هذه هي الرسالة التي يحملها اليوم العالمي لحرية الصحافة. وتفضي حرية وسائل الإعلام إلى التمتع بحرية اعتناق الآراء والتماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين، بأي وسيلة ومن دون اعتبار للحدود، كما ورد في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وتعدّ هذه الحرية عنصراً أساسياً في بناء مجتمعاتٍ سليمةٍ ومفعمةٍ بالحياة.
لقد بينت رياح التغيير في العالم العربي إلى أي مدى تزداد التطلعات إلى الحقوق قوةً عندما تجتمع على دعمها وسائل الإعلام الجديدة والقديمة. وتنبئ حرية وسائل الإعلام المكتشفة حديثاً بتحويل المجتمعات من خلال زيادة الشفافية والمساءلة. كما أنها تفتح سبلاً جديدةً للاتصال وتبادل المعلومات والمعارف. وأخذت ترتفع أصوات جديدة وقوية، يطلقها الشباب بوجه خاص، في الأماكن التي كانوا فيها صامتين من قبل. ولهذا السبب، تتمحور أنشطة اليوم العالمي لحرية الصحافة في هذا العام حول موضوع «الأصوات الجديدة: مساهمة حرية الإعلام في تحويل المجتمعات».
كما أن حرية وسائل الإعلام تواجه ضغوطاً شديدة في جميع أنحاء العالم. ففي العام الماضي، أدانت اليونيسكو مقتل 62 صحافياً لقوا حتفهم نتيجة لممارسة عملهم. ويجب ألا يغيب هؤلاء الصحافيون عن بالنا، كما ينبغي ألا تبقى هذه الجرائم بلا عقاب. ونظراً إلى أن وسائل الإعلام تشهد تحركاً على الإنترنت، فإن عدداً متزايداً من صحافيي الإنترنت، بمن فيهم المدوّنون، يتعرضون حالياً للمضايقات والاعتداءات بل للقتل، بسبب ممارسة عملهم. ويجب أن يحصلوا على الحماية ذاتها التي يتمتع بها العاملون في وسائل الإعلام التقليدية.
لقد عُقد أول اجتماع مشترك بين وكالات الأمم المتحدة في شأن «سلامة الصحافيين ومسألة الإفلات من العقاب» في مقر اليونيسكو في باريس يومي 13 و14 سبتمبر/أيلول 2011. ووضعنا خطة عمل للأمم المتحدة من أجل بناء بيئةٍ أكثر حريةً وسلامةً للصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام أينما كان مكان عملهم. وسنواصل في الوقت نفسه تعزيز الأسس القانونية لوسائل الإعلام الحرة والتعددية والمستقلة، ولا سيما في البلدان التي تمر بمرحلة تحوّلٍ أو إعادة بناء بعد خروجها من النزاعات.
وفي هذا العصر الذي تتنامى المعلومات تنامياً هائلاً، يجب علينا أن نساعد الشباب بوجه خاص على تطوير مهاراتهم الأساسية وزيادة درايتهم الإعلامية.
ويمثل اليوم العالمي لحرية الصحافة فرصةً سانحةً لنا لكي نرفع راية الكفاح من أجل دفع عجلة حرية وسائل الإعلام إلى الأمام. وإننا ندعو الدول ووسائل الإعلام المهنية والمنظمات غير الحكومية في كل مكان، إلى ضمّ جهودها إلى الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة من أجل تعزيز حرية التعبير داخل شبكة الإنترنت وخارجها، وفقاً للمبادئ المقبولة دولياً. فإن ذلك يمثل دعامةً من دعائم الحقوق الفردية، وأساساً لبناء مجتمعات سليمة، وقوة دافعة للتحول الاجتماعي.
بان كي مون
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3528 - السبت 05 مايو 2012م الموافق 14 جمادى الآخرة 1433هـ
تمثّل حرية التعبير حقاً من أثمن حقوقنا، فهي الركيزة التي تقوم عليها كل حرية أخرى، وهي أساسٌ للكرامة البشرية. وتمثل وسائل الإعلام الحرة والتعددية والمستقلة شرطاً أساسياً لممارسة هذه الحرية.
هذه هي الرسالة التي يحملها اليوم العالمي لحرية الصحافة. وتفضي حرية وسائل الإعلام إلى التمتع بحرية اعتناق الآراء والتماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين، بأي وسيلة ومن دون اعتبار للحدود، كما ورد في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وتعدّ هذه الحرية عنصراً أساسياً في بناء مجتمعاتٍ سليمةٍ ومفعمةٍ بالحياة.
لقد بينت رياح التغيير في العالم العربي إلى أي مدى تزداد التطلعات إلى الحقوق قوةً عندما تجتمع على دعمها وسائل الإعلام الجديدة والقديمة. وتنبئ حرية وسائل الإعلام المكتشفة حديثاً بتحويل المجتمعات من خلال زيادة الشفافية والمساءلة. كما أنها تفتح سبلاً جديدةً للاتصال وتبادل المعلومات والمعارف. وأخذت ترتفع أصوات جديدة وقوية، يطلقها الشباب بوجه خاص، في الأماكن التي كانوا فيها صامتين من قبل. ولهذا السبب، تتمحور أنشطة اليوم العالمي لحرية الصحافة في هذا العام حول موضوع «الأصوات الجديدة: مساهمة حرية الإعلام في تحويل المجتمعات».
كما أن حرية وسائل الإعلام تواجه ضغوطاً شديدة في جميع أنحاء العالم. ففي العام الماضي، أدانت اليونيسكو مقتل 62 صحافياً لقوا حتفهم نتيجة لممارسة عملهم. ويجب ألا يغيب هؤلاء الصحافيون عن بالنا، كما ينبغي ألا تبقى هذه الجرائم بلا عقاب. ونظراً إلى أن وسائل الإعلام تشهد تحركاً على الإنترنت، فإن عدداً متزايداً من صحافيي الإنترنت، بمن فيهم المدوّنون، يتعرضون حالياً للمضايقات والاعتداءات بل للقتل، بسبب ممارسة عملهم. ويجب أن يحصلوا على الحماية ذاتها التي يتمتع بها العاملون في وسائل الإعلام التقليدية.
لقد عُقد أول اجتماع مشترك بين وكالات الأمم المتحدة في شأن «سلامة الصحافيين ومسألة الإفلات من العقاب» في مقر اليونيسكو في باريس يومي 13 و14 سبتمبر/أيلول 2011. ووضعنا خطة عمل للأمم المتحدة من أجل بناء بيئةٍ أكثر حريةً وسلامةً للصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام أينما كان مكان عملهم. وسنواصل في الوقت نفسه تعزيز الأسس القانونية لوسائل الإعلام الحرة والتعددية والمستقلة، ولا سيما في البلدان التي تمر بمرحلة تحوّلٍ أو إعادة بناء بعد خروجها من النزاعات.
وفي هذا العصر الذي تتنامى المعلومات تنامياً هائلاً، يجب علينا أن نساعد الشباب بوجه خاص على تطوير مهاراتهم الأساسية وزيادة درايتهم الإعلامية.
ويمثل اليوم العالمي لحرية الصحافة فرصةً سانحةً لنا لكي نرفع راية الكفاح من أجل دفع عجلة حرية وسائل الإعلام إلى الأمام. وإننا ندعو الدول ووسائل الإعلام المهنية والمنظمات غير الحكومية في كل مكان، إلى ضمّ جهودها إلى الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة من أجل تعزيز حرية التعبير داخل شبكة الإنترنت وخارجها، وفقاً للمبادئ المقبولة دولياً. فإن ذلك يمثل دعامةً من دعائم الحقوق الفردية، وأساساً لبناء مجتمعات سليمة، وقوة دافعة للتحول الاجتماعي.
بان كي مون
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3528 - السبت 05 مايو 2012م الموافق 14 جمادى الآخرة 1433هـ