جعفر عبد الكريم صالح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حركة جعفر الخابوري الا سلا ميه


    القسامي

    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    مراقب عام
    مراقب عام


    عدد المساهمات : 475
    تاريخ التسجيل : 11/10/2009
    العمر : 54

    القسامي Empty القسامي

    مُساهمة  جعفر الخابوري الجمعة أبريل 16, 2010 10:47 pm

    القسامي

    باسم التكروري



    العابد الذي رسم صور استشهاده مع كل شهيد





    الخليل - خاص



    جاء الرد القسامي قريبا" على مجازر الاحتلال الصهيوني في غزة … جاء ردا" عمليا" ثلاثيا" قساميا" موجعا" على تصريحات وزير الداخلية الصهيوني، باقتراب السماح لليهود بتدنيس باحات الأقصى الشريف، والسماح لليهود بأداء الصلوات فيه، ثلاثة من جنود القسام حملوا أحزمتهم وتنكروا بأزياء مستوطنين، وعبروا بوابة المجد والخلود.



    كانت الساعة السادسة صباحا"، واليوم هو يوم الأحد، والمكان هو التلة الفرنسية، هكذا اعتاد جنود القسام أن يسيروا واثقي الخطى، لا يتركون مجالا" لعدوهم ليتتبع خطاهم، هكذا عبدوا طريقهم بالرجولة والصمود، والثقة العالية، ثم استطاعوا هذه المرة تحديد الهدف، لقد كانت خطواته موفقة، واختياره سهل، الحافلة رقم ستة، مكونة من طابقين، تمشي الهوينا، وتلتقط الركاب كأنها حوت يبتلع المارة.



    صعد باسم كالأسد الهصور، وبكل ثقة وتوازن جلس في الجزء الأمامي من الحافلة، وبعد لحظات من انطلاق الحافلة، كان الدخان يتصاعد والأشلاء تتطاير، ثم تدحرجت الحافلة، بحسب روايات شهود العيان فإنها انقسمت إلى أجزاء، وقطع تناثرت في الهواء بعد أن فقد السائق السيطرة.



    غايته الكبرى

    الشهيد باسم جمال درويش التكروري … من مواليد مدينة الخليل، وسكان حي البطمة، غرب جامعة الخليل، كان هادئا"، وأشد ما يميزه الغموض والسرية، وكانت حكمته في الحياة عدم التدخل فيما لا يعنيه.

    وتقول شقيقته نفين: إنه كان متفوقا شديد الثقة والاعتزاز بنفسه وكان له من اسمه نصيب وكان قليل الخطأ حثيث الخطى إلى المساجد وخاصة مسجد الرباط ومسجد الحرس وكان للحق حبيا كثير الصلاة في جوف الليل ويصوم الإثنين والخميس من كل أسبوع بالإضافة إلى الأيام البيض من كل شهر.



    وبالرغم من أنه في عنفوان شبابه إلا أنه كان عازفا عن الدنيا مشتاقا للقاء ربه، لم تسحره الموضة أو الأغاني الهابطة، وكان شديد التعلق بالأناشيد الإسلامية



    ومن أروع القصص عنه، أنه كان يقوم بدبلجة الصور على الكمبيوتر بحيث يحضر صورة لشهيد فلسطيني ثم يقص رأس الشهيد ويضع مكانه رأسه بعد أن يقصها من صوره الشخصية وكان يضع تحت الصورة المدبلجة الشهيد باسم التكروري وقد لفت انتباهنا هذه الأعمال بحيث لم نكتب حتى الآن عن شهيد قام بمثل هذه الأعمال مما يؤكد أن الشهيد كان متعلقا بشدة بالشهادة والشهداء وكان يفرح للشهداء ولا يحزن عليهم إلا أنه حزن كثيرا على الشهيدين طارق دوفش منفذ عملية مستوطنة أدوره، ومحسن قواسمة منفذ عملية كريات أربع.وعندما علم باستشهاد محسن تألم كثيرا لدرجة أنه مرض ونام الفراش وأصيب بحالة شديدة من التقيؤ والإعياء .



    وتقول نفين :وكان يحزن بشدة لمناظر الجرحى وخاصة الأطفال الشهداء وكانت تشعر بأن لديه ثورة جامحة ولكنها مكبوتة

    وقالت نفين إن باسم قام بما قام به بدافع إيماني وعقائدي بحت وانطلق من إيمانه العميق بأنه لا بد أن يقدم شيئا حيال ما يحدث وكان يسعد كثيرا بالعمليات الاستشهادية وكان دائما يكثر من قول اللهم أحينا سعداء وأمتنا شهداء وارزقنا نصرا على الأعداء .



    وبعد استشهاده وجدوا على دفتره عبارة (تحية مرصعة برصاص العزة والكرامة) وكتب بعدها( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) ثم كتب وصية صغيرة قال فيها

    الرُّوب الأزرق يُعطَى لفلان .. أحد معارفه



    شريط كاسيت يعطى لفلان

    كتاب علمي وذكر اسمه على الورقة يعطى لصاحبه فلان

    وتقول نفين لقد كان طبيعيا للغاية وكان مرحا جدا غير أنني لاحظت أنه وضع يوم الجمعة أنشودة



    يا أمي الحنونة يا أمي لا تبكي علينا لازم نتحمل يا أمي والله بالعونا



    ثم ترك لصوت المسجل العنان



    أكمل الشهيد دراسته الثانوية العام الماضي وكان متفوقا في كل مراحل تعليمه وكان والدي يقيم له احتفالا كل عام لتفوقه ورجاحة عقله. وبحسب شهادات لأقاربه وجيرانه فقد عرف عنه الأدب الجم والهدوء وقلة الكلام ، والتحق الشهيد بجامعة بوليتكنك فلسطين، وهي الجامعة التي خرجت طارق دوفش وطارق أبو سنينه ومحمد يغمور، والعديد من الاستشهاديين، وهي أيضا"ا لجامعة التي أغلقت من قبل قوات الاحتلال، لأنها خرجت العديد من الاستشهاديين، ولكونها الجامعة التي تعنى بتخصصات هندسة كهربائية لها علاقة مباشرة بصنع وإعداد العبوات الناسفة كما يزعم العدو.

    التلة الفرنسية الهدف الأول



    الشهيد التكروري كان متخفيا" بلباس مستوطن صهيوني، وكان يحمل على جسده عبوة ناسفة كبيرة الحجم، وقد ساعده لباس المتدينين اليهود على إخفائها، وبحسب معلومات وردت على مواقع صهيونية على شبكة الانترنت، فإن الشهداء الثلاثة فؤاد القواسمة، منفذ العملية الاستشهادية في ميدان غروس وسط البلدة القديمة في الخليل والاستشهادي باسم التكروري، منفذ عملية التلة الفرنسية والاستشهادي مجاهد الجعبري الذي فجر نفسه بالقرب من مثلث الرام شرق مدينة القدس، انطلقوا من مكان واحد لتنفيذ العمليات الثلاثة، واستدل المحققون الصهاينة بعدة قواسم مشتركة بين العمليات الثلاث وهي ارتداؤهم أزياء مستوطنين وانطلاقهم من مدينة الخليل، مع وجود علاقة حميمة بين الشهداء الثلاثة، بحسب ما ذكرت مصادر فلسطينية واستخبارتية صهيونية على مواقع الانترنت.



    وبالرغم من صغر التكروري، استطاع التخفي خلال انتظاره في إحدى المحطات في المدينة، ريثما جاءت الحافلة التي أحسن الشهيد اختيارها، فهي مكونة من طابقين، وقد جلس في الطابق الأول في مقدمة الحافلة، وبحسب الروايات المتواترة عن العملية فإن باسم فجر نفسه بعد أن سارت الحافلة مسافة قصيرة بعد ركوبه فيها، مما أدى إلى انزلاقها ومقتل سبعة صهاينة وإصابة أكثر من عشرين آخرين، إصابة أربعة منهم كانت بالغة الخطورة، وقد ورد في التقارير الصهيونية عن العملية أن الحافلة ارتطمت بالشارع واحترقت كليا" وتطايرت الى قطع، وهذا ما أثار الشك والريبة حول عدد القتلى والجرحى.



    وبحسب تقديرات أمنية صهيونية فإن الشهيد التكروري اختار الوقت المناسب وهي الساعة السادسة بالتوقيت الصيفي من فجر الأحد، حيث تكون الإجراءات الأمنية في بدايتها وليس في عنفوانها، وهي أيضا" على الأغلب فترة تبادل الأدوار بين الدوريات الصهيونية العاملة بين فترة الليل والنهار، واختار المكان المناسب، وهي التلة الفرنسية التي شهدت العديد من العمليات الاستشهادية والتي نجح فيها المجاهدين في الوصول الى أهدافهم بدقة، بالإضافة الى التوقيت المناسب الذي خطط للرد على لقاء رئيس الوزراء الفلسطيني أبو مازن والإرهابي شارون وتأكيدا" على إصرار الحركات المجاهدة لرفضها وضع السلاح.



    وإن تعجب فعجب قولهم أن الخطط الأمريكية والصهيونية قد تنهي الانتفاضة أو تؤدي الى تراجعها، فهذا الفتى الذي يبلغ 19 عاما" هو من صنع القسام استطاع أن يربك الشارع، ويعيد الروح الى الأجساد المشلولة والعقول الحائرة، واستطاع الانتقام من سياسة الإرهابي شارون الذي حول المناطق الفلسطينية الى ثكنة عسكرية، ودجج حدوده بالبلدوزرات وقاذفات القنابل وحاملات الصواريخ والرشاشات.



    ومن خلال الدقة المتناهية والتخطيط المحكم، ربط المواطنين بين العمليات بدون تقارير أو تحاليل ونسبوها لكتائب القسام التي جاءت عند حسن ظن جماهيرها، وأعلنت عن تبنيها للعمليات الثلاثة، وأعلنت عن أسماء شهدائها، ووعدت بالمزيد حتى تطفيء النار ويشتعل الحماس، ويولد الأبطال من جديد، وأكدت كتائب القسام في بيان صدر حول الشهداء الثلاثة أن هذه العمليات التي انطلقت من أرض إبراهيم الخليل لتعيد للناس كرامتها وتنتقم من الإرهابي شارون ولدماء الشهداء الذين سقطوا في مدينة غزة في مذابح متعمدة ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 10:40 am