أول طالب يتوفي بإنفلـونزا الخنــازير
أحزان عائلة مصطفي!
تحقيق: حسام زايد
مصطفى أول ضحية لأنفلونزا الخنازير من التلاميذ
تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الطالب ومصطفي ايمن سمير أول طالب يتوفي بسبب انفلونزا الخنازير في مصر, جديرة بأن تضعها اسرته امام الرأي العام والمسئولين, بعد معاناة هذه الأسرة في علاج نجلها العلاج السليم, منذ لحظة اكتشاف اصابته ببعض الاعراض حيث تنقلت بين3 مستشفيات, وفشلت في تدبير الدم المطلوب له إلا بالواسطة, وظل9 ساعات يعاني من نزيف بالمخ, الذي قضي عليه دون ان يكتشف احد ذلك, وعندما تم نقله إلي مستشفي الحميات في العباسية لم يكن هناك جهاز اشعة مقطعية, ولاتحليل فصيلة, ولا بنك دم!
في البداية أكد والد الطفل مصطفي ان العائلة لاتريد أي شيء من اي جهة, وانهم احتسبوا نجلهم عند الله وأنه لاتوجد لعائلته طلبات مشيرا إلي ان الولد ينعم بلقاء ربه, وسوف يكون السبب لادخال والديه الجنة بإذن الله.
وقال إن الطفل لم يكن يعاني من أي امراض مزمنة, وكان رياضيا بالنادي الأهلي وبدأت حالة مصطفي يوم الاربعاء الماضي عندما شعر ببعض التعب واشتكي لوالدته من انه غير قادر علي الذهاب إلي المدرسة, وبالفعل استجابت لذلك وعندما قامت بقياس حرارته ووجدت انها مرتفعة لذلك ذهبت إلي الطبيب المعالج الذي أكد انه احتقان في الحنجرة ووصف بعض الادوية المخفضة, ولكن يوم الخميس وجدت الأم درجة حرارته قد وصلت إلي42 درجة, وبدأت تحدث تشنجات للولد, فذهبت علي الفور إلي طبيب خاص قرر أن يعطي له حقنه فولتارين لخفض الحرارة بسرعة, ونصحهم بالذهاب فورا إلي العناية المركزة بحميات العباسية التي وصلوا اليها الساعة2 ظهرا تقريبا.
محاولات الانقاذ
يقول عم الطفل المحاسب اشرف عفت بدأت مأساة عائلة مصطفي لانقاذ حياته عندما قابلهم طبيب صغير في السن بالعناية المركزة عمره لايتعدي25 عاما ومعه ممرضتان, وما بدا من تصرفاته, يؤكد ان خبرته قليلة, وان حالة الطفل أكبر من امكاناته, وبالفعل ادخل الطبيب مصطفي العناية المركزة ووضع له جهاز تنفس صناعي ومحاليل, لكنه لم يجب عن تساؤلات العائلة التي تستفسر عن حالة الطفل.
وبعد قليل أكد الطبيب ان مصطفي يعاني من نزيف ولايعلم اين مكانه بالجسم, حيث لايوجد جهاز اشعة مقطعية بمستشفي الحميات, وطلب من الأهل ان يحضروا له6 اكياس صفائح دم, و12 كيس بلازما من خارج المستشفي حيث لايوجد بنك دم بالحميات بالعباسية, واعطي للأهل امبولة تحمل عينه دم من المصطفي موضوعة داخل قفاز يد لاجراء تحليل لها خارج الحميات لمعرفة فصيلة دمه حيث لايوجد مثل هذا التحليل بالحميات.
وأوضح ان في المستشفي الايطالي قاموا بتحليل فصيلة الدم ووجدوا انهاA ايجابي, وقرروا أن تلك الفصيلة ليست متوفرة لديهم, وذهبنا بعدها إلي مستشفي طيبة ووجدنا البلازما فقط, ولم نجد اكياس الدم في باقي المستشفيات بما فيها بنك الدم بالمصل واللقاح بل وأكد بعضهم انها لن تتوافر قبل الساعة9 مساء, ولكن عن طريق الاتصالات والمعارف والوساطة أمكن التوصل إلي كيسي صفائح من المصل واللقاح, وبعد قليل حصلنا علي6 أكياس اخري.
وأضاف انه وصلت أكياس البلازما وأكياس الدم في نحو الساعة8 مساء يوم الخميس, وفي تلك الأوقات ظهر الدكتور حسن خطاب استاذ الرعاية المركزة بمستشفي الحميات, وهو طبيب متمكن وأكد أن حالة الطفل سيئة ولديه نزيف شديد, ووافق علي نقل الطفل من الحميات إلي مستشفي اخر يتوفر به جهاز الاشعة المقطعية لتحديد مكان النزيف, وبدأت مرحلة الاتصالات لتوفير مكان يستقبل مصطفي من مستشفي الحميات, وكان ذلك في منتهي الصعوبة, وتم التوصل إلي مستشفي دار الحكمة الذي وفر حجرة رعاية مركزة لاستقبال الحالة, واشترطوا انتقالها بسيارة اسعاف مجهزة للعناية المركزة, ولكن سيارة الاسعاف التي وصلت من اسعاف القاهرة لم تكن مجهزة ومستشفي الحميات لم يكن به سيارة مجهزة, وبالتالي قمنا بعدة اتصالات مرة أخري لتوفير تلك السيارة المجهزة التي وصلت في النهاية ولكن بدون طبيب.
متاعب المستشفيات
واسترسل عم مصطفي في سرد قصته بالقول إن سيارة الاسعاف كانت مجهزة علي أعلي مستوي وبها جهاز تنفس صناعي, وقام طبيب مستشفي العناية المركزة بالحميات بمجهود كبير لنقل الطفل وتركيب جهاز التنفس الصناعي بالسيارة بمنتهي العناية, وكانت المفاجأة عندما وصلنا إلي مستشفي دار الحكمة الساعة الحادية عشرة مساء الخميس, وهذا يعني ان الطفل كان ينزف لمدة9 ساعات بدون معرفة سبب النزيف أو التدخل لانقاذه, والمفاجأة ان المستشفي رفض دخول الطفل العناية المركزة, وانه لن يدخل إلا قسم الطواريء فتوسلت الأم والاب لإدارة المستشفي بشكل هيستيري لحثهم علي السماح له بالدخول وعلاجه, مؤكدين ان هذا الطفل جاء بعد سنوات من عدم الانجاب.
وأضاف انه دخل علي جهاز الاشعة المقطعية مباشرة بعد دفع تأمين10 الاف جنيه, ثم تم ادخاله العناية المركزة ووضع علي جهاز التنفس الصناعي, وقالت إدارة المستشفي ان فريقا من الاستشاريين سوف ينظرونه ويتعاملون معه, وبالفعل ابلغنا احدهم بأن مخ الطفل متوفي اكلينيكيا نتيجة نزيف في المخ ادي إلي ارتشاح المخ بالكامل, ولاتتعدي احتمالات نجاة الحالة1%.
وأضاف ان في هذه الاثناء وكانت الساعة قربت علي السادسة صباح الجمعة تم ابلاغنا بأن التحاليل بوزارة الصحة اثبتت اصابة الطفل بانفلونزا الخنازير, ولذلك قررنا ابلاغ إدارة المستشفي لاخذ احتياطهم, ورغم ان مصطفي كان يرقد في غرفة منعزلة بالعناية المركزة, إلا ان إدارة المستشفي اصيب بحالة من الهلع والذعر بعد علمهم بإصابته بانفلونزا الخنازير, وأصبح كل اهتمامهم هو كيفية التخلص من الحالة ونقله إلي خارج المستشفي بصرف النظر عن مدي خطورة ذلك علي الطفل وذلك بدعوي أنه غير مصرح لهم بعلاج الحالات المصابة بانفلونزا الخنازير, واشترك في ذلك وزارة الصحة التي أكدت ضرورة انتقال الطفل لمستشفي من المستشفيات المعتمدة لعلاج انفلونزا الخنازير الحميات أو عين شمس التخصصي أو مدينة نصر لجراحات اليوم الواحد.
وتابع انه كانت المشكلة الحقيقية كيفية انتقال الطفل من مستشفي إلي اخر وحالته غاية في الخطورة وقلبه توقف مرتين من قبل واعادوه للنبض مرة أخري, وعند محاولة نقله بالسيارة المجهزة الساعة8 صباح الجمعة توقفت عضلة القلب للطفل للمرة الثالثة, وتم اسعافه ووضعه علي اجهزة التنفس الصناعي, وبعد استقرار حالته بعد مرور3 ساعات, طالبت المستشفي بسرعة نقله مرة أخري, وبالفعل تم نقله في الساعة الحادية عشرة صباح الجمعة إلي مستشفي جراحة اليوم الواحد بمدينة نصر وكان مازال يتنفس ولكن سرعان ما تدهورت الحالة, ولم يصمد وتوفي. رحمه الله
أحزان عائلة مصطفي!
تحقيق: حسام زايد
مصطفى أول ضحية لأنفلونزا الخنازير من التلاميذ
تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الطالب ومصطفي ايمن سمير أول طالب يتوفي بسبب انفلونزا الخنازير في مصر, جديرة بأن تضعها اسرته امام الرأي العام والمسئولين, بعد معاناة هذه الأسرة في علاج نجلها العلاج السليم, منذ لحظة اكتشاف اصابته ببعض الاعراض حيث تنقلت بين3 مستشفيات, وفشلت في تدبير الدم المطلوب له إلا بالواسطة, وظل9 ساعات يعاني من نزيف بالمخ, الذي قضي عليه دون ان يكتشف احد ذلك, وعندما تم نقله إلي مستشفي الحميات في العباسية لم يكن هناك جهاز اشعة مقطعية, ولاتحليل فصيلة, ولا بنك دم!
في البداية أكد والد الطفل مصطفي ان العائلة لاتريد أي شيء من اي جهة, وانهم احتسبوا نجلهم عند الله وأنه لاتوجد لعائلته طلبات مشيرا إلي ان الولد ينعم بلقاء ربه, وسوف يكون السبب لادخال والديه الجنة بإذن الله.
وقال إن الطفل لم يكن يعاني من أي امراض مزمنة, وكان رياضيا بالنادي الأهلي وبدأت حالة مصطفي يوم الاربعاء الماضي عندما شعر ببعض التعب واشتكي لوالدته من انه غير قادر علي الذهاب إلي المدرسة, وبالفعل استجابت لذلك وعندما قامت بقياس حرارته ووجدت انها مرتفعة لذلك ذهبت إلي الطبيب المعالج الذي أكد انه احتقان في الحنجرة ووصف بعض الادوية المخفضة, ولكن يوم الخميس وجدت الأم درجة حرارته قد وصلت إلي42 درجة, وبدأت تحدث تشنجات للولد, فذهبت علي الفور إلي طبيب خاص قرر أن يعطي له حقنه فولتارين لخفض الحرارة بسرعة, ونصحهم بالذهاب فورا إلي العناية المركزة بحميات العباسية التي وصلوا اليها الساعة2 ظهرا تقريبا.
محاولات الانقاذ
يقول عم الطفل المحاسب اشرف عفت بدأت مأساة عائلة مصطفي لانقاذ حياته عندما قابلهم طبيب صغير في السن بالعناية المركزة عمره لايتعدي25 عاما ومعه ممرضتان, وما بدا من تصرفاته, يؤكد ان خبرته قليلة, وان حالة الطفل أكبر من امكاناته, وبالفعل ادخل الطبيب مصطفي العناية المركزة ووضع له جهاز تنفس صناعي ومحاليل, لكنه لم يجب عن تساؤلات العائلة التي تستفسر عن حالة الطفل.
وبعد قليل أكد الطبيب ان مصطفي يعاني من نزيف ولايعلم اين مكانه بالجسم, حيث لايوجد جهاز اشعة مقطعية بمستشفي الحميات, وطلب من الأهل ان يحضروا له6 اكياس صفائح دم, و12 كيس بلازما من خارج المستشفي حيث لايوجد بنك دم بالحميات بالعباسية, واعطي للأهل امبولة تحمل عينه دم من المصطفي موضوعة داخل قفاز يد لاجراء تحليل لها خارج الحميات لمعرفة فصيلة دمه حيث لايوجد مثل هذا التحليل بالحميات.
وأوضح ان في المستشفي الايطالي قاموا بتحليل فصيلة الدم ووجدوا انهاA ايجابي, وقرروا أن تلك الفصيلة ليست متوفرة لديهم, وذهبنا بعدها إلي مستشفي طيبة ووجدنا البلازما فقط, ولم نجد اكياس الدم في باقي المستشفيات بما فيها بنك الدم بالمصل واللقاح بل وأكد بعضهم انها لن تتوافر قبل الساعة9 مساء, ولكن عن طريق الاتصالات والمعارف والوساطة أمكن التوصل إلي كيسي صفائح من المصل واللقاح, وبعد قليل حصلنا علي6 أكياس اخري.
وأضاف انه وصلت أكياس البلازما وأكياس الدم في نحو الساعة8 مساء يوم الخميس, وفي تلك الأوقات ظهر الدكتور حسن خطاب استاذ الرعاية المركزة بمستشفي الحميات, وهو طبيب متمكن وأكد أن حالة الطفل سيئة ولديه نزيف شديد, ووافق علي نقل الطفل من الحميات إلي مستشفي اخر يتوفر به جهاز الاشعة المقطعية لتحديد مكان النزيف, وبدأت مرحلة الاتصالات لتوفير مكان يستقبل مصطفي من مستشفي الحميات, وكان ذلك في منتهي الصعوبة, وتم التوصل إلي مستشفي دار الحكمة الذي وفر حجرة رعاية مركزة لاستقبال الحالة, واشترطوا انتقالها بسيارة اسعاف مجهزة للعناية المركزة, ولكن سيارة الاسعاف التي وصلت من اسعاف القاهرة لم تكن مجهزة ومستشفي الحميات لم يكن به سيارة مجهزة, وبالتالي قمنا بعدة اتصالات مرة أخري لتوفير تلك السيارة المجهزة التي وصلت في النهاية ولكن بدون طبيب.
متاعب المستشفيات
واسترسل عم مصطفي في سرد قصته بالقول إن سيارة الاسعاف كانت مجهزة علي أعلي مستوي وبها جهاز تنفس صناعي, وقام طبيب مستشفي العناية المركزة بالحميات بمجهود كبير لنقل الطفل وتركيب جهاز التنفس الصناعي بالسيارة بمنتهي العناية, وكانت المفاجأة عندما وصلنا إلي مستشفي دار الحكمة الساعة الحادية عشرة مساء الخميس, وهذا يعني ان الطفل كان ينزف لمدة9 ساعات بدون معرفة سبب النزيف أو التدخل لانقاذه, والمفاجأة ان المستشفي رفض دخول الطفل العناية المركزة, وانه لن يدخل إلا قسم الطواريء فتوسلت الأم والاب لإدارة المستشفي بشكل هيستيري لحثهم علي السماح له بالدخول وعلاجه, مؤكدين ان هذا الطفل جاء بعد سنوات من عدم الانجاب.
وأضاف انه دخل علي جهاز الاشعة المقطعية مباشرة بعد دفع تأمين10 الاف جنيه, ثم تم ادخاله العناية المركزة ووضع علي جهاز التنفس الصناعي, وقالت إدارة المستشفي ان فريقا من الاستشاريين سوف ينظرونه ويتعاملون معه, وبالفعل ابلغنا احدهم بأن مخ الطفل متوفي اكلينيكيا نتيجة نزيف في المخ ادي إلي ارتشاح المخ بالكامل, ولاتتعدي احتمالات نجاة الحالة1%.
وأضاف ان في هذه الاثناء وكانت الساعة قربت علي السادسة صباح الجمعة تم ابلاغنا بأن التحاليل بوزارة الصحة اثبتت اصابة الطفل بانفلونزا الخنازير, ولذلك قررنا ابلاغ إدارة المستشفي لاخذ احتياطهم, ورغم ان مصطفي كان يرقد في غرفة منعزلة بالعناية المركزة, إلا ان إدارة المستشفي اصيب بحالة من الهلع والذعر بعد علمهم بإصابته بانفلونزا الخنازير, وأصبح كل اهتمامهم هو كيفية التخلص من الحالة ونقله إلي خارج المستشفي بصرف النظر عن مدي خطورة ذلك علي الطفل وذلك بدعوي أنه غير مصرح لهم بعلاج الحالات المصابة بانفلونزا الخنازير, واشترك في ذلك وزارة الصحة التي أكدت ضرورة انتقال الطفل لمستشفي من المستشفيات المعتمدة لعلاج انفلونزا الخنازير الحميات أو عين شمس التخصصي أو مدينة نصر لجراحات اليوم الواحد.
وتابع انه كانت المشكلة الحقيقية كيفية انتقال الطفل من مستشفي إلي اخر وحالته غاية في الخطورة وقلبه توقف مرتين من قبل واعادوه للنبض مرة أخري, وعند محاولة نقله بالسيارة المجهزة الساعة8 صباح الجمعة توقفت عضلة القلب للطفل للمرة الثالثة, وتم اسعافه ووضعه علي اجهزة التنفس الصناعي, وبعد استقرار حالته بعد مرور3 ساعات, طالبت المستشفي بسرعة نقله مرة أخري, وبالفعل تم نقله في الساعة الحادية عشرة صباح الجمعة إلي مستشفي جراحة اليوم الواحد بمدينة نصر وكان مازال يتنفس ولكن سرعان ما تدهورت الحالة, ولم يصمد وتوفي. رحمه الله