جعفر عبد الكريم صالح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حركة جعفر الخابوري الا سلا ميه


    حر كة جعفر الخابوري الا سلا ميه

    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    مراقب عام
    مراقب عام


    عدد المساهمات : 475
    تاريخ التسجيل : 11/10/2009
    العمر : 54

    حر كة جعفر الخابوري الا سلا ميه Empty حر كة جعفر الخابوري الا سلا ميه

    مُساهمة  جعفر الخابوري الأحد أبريل 18, 2010 12:04 am

    بيعة الغدير : تداعيات نقضها على الواقع الإسلامي والعالمي .



    لم تتعرض صفحة في تاريخ الأسلام للتغييب والتزوير مثلما تعرضت بيعة الغدير , ويقف وراء ذلك في بداية الأمر الأعراب الذين أسلموا ولمّا يدخل الإيمان قلوبهم . وبعدهم توارث الطغاة هذا الظلم التاريخي وأمعنوا في طمس الحقيقة حتى يومنا هذا لسبب واضح , فالبيعة ثبتت ركن مهم في الإسلام وهو الإمامة وهذا الركن يعري جميع حكام العالم الاسلامي ومنذ رحيل رسول الاسلام (ع) من أي شرعية , فكيف نتوقع من الطغاة أن يحيوا ذكرى بيعة الغدير التي تصرخ بعدم شرعية أنظمتهم ؟؟؟!!!.

    تلك البيعة نقضها الأعراب والرسول مازال على فراش الموت . ولو سارت الأمور وفق أوامر الله وتبليغ رسوله والتزم المسلمون بذلك لم يكن حال المسلمين اليوم في مؤخرة الركب الإنساني , بل ولم يذبح الحسين (ع) بكربلاء وما كان هناك أمويون وعباسيون ومغول وعثمانيين وانكليز وبعثيون وصدام ولما جاءت أمريكا لتخلص المسلمين من (ولاة أمرهم) الطغاة !!! . فالسؤال المحير الآن : هل بعد هذه الكارثة بمخالفة البيعة ونقضها علينا أن نفرح أم نحزن بذكرى الغدير ؟؟؟!!!

    هذا التساؤل ومعه تساؤل آخر حول طريقة إحياء ذكرى الحسين العظيم سأثيرها بإذن الله لاحقاً , ولكن الشئ الجوهري هو أن الغدير وكربلاء صفحتان كمّلت إحداهما الأخرى تتابعاً , ويجب إحياءهما والتذكير بهما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

    في يوم الأثنين 18 من ذي الحجة عام 10 هجري وقبل الظهر (والذي ستصادف ذكراه السنوية يوم السبت القادم 29 من كانون الثاني عام 2005) , في ذلك اليوم التاريخي هبط جبرائيل الأمين بتبليغ سماوي يحمل تهديدأ ووعداً ووعيداً للرسول الكريم :

    ((يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )) المائدة :67 .

    مما جعل الرسول يبكي ويقرر تبليغ هذا الأمر لمن حضر ومن غاب . فكان المكان هو غدير خم (والغدير هو بقعة في وادي بطريق السيول التي تجري في الشتاء , وعندما ينحسر السيل يتبقى الماء في مناطق تدعى غدران (جمع غدير) طيلة أيام السنة . وغدير خم عند وادي الجحفة) . وكان من الحاضرين فاطمة بضعة الرسول وولديها الحسن والحسين (ع) وزوجات الرسول (رض) , وكان قد التحق بهم من اليمن علي بن ابي طالب (ع) . وقصة وجوده باليمن كانت لمهمة عجز عن تنفيذها خالد بن الوليد الذي بقي أكثر من ستة أشهر وقبائل همدان مستعصية عليه , مما دعى الرسول (ع) لإرسال علي (ع) لتلك المهمة وقد نجح في ذلك .

    نصب الصحابة للرسول (ع) منبراً مرتفعاً قرب شجيرات في غدير خم , وقال لحشود الناس :

    ((من كنت مولاه فعلي مولاه , اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله , وأدر الحق معه حيث دار . فاعلموا معاشر الناس ان الله قد نصبه لكم إماماً مفترضاً طاعته على المهاجرين والأنصار وعلى التابعين لهم باحسان , وعلى البادي والحاضر , وعلى الأعجمي والعربي , والحر والمملوك والصغير والكبير )) ...وبعدها أشهد الناس بتبليغ أمر ربه وشهدوا وأقروا وعاهدوا الرسول على أن يبلغ حاضرهم غائبهم . فنزلت بعدها الآية الكريمة :

    ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) ... مما جعل الرسول يكبر ويقول : ((الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي وولاية علي بعدي))...

    وتناوب كبار الصحابة على مبايعة الإمام المفترض الطاعة بعد الرسول (ع) , وكانت أشهر عبارة تهنئة أطلقها عمر بن الخطاب عندما أعلن بيعته حيث قال : ((بخ بخ لك أبا الحسن , أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنه)) .

    فسلام على صاحب الرسالة وعلى صاحب بيعة الغدير .



    هذه هي الحقيقة التي ترفض التزوير والتأويل , لأنها ساطعة تحكي ظلم العصور . وبعدها نعلم كيف تحولت الأمور ونقضت البيعة وسالت ولاتزال دماء المسلمين بسبب تلك الغدرة . فلو كان علياً (ع) تولّى الأمر كما أمر الله بنص جلي , لما كان هناك اليوم من يضع الإسلام العظيم المجدد والمتجدد في خانة الإتهام الظالم . ومامن شك أن العالم اليوم كان بصورة مختلفة لو لا تلك المؤامرة التي يجهل الكثير من المسلمين آثارها وتداعياتها الخطيرة على واقعنا الإسلامي , بل والعالمي أجمع .

    فالإسلام المتهم اليوم ليس هو إسلامنا الذي أراده الله , بل إسلام مصطنع لفّقه الأفّاكون والنفعيون . فلا تهاجموا الإسلام بل هاجموا المزوّر منه والبعيد عن الصورة الحقيقية . حيث أراد الله من المسلم أن يدعو للخير وأن لايكره شخصاً على الدين , ويجادل بالحسنى وليس بالذبح والشتائم المقذعة . الإسلام الداعي للعلم والتقدم عندما فضل مداد العالم على دم الشهيد . الإسلام الحق إنساني التوجه فالآخر الغير مسلم علينا إنصافه (لأنه شريك لنا في الخلق) . الإسلام الذي يطلب من المسلم إحترام الكنائس ودور العبادة وعدم التطاول عليها , أما الدين المنحرف الذي يفجر دوراً لطالما عبد الله فيها , فليس هو الإسلام الذي أنزله الله على خلقه . ففرقوا بين هذا وذاك وتحققوا قبل اطلاق التهم عن جهل .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 8:42 am