بيعة الغدير : تداعيات نقضها على الواقع الإسلامي والعالمي .
لم تتعرض صفحة في تاريخ الأسلام للتغييب والتزوير مثلما تعرضت بيعة الغدير , ويقف وراء ذلك في بداية الأمر الأعراب الذين أسلموا ولمّا يدخل الإيمان قلوبهم . وبعدهم توارث الطغاة هذا الظلم التاريخي وأمعنوا في طمس الحقيقة حتى يومنا هذا لسبب واضح , فالبيعة ثبتت ركن مهم في الإسلام وهو الإمامة وهذا الركن يعري جميع حكام العالم الاسلامي ومنذ رحيل رسول الاسلام (ع) من أي شرعية , فكيف نتوقع من الطغاة أن يحيوا ذكرى بيعة الغدير التي تصرخ بعدم شرعية أنظمتهم ؟؟؟!!!.
تلك البيعة نقضها الأعراب والرسول مازال على فراش الموت . ولو سارت الأمور وفق أوامر الله وتبليغ رسوله والتزم المسلمون بذلك لم يكن حال المسلمين اليوم في مؤخرة الركب الإنساني , بل ولم يذبح الحسين (ع) بكربلاء وما كان هناك أمويون وعباسيون ومغول وعثمانيين وانكليز وبعثيون وصدام ولما جاءت أمريكا لتخلص المسلمين من (ولاة أمرهم) الطغاة !!! . فالسؤال المحير الآن : هل بعد هذه الكارثة بمخالفة البيعة ونقضها علينا أن نفرح أم نحزن بذكرى الغدير ؟؟؟!!!
هذا التساؤل ومعه تساؤل آخر حول طريقة إحياء ذكرى الحسين العظيم سأثيرها بإذن الله لاحقاً , ولكن الشئ الجوهري هو أن الغدير وكربلاء صفحتان كمّلت إحداهما الأخرى تتابعاً , ويجب إحياءهما والتذكير بهما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
في يوم الأثنين 18 من ذي الحجة عام 10 هجري وقبل الظهر (والذي ستصادف ذكراه السنوية يوم السبت القادم 29 من كانون الثاني عام 2005) , في ذلك اليوم التاريخي هبط جبرائيل الأمين بتبليغ سماوي يحمل تهديدأ ووعداً ووعيداً للرسول الكريم :
((يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )) المائدة :67 .
مما جعل الرسول يبكي ويقرر تبليغ هذا الأمر لمن حضر ومن غاب . فكان المكان هو غدير خم (والغدير هو بقعة في وادي بطريق السيول التي تجري في الشتاء , وعندما ينحسر السيل يتبقى الماء في مناطق تدعى غدران (جمع غدير) طيلة أيام السنة . وغدير خم عند وادي الجحفة) . وكان من الحاضرين فاطمة بضعة الرسول وولديها الحسن والحسين (ع) وزوجات الرسول (رض) , وكان قد التحق بهم من اليمن علي بن ابي طالب (ع) . وقصة وجوده باليمن كانت لمهمة عجز عن تنفيذها خالد بن الوليد الذي بقي أكثر من ستة أشهر وقبائل همدان مستعصية عليه , مما دعى الرسول (ع) لإرسال علي (ع) لتلك المهمة وقد نجح في ذلك .
نصب الصحابة للرسول (ع) منبراً مرتفعاً قرب شجيرات في غدير خم , وقال لحشود الناس :
((من كنت مولاه فعلي مولاه , اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله , وأدر الحق معه حيث دار . فاعلموا معاشر الناس ان الله قد نصبه لكم إماماً مفترضاً طاعته على المهاجرين والأنصار وعلى التابعين لهم باحسان , وعلى البادي والحاضر , وعلى الأعجمي والعربي , والحر والمملوك والصغير والكبير )) ...وبعدها أشهد الناس بتبليغ أمر ربه وشهدوا وأقروا وعاهدوا الرسول على أن يبلغ حاضرهم غائبهم . فنزلت بعدها الآية الكريمة :
((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) ... مما جعل الرسول يكبر ويقول : ((الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي وولاية علي بعدي))...
وتناوب كبار الصحابة على مبايعة الإمام المفترض الطاعة بعد الرسول (ع) , وكانت أشهر عبارة تهنئة أطلقها عمر بن الخطاب عندما أعلن بيعته حيث قال : ((بخ بخ لك أبا الحسن , أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنه)) .
فسلام على صاحب الرسالة وعلى صاحب بيعة الغدير .
هذه هي الحقيقة التي ترفض التزوير والتأويل , لأنها ساطعة تحكي ظلم العصور . وبعدها نعلم كيف تحولت الأمور ونقضت البيعة وسالت ولاتزال دماء المسلمين بسبب تلك الغدرة . فلو كان علياً (ع) تولّى الأمر كما أمر الله بنص جلي , لما كان هناك اليوم من يضع الإسلام العظيم المجدد والمتجدد في خانة الإتهام الظالم . ومامن شك أن العالم اليوم كان بصورة مختلفة لو لا تلك المؤامرة التي يجهل الكثير من المسلمين آثارها وتداعياتها الخطيرة على واقعنا الإسلامي , بل والعالمي أجمع .
فالإسلام المتهم اليوم ليس هو إسلامنا الذي أراده الله , بل إسلام مصطنع لفّقه الأفّاكون والنفعيون . فلا تهاجموا الإسلام بل هاجموا المزوّر منه والبعيد عن الصورة الحقيقية . حيث أراد الله من المسلم أن يدعو للخير وأن لايكره شخصاً على الدين , ويجادل بالحسنى وليس بالذبح والشتائم المقذعة . الإسلام الداعي للعلم والتقدم عندما فضل مداد العالم على دم الشهيد . الإسلام الحق إنساني التوجه فالآخر الغير مسلم علينا إنصافه (لأنه شريك لنا في الخلق) . الإسلام الذي يطلب من المسلم إحترام الكنائس ودور العبادة وعدم التطاول عليها , أما الدين المنحرف الذي يفجر دوراً لطالما عبد الله فيها , فليس هو الإسلام الذي أنزله الله على خلقه . ففرقوا بين هذا وذاك وتحققوا قبل اطلاق التهم عن جهل .
لم تتعرض صفحة في تاريخ الأسلام للتغييب والتزوير مثلما تعرضت بيعة الغدير , ويقف وراء ذلك في بداية الأمر الأعراب الذين أسلموا ولمّا يدخل الإيمان قلوبهم . وبعدهم توارث الطغاة هذا الظلم التاريخي وأمعنوا في طمس الحقيقة حتى يومنا هذا لسبب واضح , فالبيعة ثبتت ركن مهم في الإسلام وهو الإمامة وهذا الركن يعري جميع حكام العالم الاسلامي ومنذ رحيل رسول الاسلام (ع) من أي شرعية , فكيف نتوقع من الطغاة أن يحيوا ذكرى بيعة الغدير التي تصرخ بعدم شرعية أنظمتهم ؟؟؟!!!.
تلك البيعة نقضها الأعراب والرسول مازال على فراش الموت . ولو سارت الأمور وفق أوامر الله وتبليغ رسوله والتزم المسلمون بذلك لم يكن حال المسلمين اليوم في مؤخرة الركب الإنساني , بل ولم يذبح الحسين (ع) بكربلاء وما كان هناك أمويون وعباسيون ومغول وعثمانيين وانكليز وبعثيون وصدام ولما جاءت أمريكا لتخلص المسلمين من (ولاة أمرهم) الطغاة !!! . فالسؤال المحير الآن : هل بعد هذه الكارثة بمخالفة البيعة ونقضها علينا أن نفرح أم نحزن بذكرى الغدير ؟؟؟!!!
هذا التساؤل ومعه تساؤل آخر حول طريقة إحياء ذكرى الحسين العظيم سأثيرها بإذن الله لاحقاً , ولكن الشئ الجوهري هو أن الغدير وكربلاء صفحتان كمّلت إحداهما الأخرى تتابعاً , ويجب إحياءهما والتذكير بهما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
في يوم الأثنين 18 من ذي الحجة عام 10 هجري وقبل الظهر (والذي ستصادف ذكراه السنوية يوم السبت القادم 29 من كانون الثاني عام 2005) , في ذلك اليوم التاريخي هبط جبرائيل الأمين بتبليغ سماوي يحمل تهديدأ ووعداً ووعيداً للرسول الكريم :
((يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )) المائدة :67 .
مما جعل الرسول يبكي ويقرر تبليغ هذا الأمر لمن حضر ومن غاب . فكان المكان هو غدير خم (والغدير هو بقعة في وادي بطريق السيول التي تجري في الشتاء , وعندما ينحسر السيل يتبقى الماء في مناطق تدعى غدران (جمع غدير) طيلة أيام السنة . وغدير خم عند وادي الجحفة) . وكان من الحاضرين فاطمة بضعة الرسول وولديها الحسن والحسين (ع) وزوجات الرسول (رض) , وكان قد التحق بهم من اليمن علي بن ابي طالب (ع) . وقصة وجوده باليمن كانت لمهمة عجز عن تنفيذها خالد بن الوليد الذي بقي أكثر من ستة أشهر وقبائل همدان مستعصية عليه , مما دعى الرسول (ع) لإرسال علي (ع) لتلك المهمة وقد نجح في ذلك .
نصب الصحابة للرسول (ع) منبراً مرتفعاً قرب شجيرات في غدير خم , وقال لحشود الناس :
((من كنت مولاه فعلي مولاه , اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله , وأدر الحق معه حيث دار . فاعلموا معاشر الناس ان الله قد نصبه لكم إماماً مفترضاً طاعته على المهاجرين والأنصار وعلى التابعين لهم باحسان , وعلى البادي والحاضر , وعلى الأعجمي والعربي , والحر والمملوك والصغير والكبير )) ...وبعدها أشهد الناس بتبليغ أمر ربه وشهدوا وأقروا وعاهدوا الرسول على أن يبلغ حاضرهم غائبهم . فنزلت بعدها الآية الكريمة :
((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) ... مما جعل الرسول يكبر ويقول : ((الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي وولاية علي بعدي))...
وتناوب كبار الصحابة على مبايعة الإمام المفترض الطاعة بعد الرسول (ع) , وكانت أشهر عبارة تهنئة أطلقها عمر بن الخطاب عندما أعلن بيعته حيث قال : ((بخ بخ لك أبا الحسن , أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنه)) .
فسلام على صاحب الرسالة وعلى صاحب بيعة الغدير .
هذه هي الحقيقة التي ترفض التزوير والتأويل , لأنها ساطعة تحكي ظلم العصور . وبعدها نعلم كيف تحولت الأمور ونقضت البيعة وسالت ولاتزال دماء المسلمين بسبب تلك الغدرة . فلو كان علياً (ع) تولّى الأمر كما أمر الله بنص جلي , لما كان هناك اليوم من يضع الإسلام العظيم المجدد والمتجدد في خانة الإتهام الظالم . ومامن شك أن العالم اليوم كان بصورة مختلفة لو لا تلك المؤامرة التي يجهل الكثير من المسلمين آثارها وتداعياتها الخطيرة على واقعنا الإسلامي , بل والعالمي أجمع .
فالإسلام المتهم اليوم ليس هو إسلامنا الذي أراده الله , بل إسلام مصطنع لفّقه الأفّاكون والنفعيون . فلا تهاجموا الإسلام بل هاجموا المزوّر منه والبعيد عن الصورة الحقيقية . حيث أراد الله من المسلم أن يدعو للخير وأن لايكره شخصاً على الدين , ويجادل بالحسنى وليس بالذبح والشتائم المقذعة . الإسلام الداعي للعلم والتقدم عندما فضل مداد العالم على دم الشهيد . الإسلام الحق إنساني التوجه فالآخر الغير مسلم علينا إنصافه (لأنه شريك لنا في الخلق) . الإسلام الذي يطلب من المسلم إحترام الكنائس ودور العبادة وعدم التطاول عليها , أما الدين المنحرف الذي يفجر دوراً لطالما عبد الله فيها , فليس هو الإسلام الذي أنزله الله على خلقه . ففرقوا بين هذا وذاك وتحققوا قبل اطلاق التهم عن جهل .