يستحيل أن يجد في بيان الوفاق كلمة نابية هابطة أو جرمٍ وتعدي على شخص أو عائلة
الشيخ القائد: الضجة الحكومية الكبيرة ضد الوفاق مفتعلة
الوفاق - 26/02/2010م - 7:43 م | عدد القراء: 155
قرأت بيان الوفاق في مؤتمرها الأخير قراءة عادية فما ألفت نظري فيه شيء وما كان فيه جديد مثير، وإن تضمن نقاط مهمة، أعقبته ضجة إعلامية واسعة مضادة ترميه باختراق الميثاق والدستور والتعدي على الأشخاص والعوائل، وخلطت ذلك بكلام عن ولاية الفقيه محذرة ومتوعدة ومشرقة ومغربة.
وجعلني ذلك أعيد القراءة ممعناً لأجد الجديد المثير في البيان، فلم أجد له عيناً ولا أثر، وجدته ـ كما هو ـ يتناول التعددية السياسية، والدستور التوافقي ونبذ التمييز والتوزيع العادل للثروة والخدمات الإسكانية والصحية والتعليمية التي تليق بمواطن، والمملكة الدستورية الحقيقية والحكومة المنتخبة مع بقاء الملك في العائلة نفسها، وتداول السلطة والغبن الفعلي في قسمة الوزارات وغيرها من المناصب ومساءلة الحكومة أمام برلمان منتخب إنتخاباً حراً على ضوء دوائر تساوي بين المواطنين من دون تمييز فيما بينهم، وفي ظل حرية عامة للرأي والصحافة وحرية تشكيل الأحزاب.
واعتبر البيان أن هذا هو الأفق الذي تسعى له الجمعية ووصف المسار في ذلك بأنه طويل ولكن عزم الجمعية هو المضي على الطريق بالإشتراك مع كل القوى الأخرى المؤمنة بهذه المطالب. وذكر البيان كذلك أنه ليس قدراً محتوماً أو قرآناً منزلاً أن يكون رئيس الوزراء دائماً وأبداً من العائلة المالكة وإنما هذا المنصب ينبغي أن يكون مفتوح لكل الكفاءات من كل العوائل ومن كل الشرائح عبر العملية الديمقراطية.
ومرجع البيان في كل ذلك مقررات الميثاق الوطني وكون الشعب مصدر كل السلطات والتوجه المعلن للديمقراطية العريقة والوعود المؤكدة والتفسيرات الرسمية المذاعة قبيل التصويت على الميثاق. ومن أراد أن يرجع إلى بيان الوفاق فليرجع، فإنه يستحيل عليه أن يجد فيه كلمة نابية هابطة أو جرمٍ وتعدي على شخص أو عائلة، ولو حدث للأمين العام للوفاق أن ذكر كلمة نابية أو شاتمه لما كان يرضى منه بذلك وهو أبعد من هذا الأمر.
أما المطالب المذكورة فهي مطالب متكررة لمرات على لسان المعارضة والقوى المختلفة وليس من وفاق أو غيرها وليس في أمرها من جديد.
وحين تكون ضجة واسعة وهجمة شرسة من طرف على طرف من غير ان يكون لها موضوع في الخارج يبررها يصح وصف هذه الضجة بالمفتعلة. لماذا هي مفتعلة؟ لأنك تبحث عن موضوع حقيقي لها فلا تجد.
والضجة هنا فوق العادة، فقد شهدت استنفاراً عاما من قبل الدولة شمل مختلف المؤسسات والرموز الكبيرة وكل الأنصار وافتعال الضجة والمبالغة فيها إلى حدٍ نادر يطرح سؤال عن الأهداف الحقيقة الخفية وراءها. ورغم الدهشة والحيرة وصعوبة التفسير للمفاجئة يقوم أكثر من إحتمال، لا أتناول كل الإحتمالات ولكن أسأل: هل تريد هذه الهجمة أن تلجم الكلمة السياسية العلمية المتزنة وتكمم الأفواه وتسد باب المطالبة الشعبية بالإصلاح حتى عبر الوسائل السلمية الهادئة أصبح ذلك صعب جداً. ومتمعن لأكثر من لحاض ومن ذلك تقدم كل الشعوب على هذا الخط وهذا الشعب من أبرزها.
ينبغي للحكومة أن لا تستثار لحد فقد الأعصاب ـ كما في الحالة الراهنة ـ للغة التي تتحدث عن الحقوق التي يقررها الميثاق الذي قدمته بنفسها للتصويت والديمقراطية التي أعلنتها والملكية الدستورية التي ارتضتها وان لا تضيق ذرعاً بميثاق صاغته بيدها ودعت الشعب ورغبته في التصويت عليه.
وان اكبر انضباط يطلب من المعارضة هو أن تكون مطالبتها بالحقوق قانونية وتستند إلى المواثيق والعهود المتوافق عليها بلا سبٍ وشتمٍ وتهريج والخطاب الذي استفز الحكومة لم يخرج عن هذا السياق فلما كل هذه الجهة الكبرى المفتعلة؟ إن هذا ليُسيء الظن.
وكيف يحسن من الحكومة أن تطالب الشارع الذي يشعر بالمظلومية من تمييز وتجنيس وغيرهما بالإنضباط وهي تخسر أعصابها في عددٍ من المرات بلا شيء وبلا سبب معقول، على الحكومة وهي في موقعها المسؤول أن تعطي درساً عمليا واضحا ومؤثراً للآخرين في التريث وعدم الانفعال الذي يجر للأخطاء الكبيرة والمزالق المتكررة وألا تسعى لاختلاق المشاكل والأزمات في وسط الأجواء المختنقة والمشبعة بالمثيرات والمتفجرات. وهو الشيء الذي ينبغي أن يأخذ به الجميع.
إن كل الحكومات تمتلك آلية إعلامية ضخمة مُسيرة لا تسال عن تنفيذ ما تُأمر بتنفيذه انه حق أو باطل، وخيرٌ أو شر، ومجرد إشارة من مالك هذه الآلة تحركها لصناعة رأي عام تجاه أي قضية من القضايا التي تهتم بها الإشارة وكيفما يريد المشير ، وتحريك هذه الآلة في الحكمة إلى تدبر كثير وإمعان في النظر لان كثيراً ما يسيء التحريك غير المحسوب لها ويسبب كوارث للشعوب والأوطان وكل مكوناتها، وإذا حاولت الشعوب أن تمتلك مثل هذه الآلة أو شبيهاً لها وأسيء الاستعمال، وقعت التصادمات الخطيرة وعمت فوضى الكلمة والهرج والمرج والفتن العمياء المظلمة، على أن الشعوب في ردها الإعلامي على الحملات الظالمة لا تحتاج اليوم وحتى الأمس إلى من يستأجرها إلى ذلك كما تحتاج الحكومات إلى الإستئجار (( الآلة الإعلامية عند الحكومات مستأجرة، الواقع الإعلامي عند الشعوب غير مستأجر ومفتوح وإذا توجه إلى المواجهة فهو اكبر )).
وبعيدا عن كل الانفعالات والاعتداد بالنفس من أي طرف من أطراف الساحة الوطنية في أي موقع من المواقع وعن أي تبجح من أي مكون من مكونات الواقع الوطني، تحتاج الأوضاع إلى إصلاح جدي سريع ولا بديل عن ذلك باستعادة الثقة وراحة الجميع وخير الوطن.
الشيخ القائد: الضجة الحكومية الكبيرة ضد الوفاق مفتعلة
الوفاق - 26/02/2010م - 7:43 م | عدد القراء: 155
قرأت بيان الوفاق في مؤتمرها الأخير قراءة عادية فما ألفت نظري فيه شيء وما كان فيه جديد مثير، وإن تضمن نقاط مهمة، أعقبته ضجة إعلامية واسعة مضادة ترميه باختراق الميثاق والدستور والتعدي على الأشخاص والعوائل، وخلطت ذلك بكلام عن ولاية الفقيه محذرة ومتوعدة ومشرقة ومغربة.
وجعلني ذلك أعيد القراءة ممعناً لأجد الجديد المثير في البيان، فلم أجد له عيناً ولا أثر، وجدته ـ كما هو ـ يتناول التعددية السياسية، والدستور التوافقي ونبذ التمييز والتوزيع العادل للثروة والخدمات الإسكانية والصحية والتعليمية التي تليق بمواطن، والمملكة الدستورية الحقيقية والحكومة المنتخبة مع بقاء الملك في العائلة نفسها، وتداول السلطة والغبن الفعلي في قسمة الوزارات وغيرها من المناصب ومساءلة الحكومة أمام برلمان منتخب إنتخاباً حراً على ضوء دوائر تساوي بين المواطنين من دون تمييز فيما بينهم، وفي ظل حرية عامة للرأي والصحافة وحرية تشكيل الأحزاب.
واعتبر البيان أن هذا هو الأفق الذي تسعى له الجمعية ووصف المسار في ذلك بأنه طويل ولكن عزم الجمعية هو المضي على الطريق بالإشتراك مع كل القوى الأخرى المؤمنة بهذه المطالب. وذكر البيان كذلك أنه ليس قدراً محتوماً أو قرآناً منزلاً أن يكون رئيس الوزراء دائماً وأبداً من العائلة المالكة وإنما هذا المنصب ينبغي أن يكون مفتوح لكل الكفاءات من كل العوائل ومن كل الشرائح عبر العملية الديمقراطية.
ومرجع البيان في كل ذلك مقررات الميثاق الوطني وكون الشعب مصدر كل السلطات والتوجه المعلن للديمقراطية العريقة والوعود المؤكدة والتفسيرات الرسمية المذاعة قبيل التصويت على الميثاق. ومن أراد أن يرجع إلى بيان الوفاق فليرجع، فإنه يستحيل عليه أن يجد فيه كلمة نابية هابطة أو جرمٍ وتعدي على شخص أو عائلة، ولو حدث للأمين العام للوفاق أن ذكر كلمة نابية أو شاتمه لما كان يرضى منه بذلك وهو أبعد من هذا الأمر.
أما المطالب المذكورة فهي مطالب متكررة لمرات على لسان المعارضة والقوى المختلفة وليس من وفاق أو غيرها وليس في أمرها من جديد.
وحين تكون ضجة واسعة وهجمة شرسة من طرف على طرف من غير ان يكون لها موضوع في الخارج يبررها يصح وصف هذه الضجة بالمفتعلة. لماذا هي مفتعلة؟ لأنك تبحث عن موضوع حقيقي لها فلا تجد.
والضجة هنا فوق العادة، فقد شهدت استنفاراً عاما من قبل الدولة شمل مختلف المؤسسات والرموز الكبيرة وكل الأنصار وافتعال الضجة والمبالغة فيها إلى حدٍ نادر يطرح سؤال عن الأهداف الحقيقة الخفية وراءها. ورغم الدهشة والحيرة وصعوبة التفسير للمفاجئة يقوم أكثر من إحتمال، لا أتناول كل الإحتمالات ولكن أسأل: هل تريد هذه الهجمة أن تلجم الكلمة السياسية العلمية المتزنة وتكمم الأفواه وتسد باب المطالبة الشعبية بالإصلاح حتى عبر الوسائل السلمية الهادئة أصبح ذلك صعب جداً. ومتمعن لأكثر من لحاض ومن ذلك تقدم كل الشعوب على هذا الخط وهذا الشعب من أبرزها.
ينبغي للحكومة أن لا تستثار لحد فقد الأعصاب ـ كما في الحالة الراهنة ـ للغة التي تتحدث عن الحقوق التي يقررها الميثاق الذي قدمته بنفسها للتصويت والديمقراطية التي أعلنتها والملكية الدستورية التي ارتضتها وان لا تضيق ذرعاً بميثاق صاغته بيدها ودعت الشعب ورغبته في التصويت عليه.
وان اكبر انضباط يطلب من المعارضة هو أن تكون مطالبتها بالحقوق قانونية وتستند إلى المواثيق والعهود المتوافق عليها بلا سبٍ وشتمٍ وتهريج والخطاب الذي استفز الحكومة لم يخرج عن هذا السياق فلما كل هذه الجهة الكبرى المفتعلة؟ إن هذا ليُسيء الظن.
وكيف يحسن من الحكومة أن تطالب الشارع الذي يشعر بالمظلومية من تمييز وتجنيس وغيرهما بالإنضباط وهي تخسر أعصابها في عددٍ من المرات بلا شيء وبلا سبب معقول، على الحكومة وهي في موقعها المسؤول أن تعطي درساً عمليا واضحا ومؤثراً للآخرين في التريث وعدم الانفعال الذي يجر للأخطاء الكبيرة والمزالق المتكررة وألا تسعى لاختلاق المشاكل والأزمات في وسط الأجواء المختنقة والمشبعة بالمثيرات والمتفجرات. وهو الشيء الذي ينبغي أن يأخذ به الجميع.
إن كل الحكومات تمتلك آلية إعلامية ضخمة مُسيرة لا تسال عن تنفيذ ما تُأمر بتنفيذه انه حق أو باطل، وخيرٌ أو شر، ومجرد إشارة من مالك هذه الآلة تحركها لصناعة رأي عام تجاه أي قضية من القضايا التي تهتم بها الإشارة وكيفما يريد المشير ، وتحريك هذه الآلة في الحكمة إلى تدبر كثير وإمعان في النظر لان كثيراً ما يسيء التحريك غير المحسوب لها ويسبب كوارث للشعوب والأوطان وكل مكوناتها، وإذا حاولت الشعوب أن تمتلك مثل هذه الآلة أو شبيهاً لها وأسيء الاستعمال، وقعت التصادمات الخطيرة وعمت فوضى الكلمة والهرج والمرج والفتن العمياء المظلمة، على أن الشعوب في ردها الإعلامي على الحملات الظالمة لا تحتاج اليوم وحتى الأمس إلى من يستأجرها إلى ذلك كما تحتاج الحكومات إلى الإستئجار (( الآلة الإعلامية عند الحكومات مستأجرة، الواقع الإعلامي عند الشعوب غير مستأجر ومفتوح وإذا توجه إلى المواجهة فهو اكبر )).
وبعيدا عن كل الانفعالات والاعتداد بالنفس من أي طرف من أطراف الساحة الوطنية في أي موقع من المواقع وعن أي تبجح من أي مكون من مكونات الواقع الوطني، تحتاج الأوضاع إلى إصلاح جدي سريع ولا بديل عن ذلك باستعادة الثقة وراحة الجميع وخير الوطن.