جعفر عبد الكريم صالح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حركة جعفر الخابوري الا سلا ميه


    مجرمون عبر التاريخ

    avatar
    فاطمه
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 11
    تاريخ التسجيل : 11/02/2010

    مجرمون عبر التاريخ Empty مجرمون عبر التاريخ

    مُساهمة  فاطمه الخميس فبراير 11, 2010 1:29 pm

    أبحر بن كعب

    لما قتل سيد الشهداء (عليه السلام)، عمد أبحر بن كعب إلى الإمام (عليه السلام)، فكانت يداه بعد ذلك تتيبسان في الصيف كأنهما عودان، وتترطبان في الشتاء فتنضحان دماً وقيحاً.

    وفي رواية أخرى: كانت يداه تقطران في الشتاء دماً.

    وبعد ما خرج إبراهيم بن الأشتر مع جيشه على قتلة سيد الشهداء (عليه السلام) للانتقام وأخذ الثأر، أسر منهم جماعة، وكان فيهم: أبحر بن كعب، فلما قدموا إليه أبحر بن كعب، قال إبراهيم (رحمه الله): يا ويلك ما فعلت يوم الطف؟

    قال: أخذت قناع زينب (عليها السلام) من رأسها وقرطيها من أذنيها، فجذبت حتى خرمت أذنيها!.

    فقال له إبراهيم ـ وهو يبكي ـ : يا ويلك ما قالت لك؟

    قال: قالت: قطع الله يديك ورجليك وأحرقك الله تعالى بنار الدنيا قبل نار الآخرة.

    فقال إبراهيم له: يا ويلك ما خجلت من الله تعالى؟! ولاراقبت من جدها رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟! ولا أدركتك الرأفة عليها؟

    ثم قال له: اطلع يديك فأطلع يديه، وإذا هما مقطوعتان، ثم قطع إبراهيم رجليه، ثم أحرق بالنار في ثورة المختار.

    أبو الأشرس

    كان أبو الأشرس من أعيان جيش عبيد الله بن زياد (عليه اللعنة) فلما خرج إبراهيم بن الأشتر (رحمه الله) مع جيشه للانتقام والأخذ بالثأر من قتلة سيد الشهداء (عليه السلام) وقع بين الجيشين قتال بشاطئ نهر الخازر قرب الموصل فقتل فيها أبو الأشرس وبعث برأسه إلى المختار.

    أخنس بن زيد


    قال السدّي: أضافني رجل في ليلة كنت أحب الجليس، فرحبت به وقربته وأكرمته، وجلسنا نتسامر، فانتهى في سمره إلى طفّ كربلاء، وكان قريب العهد من قتل الحسين (عليه السلام)، فتأوهت الصعداء، وتزفرت كملاً.

    فقال: ما بالك؟

    قلت: ذكرت مصاباً يهون عنده كل مصاب، مصاب الحسين(عليه السلام) لأن جده (صلى الله عليه وآله) قال: (إن من طولب بدم ولدي الحسين(عليه السلام) يوم القيامة لخفيف الميزان).

    قال: قال هكذا جده؟

    قلت: نعم.

    وقال (صلى الله عليه وآله): (ولدي الحسين يقتل ظلماً وعدواناً، ألا ومن قتله يدخل في تابوت من نار، ويعذّب بعذاب نصف أهل النار، وقد غلت يداه ورجلاه وله رائحة يتعوذ أهل النار منها، هو ومن شايع وبايع أو رضي بذلك، (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب)(1)، لا يفتر عنهم ساعة ويسقون من حميم جهنم، فالويل لهم من عذاب جهنم).

    قال: لا تصدق هذا الكلام يا أخي؟

    قلت: كيف هذا؟ وقد قال (صلى الله عليه وآله): (لا كذبت ولا كذّبت).

    قال: ترى قالوا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (قاتل ولدي الحسين لايطول عمره). وها أنا ـ وحقّك ـ قد تجاوزت التسعين، مع أنك ما تعرفني.

    قلت: لا والله.

    قال: أنا الأخنس بن زيد وقد حضرت قتله.

    قلت: وما صنعت يوم الطفّ؟!

    قال: أنا الذي أمرت على الخيل الذين أمرهم عمر بن سعد بوطء جسد الحسين (عليه السلام) بسنابك الخيل، وهشمت أضلاعه وجررت نطعاً من تحت علي بن الحسين (عليه السلام) وهو عليل، حتى كببته على وجهه، وخرمت أذني صفية بنت الحسين (عليه السلام) لقرطين كانا في أذنيها.

    قال السدّي: فبكى قلبي هجوعاً وعيناي دموعاً، وخرجت أعالج على إهلاكه، وإذا بالسراج قد ضعفت..

    فقام يزهرها، فاشتعلت به، ففركها في التراب فلم تنطف، فصاح بي: أدركني يا أخي..

    فكببت الشربة عليها وأنا غير محب لذلك، فلما شمت النار رائحة الماء، ازدادت قوة..

    فصاح بي: ما هذه النار وما يطفؤها؟!

    قلت: ألق بنفسك في النهر.

    فرمى بنفسه، فكلما ركس جسمه في الماء اشتعلت في جميع بدنه، كالخشبة البالية في الريح البارح.

    هذا وأنا أنظره، فوالله الذي لا إله إلا هو، لم تطفأ حتى صار فحماً، وسار على وجه الماء.

    أخنس بن مرثد

    كان أخنس بن مرثد بن علقمة الحضرمي من جيش عمر بن سعد (لعنه الله) فلما هجم القوم على سيد الشهداء (عليه السلام) وسلبوا ما كان عليه (عليه السلام)، سلب أخنس عمامته (عليه السلام)، فاعتم بها، فصار معتوهاً مجذوماً.

    إسحاق بن حوية

    لما قتل سيد الشهداء (عليه السلام) مال الناس إلى سلبه ينهبونه، وأخذ قميصه (عليه السلام) إسحاق بن حوية، فصار أبرص، ثم أخذه المختار وقتله ثم اُحرق بالنار.

    أسماء بن خارجة

    عزم المختار (رحمه الله) على هدم دار أسماء بن خارجة الفزاري وإحراقها، لأنه عمل في قتل مسلم بن عقيل (عليه السلام)، فجعل المختار يقول: أما ورب السماء والماء، ورب الضياء والظلماء، لتنزلنّ نار من السماء حمراء دهماء سحماء ولتحرقن دار أسماء.

    فبلغ ذلك أسماء، فقال: قد سجع أبو إسحاق بداري، فليس لي مقام هنا بعد هذا.

    فخرج أسماء إلى البادية هارباً، وأرسل المختار إلى داره فهدمها.

    أسود الأوسي

    لما هجم القوم على سيد الشهداء (عليه السلام) وسلبوا ما كان عليه (عليه السلام) يوم عاشوراء، أخذ نعليه (عليه السلام) أسود الأوسي، فقتله المختار ثم أحرق بالنار.

    أسود بن حنظلة


    لما هجم القوم على الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء، وسلبوا ما كان عليه (عليه السلام)، أخذ سيفه رجل من بني نهشل من بني دارم، يقال: الأسود بن حنظلة، فقتله المختار ثم اُحرق بالنار.

    أم هجام

    لما وصل أسارى آل الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى الكوفة، كانت امرأة تسمى بـ (أمّ هجام) على سطح دارها تشاهد الأسارى، فلما وقع نظرها على رأس سيد الشهداء (عليه السلام) المقدس وهو على الرمح تجاسرت عليه.

    فلما سمعت بذلك زينب (عليه السلام) دعت على أم هجام..

    فسقطت من سطح دارها إلى الأرض وهلكت.

    ابن أبي جويرة المزني

    كان ابن أبي جويرة المزني من عسكر عمر بن سعد (لعنه الله)، فجاء على فرس له نحو الإمام الحسين (عليه السلام)، فلما نظر إلى النار تتقد حول مخيم الحسين (عليه السلام) صفق بيده، ونادى: يا حسين ويا أصحاب الحسين أبشروا بالنار، فقد تعجلتموها في الدنيا.

    فقال الحسين (عليه السلام): من الرجل؟!

    فقيل: ابن أبي جويرة المزني.

    فقال الحسين (عليه السلام): اللهم أذقه عذاب النار في الدنيا.

    فنفر به فرسه وألقاه في تلك النار، فاحترق.

    ابن حوشب

    كان ابن حوشب من أعيان جيش عبيد الله بن زياد (عليه اللعنة)، فلما خرج إبراهيم بن الأشتر (رحمه الله) مع جيشه على قتلة سيد الشهداء(عليه السلام) للانتقام والأخذ بالثأر، وقع بين الجيشين معركة بشاطئ نهر الخازر قرب الموصل، فما انجلت الحرب إلا وقد قتل ابن حوشب.

    ابن ضبعان

    كان ابن ضبعان في جيش عبيد الله بن زياد (عليه اللعنة) فلما خرج إبراهيم بن الأشتر (رحمه الله) مع جيشه على قتلة سيد الشهداء (عليه السلام) للانتقام والأخذ بالثأر، وقع بين الجيشين قتال بشاطئ نهر الخازر قرب الموصل، وحمل فيها أحوص بن شداد الهمداني على ابن ضبعان وضربه ضربة شديدة فسقط قتيلاً.

    ابن مالك

    كان ابن مالك من جملة قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) فبعث المختار إليه وإلى ثلاثة كانوا معه، عبد الله بن كامل.

    فجاء بهم إليه، فقال لهم المختار: يا قتلة سيد شباب أهل الجنة ألا ترون الله قد أقاد منكم؟ فقد أصاركم الورس إلى يوم نحس، وكانوا قد نهبوا الورس الذي مع الحسين (عليه السلام) ثم أمر بهم أن يخرجوا إلى السوق وتضرب أعناقهم.

    أياس بن مضارب

    لما خرج إبراهيم الأشتر بجيشه للانتقام ممن قتل الإمام الحسين(عليه السلام) ، قال لإياس بن مضارب: يا عدو الله ألست من قتلة الحسين بن علي (عليه السلام)؟!

    ثم التفت إبراهيم إلى رجل من أصحاب اياس يكنى: أبا قطن الهمداني، فتناول رمحه من يده وطعن أياس طعنة في صدره نكسته عن فرسه.

    ثم قال لأصحابه: انزلوا فخذوا رأسه.

    فنزل بعض أصحابه فاجتز رأسه..

    وفر أصحاب أياس هرباً على وجوههم..

    ثم أتى إبراهيم إلى المختار فقال: قم أيها الأمير، فقد كنا عزمنا على أن نخرج ليلة الخميس، وقد حدث أمر لابد معه من الخروج الآن الساعة.

    فقال المختار: وما الأمر رحمك الله؟!

    فحدثه الحديث.

    فقال المختار: بشرك الله بخير، فهذا أول الظفر.

    بجدل بن سليم الكلبي

    لما هجم القوم على سيد الشهداء (عليه السلام) في يوم عاشوراء، وسلبوا ما كان عليه (عليه السلام)، أخذ خاتمه بجدل بن سليم الكلبي.

    ولما لم يتمكن من إخراج الخاتم قطع إصبعه الشريف مع الخاتم..

    فأخذه المختار، فقطع يديه ورجليه وتركه يتشحط في دمه حتى هلك.

    بحير بن عمرو الجرمي

    لما هجم القوم على سيد الشهداء (عليه السلام) في يوم عاشوراء، وسلبوا ما كان عليه (عليه السلام)، أخذ سراويله (عليه السلام) بحير بن عمرو الجرمي، فصار زمناً مقعداً من رجليه، فقتله المختار ثم اُحرق بالنار.

    بسر بن أبي سمط


    بعث المختار عبد الله بن كامل إلى عثمان بن خالد والى أبي أسماء بسر بن أبي سمط، وكانا ممن شهدا قتل الحسين (عليه السلام) واشتركا في سلبه.

    فأحاط عبد الله ابن كامل عند العصر بمسجد بني دهمان، ثم قال: عليّ مثل خطايا بني دهمان منذ خلقوا إلى يوم يبعثون إن لم أوت بعثمان بن خالد وبسر، وإن لم أضرب أعناقهما.

    فقالوا له: أمهلنا حتى نطلبهما.

    فخرجوا مع الخيل في طلبه، فوجدوهما جالسين في الجبانة يريدان أن يخرجا إلى الجزيرة.

    فأتي بهما عبد الله بن كامل، فضرب أعناقهما، ثم أحرقا بالنار.

    وكانا ممن شهدا قتل الحسين (عليه السلام) واشتركا في دم عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب وفي سلبه.

    بشير بن مالك

    جاء بشير بن مالك برأس الحسين (عليه السلام) إلى الكوفة، فلما وضع الرأس الشريف بين يدي عبيد الله بن زياد (لعنه الله) قال:

    املأ ركابي فضة وذهبا ***أنا قتلت الملك المحجبا

    ومن يصلي القبلتين في الصبى***وخيرهم أن يذكرون النسبا

    قتلـت خير النـاس أماً وأبا

    فغضب عبيد الله من قوله، ثم قال له: إذا علمت أنه كذلك، فلم قتلته؟! والله لا نلت مني خيراً ولألحقنك به..

    ثم قدمه وضرب عنقه.

    وفي رواية أن سنان بن أنس الأيادي جاء بالرأس، إلى آخر القصة.

    تميم بن حصين

    برز من عسكر عمر بن سعد في يوم عاشوراء رجل يقال له: تميم بن حصين الفزاري..

    فنادى: يا حسين، ويا أصحاب الحسين! أما ترون إلى ماء الفرات يلوح كأنه بطون الحيّات؟! والله لا ذقتم منه قطرة حتى تذوقوا الموت عطشاً.

    فقال الحسين (عليه السلام): من الرجل؟

    فقيل: تميم بن حصين.

    فقال الحسين (عليه السلام): هذا وأبوه من أهل النار، اللهم اقتل هذا عطشاً في هذا اليوم.

    فخنقه العطش حتى سقط عن فرسه فوطأته الخيل بسنابكها، فمات عطشاناً.

    جابر بن يزيد الازدي

    لما هجم القوم على سيد الشهداء (عليه السلام) في يوم عاشوراء، وسلبوا ما كان عليه (عليه السلام)، أخذ عمامته جابر بن يزيد الازدي فاعتم بها..

    فصار مجذوماً معتوهاً.

    ثم أخذه المختار فقتله، ثم اُحرق بالنار.

    أقول: ذكر حديث العمامة في أشخاص آخرين ولعله كانت للإمام (عليه السلام) عمامتين أو أكثر، أو أخذها أحدهم من الآخر واعتم بها.

    جبيرة الكلبي

    حفر أصحاب الحسين (عليه السلام) بأمر الإمام (صلوات الله عليه) حول الخيمة خندقاً وملؤوها ناراً حتى يكون الحرب من جهة واحدة.

    فتقدم رجل من أهل الكوفة فقال: تعجلت يا حسين بنار الدنيا قبل نار الآخرة؟

    فقال الحسين (عليه السلام): تعيّرني بالنار؟! وأبي (عليه السلام) قاسمها وربي غفور رحيم.

    ثم قال (عليه السلام) لأصحابه: أتعرفون هذا الرجل؟

    فقالوا: هو جبيرة الكلبي.

    فقال الحسين (عليه السلام): اللهم أحرقه بالنار في الدنيا قبل نار الآخرة.

    قال الراوي: فما استتم كلامه (عليه السلام) حتى تحرك بـ (جبيرة) جواده. فطرحه مكباً على رأسه في وسط النار، فاحترق.

    فكبّر الأصحاب ونادى مناد في السماء: هنئت بالإجابة سريعاً يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله).

    قال عبد الله بن مسرور: لما رأيت ذلك، رجعت عن حرب الحسين (عليه السلام).

    جرير بن مسعود

    لما هجم القوم يوم عاشوراء على سيد الشهداء (عليه السلام) وسلبوا ما كان عليه (عليه السلام) ، أخذ القوس والحلل، جرير بن مسعود الحضرمي والرحيل بن خيثمة الجعفي وهانئ بن شبيب الحضرمي، فقتلهم المختار ثم اُحرقوا بالنار.

    جعوبة بن حوية


    ولما سلب القوم الإمام الحسين (عليه السلام) بعد استشهاده، أخذ ثوبه(عليه السلام) جعوبة بن حوية الحضرمي ولبسه فتغير وجهه وسقط شعره وبرص بدنه.

    وقتله المختار ثم اُحرق بالنار.

    حارث قاتل أولاد مسلم

    ولما قتل حارث ولدي مسلم بن عقيل (عليه السلام) دعا عبيد الله بن زياد بغلام له اسود يقال له: نادر..

    فقال له: يا نادر دونك هذا الشيخ شد كتفيه، فانطلق به إلى الموضع الذي قتل الغلامين فيه، فاضرب عنقه وسلبه لك.

    فانطلق الغلام به إلى الموضع الذي ضرب أعناقهما فيه.. فضرب عنقه ورمى بجيفته إلى الماء، فلم يقبله الماء ورمى به إلى الشط.

    وأمر عبيد الله بن زياد أن يحرق بالنار.

    ففعل به ذلك وصار إلى عذاب الله.

    ثم إن ذلك الرجل أتى برأس ذلك اللعين فنصبه على قناة في الكوفة وجعل الصبيان يرجمونه بالحجارة.

    1ـ سورة النساء: 56.
    avatar
    فاطمه
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 11
    تاريخ التسجيل : 11/02/2010

    مجرمون عبر التاريخ Empty رد: مجرمون عبر التاريخ

    مُساهمة  فاطمه الخميس فبراير 11, 2010 1:30 pm

    حرملة بن كاهل الأسدي

    عن القاسم بن الأصبع المجاشعي قال: لما أتي بالرؤوس الشريفة إلى الكوفة، إذا بفارس أحسن الناس وجهاً قد علق في لبب فرسه رأس شاب جميل كأنه القمر ليلة تمامه، والفرس يمرح، فإذا طأطأ رأسه لحق الرأس بالأرض.

    فقلت له: رأس من هذا؟!

    فقال: رأس العباس بن علي (عليه السلام).

    قلت: ومن أنت؟

    قال: حرملة بن كاهل الأسدي.

    قال: فلبثت أياماً وإذا بحرملة ووجهه أشد سواداً من القار.

    فقلت له: لقد رأيتك يوم حملت الرأس وما في العرب أنضر وجهاً منك؟! وما أرى اليوم لا أقبح ولا أسود وجهاً منك؟!

    فبكى وقال: والله منذ حملت الرأس وإلى اليوم ما تمر عليّ ليلة إلا واثنان يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي إلى نار تأجج فيدفعاني فيها، وأنا أنكص، فصرت كما ترى.

    وفي رواية عن المنهال بن عمرو قال: حججت فلقيت علي بن الحسين (عليه السلام).

    فقال (عليه السلام): ما فعل حرملة بن كاهل؟

    قلت: تركته حياً بالكوفة.

    فرفع (عليه السلام) يديه ثم قال: اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حر النار.

    فتوجهت إلى الكوفة إلى المختار، فإذا بقوم يركضون ويقولون: البشارة أيها الأمير قد اُخذ حرملة.

    وقد كان توارى عنه، فأمر بقطع يديه ورجليه ثم اُحرق بالنار.

    قال: فعند ذلك نزل المختار على دابته فصلى ركعتين شكراً وحمد الله طويلاً.

    ثم قال: وركب وسرنا راجعين فلما قربنا من داري قلت له: أيها الأمير أحب أن تشرفني وتتلمح بطعامي.

    فقال: يا منهال أنت تعرف أن مولاي علي بن الحسين (عليه السلام) دعا بثلاث دعوات، استجابها الله على يدي، ثم تأمرني أن آكل وأشرب، فهذا يوم أصوم فيه، شكراً لله على توفيقه وحسن صنائعه، ثم مضى وتركني.

    أقول: ربما يظهر من دعاء الإمام (عليه السلام) أن حرملة كان قد اشترك في إحراق الخيام أيضاً مما سبب نشوب النار إلى بعض النساء أو الأطفال.

    ثم إن سائر ما نسب إلى المختار من الإحراق ونحوه فلا يعلم وجهه(1)، ولا شك أن المختار (رحمه الله) من الأخيار، وقد ترحّم عليه عدد من أئمة الهدى (عليه السلام)، كما يجده الإنسان في قواميس الرجال.

    حصين


    دارت بين جيش إبراهيم بن مالك الأشتر (عليه الرحمة) وجيش أهل الشام معركة وذلك للإنتقام من قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) وكان عبيد الله بن زياد يترأس جيش اهل الشام، وكان فيهم جماعة من قتلة سيد الشهداء (عليه السلام) ممن كان المختار في طلبهم، فلما انتصر ابراهيم، أمر المختار بإحضار قتلة الإمام (عليه السلام)، وكان منهم: الحصين..

    فقال المختار: الحمد لله الذي أمكنني منك..

    ثم قتله..

    ثم اُحرق بالنار.

    حصين بن تميم

    ورد انه لما اشتد عطش الإمام الحسين (عليه السلام) حاول (عليه السلام) أن يصل إلى الفرات ليشرب من مائه، فمنعوه عنه، حيث تمكن (عليه السلام) من دخول المشرعة فاغترف غرفة قربه من فمه المبارك، فرماه رجل يقال له: حصين بن تميم بسهم في حنكه فأثبته، فانتزعه الإمام الحسين(عليه السلام) من حنكه، ففار الدم.. فتلقاه (عليه السلام) بيديه، ثم رفعهما إلى السماء وهما مملوءتان دماً، ثم رمى (عليه السلام) به إلى السماء وقال(عليه السلام): اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً، ولا تذر على الأرض منهم أحداً.

    قال الراوي: فوالله إن مكث الرجل الرامي له إلا يسيراً حتى صب الله عليه الظمأ، فجعل يسقى تارة الماء مبرداً وتارة يبرد له اللبن والماء جميعاً ويسقى، فلا يروى بل يقول: ويلكم اسقوني قتلني الظمأ.

    قال: فوالله ما لبث إلا يسيراً حتى انقد بطنه انقداد بطن البعير ومات.

    حصين بن نمير

    مما جرى في معركة نهر الخازر بين جيش إبراهيم بن الأشتر (عليه الرحمة) الذي خرج للانتقام من قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) وجيش عبيد الله بن زياد (عليه اللعنة):

    انه حمل شريك على الحصين بن نمير السكوني وهو يحسبه ابن زياد، فاعتنق كل واحد منهما صاحبه، ونادى شريك: اقتلوني وابن الزانية.

    فقتل ابن نمير.

    ثم أمر إبراهيم بن الأشتر (رحمه الله) برأس الحصين بن نمير السكوني.. ورؤوس أشباههم من رؤساء أهل الشام، فقورت ونقضت وكتبت الرقاع بأسماء أصحابها، وبعث بها إلى المختار..

    فنصبها عند دار الإمارة، فأخذت الأطفال يلعبون بها ويرمونها بالحجارة.

    حفص بن عمر بن سعد

    أرسل المختار إلى دار عمر بن سعد فاستل (أبو عمرة) سيفه فضربه ضربة على رأسه فسقط على قفاه، فقال (أبو عمرة) لأعوانه: خذوا رأس عدو الله.

    فأخذوا رأسه فجاءوا به حتى وضعوه بين يدي المختار، وابنه حفص واقف بين يدي المختار يريد الشفاعة لعمر.

    فقال المختار: أتعرف هذا الرأس يا حفص؟!

    قال: نعم هذا رأس أبي، ولا خير لي في العيش بعده.

    قال له المختار: تفتخر بأن أباك قتل الحسين (عليه السلام) وحضرت معه كربلاء، فوالله لا تعيش بعده.

    فضرب عنقه ثم وضع الرأس بين يديه، وقال: هذا بالحسين(عليه السلام) وهذا بعلي بن الحسين (عليه السلام) ولا سواء ورب الكعبة.

    ثم صلب جسديهما منكسين.. ثم اُحرقا بالنار.

    ولما أحرقوا الجسدين وبعث بالرأسين، أمر بإحراق داري عمر بن سعد وابنه حفص، فاُحرقا جميعاً.

    وفي رواية: جاء حفص بن عمر بن سعد إلى المختار وسلّم عليه، وقال له: أيها الأمير أبي يقرؤك السلام ويقول لك: أتفي لنا بالأمان أم لا؟

    فقال له: وأين أبوك؟!

    فقال: ها هو في داره.

    فقال له: أليس أبوك قد هرب البارحة وكان يريد الشام.

    فقال: معاذ الله إن أبي في داره لم يتغيّب أبداً.

    فقال: كذبت وكذب أبوك، اجلس هنا حتى يأتي أبوك.

    ثم إن المختار استدعى رجلاً من أنصاره وقال له: انطلق إلى عمر بن سعد وأتني برأسه.

    فمضى مسرعاً فما لبث هنيئة إذ جاء وبيده رأس عمر بن سعد، فألقاه في حجر ابنه.

    فقال حفص: إنا لله وإنا إليه راجعون.

    فقال له المختار: يا حفص أتعرف صاحب هذا الرأس؟!

    قال: نعم هذا رأس أبي، ولا خير والله في الحياة بعده.

    فقال المختار: وإني لا أبقيك بعده، ثم أمر بقتله في الحال، وذلك لأن حفص حضر كربلاء وكان يظهر الفرح بقتل أبيه، الحسين(عليه السلام)، ووضع الرأسان بين يدي المختار...

    حكيم بن طفيل الطائي

    بعث المختار إلى الحكيم بن الطفيل الطائي وهو الذي أصاب سلب العباس بن علي (عليه السلام) ورمى الحسين (عليه السلام) بسهم فتعلق بسرباله، فكان يقول: إن السهم تعلق بسرباله وما ضرّه.

    فقال له المختار: لنرمينّك بنبال تتعلق بثوبك، فانظر هل يضرك ما تعلق؟!

    فرموه بنبال حتى سقط ميتاً، فصار كأنه قنفذ لما فيه من كثرة النبل، كما فعلوا بجسم العباس (عليه السلام) مثل ذلك.

    حكيم بن طفيل السبيعي

    قال موسى بن عامر: أول من بدأ بهم المختار الذين وطئوا الحسين (عليه السلام) بخيولهم، فأخذهم وأتى بهم وأنامهم على ظهورهم وجعل سكك الحديد في أيديهم وأرجلهم، وأجرى الخيل عليهم حتى قطعتهم قطعاً، ثم اُحرقوا بالنار.

    حمل بن مالك


    وأتي المختار بحمل بن مالك المحاربي ومعه اثنان من الذين حاربوا الحسين (عليه السلام)، فقال لهم المختار: يا أعداء الله أين الحسين بن علي (عليه السلام)؟!

    قالوا: اُكرهنا على الخروج إليه.

    قال: أفلا مننتم عليه وسقيتموه من الماء؟!

    ثم أمر فقتلوا.

    خولي بن يزيد

    إن عبيد الله بن زياد (لعنه الله) بعد ما عرض عليه رأس الحسين(عليه السلام) دعا بخولي بن يزيد الأصبحي وقال له: خذ هذا الرأس حتى أسألك عنه.

    فقال: سمعاً وطاعة..

    فأخذ الرأس وانطلق به إلى منزله، وكان له امرأتان، إحداهما ثعلبية والأخرى مضرية، فدخل على المضرية فقالت: ما هذا؟

    فقال: هذا رأس الحسين بن علي (عليه السلام) وفيه ملك الدنيا.

    فقالت له: أبشر فإن خصمك غداً جده محمد المصطفى..

    ثم قالت: والله لا كنت لي ببعل ولا أنا لك بأهل، ثم أخذت عموداً من حديد وأوجعت به دماغه.

    فانصرف من عندها، وأتى به إلى الثعلبية، فقالت: ما هذا الرأس الذي معك؟!

    قال: رأس خارجي خرج على عبيد الله بن زياد، ثم تركه على التراب وجعل عليه إجانة.

    قالت: ومن هو؟

    قال: الحسين بن علي (عليه السلام).

    فصاحت وخرّت مغشية عليها.

    فلما أفاقت قالت: يا ويلك يا شر المجوس، لقد آذيت محمداً في عترته أما خفت من إله الأرض والسماء؟! حيث تطلب الجائزة على رأس ابن سيدة نساء العالمين؟!

    ثم خرجت من عنده باكية، وجاءت إلى الإجانة رفعت الرأس وقبلته ووضعه في حجرها وجعلت تقبله وتقول: لعن الله قاتلك، وخصمه جدك المصطفى.

    ثم قالت لزوجها: ويلك طلقني فوالله لا جمعني وإياك بيت.

    فقال: ادفعي لي الرأس وافعلي ما شئت.

    فقالت: لا والله لا أدفعه إليك..

    فقتلها وأخذ الرأس، فعجل الله بروحها إلى الجنة في جوار سيدة النساء (عليها السلام).

    وعند ما خرج المختار بعث معاذ بن هانئ وأبا عمرة إلى دار خولي بن يزيد الأصبحي الذي حمل رأس الحسين (عليه السلام) إلى ابن زياد، فأتوا داره، فاستخفى في المخرج فدخلوا عليه فوجدوه قد أكب على نفسه قوصرة.

    فأخذوه وخرجوا به يريدون المختار.

    فتلقاهم في ركب فردوه إلى داره وقتله عندها ثم اُحرق.

    وفي رواية: قالت زينب (عليها السلام) بنت أمير المؤمنين (عليه السلام): كنت في ذلك الوقت الذي قتل فيه أخي الحسين (عليه السلام) واقفة في الخيمة، إذ دخل رجل أزرق العينين هو الخولي فأخذ ما كان في الخيمة، ونظر إلى علي بن الحسين (عليه السلام) وهو على نطع من الأديم وكان (عليه السلام) مريضاً فجذب النطع من تحته ورماه إلى الأرض، فما مضت الأيام حتى ظهر المختار يطلب بثأر الحسين (عليه السلام) في الكوفة فوقع ذلك الرجل بيده وهو خولي، فلما وقف بين يديه قال له: ما صنعت يوم كربلاء؟

    قال: أتيت إلى علي بن الحسين (عليه السلام) فأخذت نطعاً من تحته، وأخذت قناع زينب (عليها السلام) بنت علي (عليه السلام) وقرطيها.

    فبكى المختار وقال: فما قالت لك؟

    قال: قالت: قطع الله يديك ورجليك وأحرقك الله بنار الدنيا قبل نار الآخرة.

    قال المختار: فوالله لأجيبن دعوة الطاهرة المظلومة (عليها السلام) .. ثم قدمه وقطع يديه ورجليه، ثم اُحرق بالنار.

    راشد بن اياس

    من جملة ما جرى في وقعة نهر الخازر أنه جاء ابراهيم بن الأشتر(رحمه الله)، فلقي راشد بن أياس ومعه أربعة آلاف فارس.

    فقال إبراهيم لأصحابه: لا يهولنكم كثرتهم، فلرب فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين.

    فاشتد قتالهم.

    وبصر خزيمة بن نصر العبسي براشد وحمل عليه، فطعنه فقتله.

    ثم نادى خزيمة: قتلت راشداً ورب الكعبة..

    فانهزم القوم وانكسروا واجفلوا اجفال النعام.

    ربيعة بن مخارق

    ومما جرى أيضاً في معركة نهر الخازر، انه أمر إبراهيم بن الأشتر (رحمه الله) برأس ربيعة ابن مخارق الغنوي ورؤوس أشباههم من رؤساء أهل الشام فقورت ونقضت وكتبت الرقاع بأسماء أصحابها وبعث بها إلى المختار.

    الرحيل بن خيثمة


    لما هجم القوم يوم عاشوراء على سيد الشهداء (صلوات الله تعالى عليه) وسلبوا ما كان عنده (عليه السلام)، أخذ القوس والحلل الرحيل بن خيثمة الجعفي وهاني بن شبيب الحضرمي وجرير بن مسعود الحضرمي...

    فقتلهم المختار ثم اُحرقوا بالنار.

    رشيد

    ومما جرى في معركة نهر الخازر: بصُر عبد الرحمن بن الحصين برشيد قاتل هانئ بن عروة وهو مع عبيد الله بن زياد.

    فقال الناس: هذا قاتل هانئ بن عروة.

    فقال ابن عبد الرحمن بن الحصين: قتلني الله إن لم أقتله أو أقتل دونه.. فحمل عليه بالرمح فطعنه فقتله.

    رقاد

    كان رقاد من جملة قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) فبعث المختار إليه وإلى ثلاثة كانوا معه، عبد الله بن كامل.

    فجاء بهم إليه، فقال لهم المختار: يا قتلة سيد شباب أهل الجنة ألا ترون الله قد أقاد منكم؟ فقد أصاركم الورس إلى يوم نحس، وكانوا قد نهبوا الورس الذي مع الحسين (عليه السلام) ثم أمر بهم أن يخرجوا إلى السوق وتضرب أعناقهم.

    زحر بن قيس

    وسبق زحر بن قيس برأس الإمام الحسين (عليه السلام) إلى دمشق حتى دخل على يزيد.. فلم يصله بشيء.

    زياد


    كان زياد من جملة قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) فبعث المختار إليه وإلى ثلاثة كانوا معه، عبد الله بن كامل.

    فجاء بهم إليه، فقال لهم المختار: يا قتلة سيد شباب أهل الجنة ألا ترون الله قد أقاد منكم؟ فقد أصاركم الورس إلى يوم نحس، وكانوا قد نهبوا الورس الذي مع الحسين (عليه السلام) ثم أمر بهم أن يخرجوا إلى السوق وتضرب أعناقهم.

    زيد بن رقاد

    زيد بن رقاد هو الذي رمى عبد الله بن مسلم بن عقيل، وكان يقول: لقد رميت فتى منهم بسهم وانه لواضع كفه على جبهته يتقي النبل فأثبت كفه في جبهته، فما استطاع أن يزيل كفه عن جبهته! وإنه قال: اللهم انهم استقلونا واستذلونا، اللهم فاقتلهم كما قتلونا واذلهم كما استذلونا.

    ثم إنه رمى الغلام بسهم آخر، فقتله.

    فكان يقول: جئته ميتاً، فلم أزل انضنض السهم من جبهته حتى نزعته وبقي النصل مثبتاً في جبهته ما قدرت على نزعه.

    فبعث المختار خلفه عبد الله بن كامل الشاكري، فلما أتى داره أحاط بها واقتحم الرجال عليه، فخرج مصلتاً سيفه.

    فقال ابن كامل: ارموه بالنبل وارجموه بالحجارة.

    ففعلوا به ذلك حتى سقط وبه رمق ثم قتله عبد الله.

    سنان بن أنس الأيادي

    وأقبل سنان بن أنس الأيادي حتى أدخل رأس الحسين بن علي(عليهما السلام) على عبيد الله بن زياد وهو يقول:

    املأ ركابي فضة وذهبا***أنا قتلت الملك المحجبا

    قتلت خير الناس أماً وأباً***وخيرهم إذ ينسبون نسباً

    فقال له عبيد الله بن زياد: ويحك فإن علمت أنه خير الناس أباً وأماً لم قتلته إذن؟!

    فأمر به، فضربت عنقه وعجل الله بروحه إلى النار.

    سنان بن أنس النخعي

    لما خرج المختار (رحمه الله) على قتلة سيد الشهداء (عليه السلام) أسر جماعة كان سنان بن أنس النخعي من جملتهم، فقال له: يا ويلك صدقني، ما فعلت يوم الطف؟!

    قال: ما فعلت شيئاً غير إني أخذت تكة الحسين من سرواله..

    فبكى المختار وقتله، ثم اُحرق بالنار.

    سنان بن أنس

    في يوم عاشوراء نزل سنان بن أنس (عليه اللعنة) إلى الإمام الحسين (عليه السلام) فضربه بالسيف في حلقه الشريف وهو يقول: والله إني لأحتز رأسك واعلم انك ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخير الناس أباً وأماً، ثم احتز رأسه الشريف.

    وقد هرب سنان إلى البصرة، فهدم المختار داره، وأرسل إليه من أخذه وجاء به، فأخذه المختار فقتله.

    وروي أنه قبل ذاك قد اعتقل لسانه وذهب عقله، فكان يحدث ويأكل عذرته.

    شبث بن ربعي

    لما خرج إبراهيم بن مالك الأشتر (رحمه الله) للانتقام من قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) وسلطه الله على شبث، قال لشبث: أصدقني ما فعلت يوم الطف؟

    قال: ضربت وجهه الشريف بالسيف.

    فقال إبراهيم له: يا ويلك ما خفت من الله ولا من جده رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟!

    ثم قطع إبراهيم رأسه، وأحرقوا جثته بالنار.

    شرحبيل

    أمر المختار بإحضار من كان في واقعة نهر الخازر من الأسارى الذين أصابهم ابراهيم الأشتر (رحمه الله) وكان فيهم جماعة ممن كان المختار في طلبهم، منهم: شرحبيل فإنه كان قد ضرب الحسين (عليه السلام) على عارضه يوم كربلاء من خلفه.

    فقال المختار له: الحمد لله الذي أمكنني منك.

    فأمر به فقتل، ثم أحرق بالنار.

    شمر بن ذي الجوشن الضبابي

    دخل شمر على يزيد يطلب منه الجائزة وهو يقول:

    املأ ركابي فضة أو ذهبا***قتلت خير الخلق أماً وأباً

    فنظر إليه يزيد شزراً وقال: املأ ركابك حطباً وناراً، ويلك إذا علمت أنه خير الخلق أماً وأباً فلم قتلته وجئتني برأسه؟!، اخرج من بين يدي لا جائزة لك عندي.

    فخرج شمر على وجهه هارباً قائلاً: خسرت الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين.

    وقد وجد شمر بن ذي الجوشن في ثقل الحسين (عليه السلام) ذهباً، فدفع بعضه إلى ابنته ودفعته إلى صايغ يصوغ لها منه حلياً، فلما أدخله النار صار هباءً فأخبرت شمراً بذلك.

    فدعا بالصائغ، فدفع إليه باقي الذهب وقال: أدخله النار بحضرتي.

    ففعل الصائغ، فعاد الذهب هباءً.

    ولما قام المختار طلب الشمر، فخرج من الكوفة وسار إلى الكتانية قرية من قرى خوزستان..

    ففجأه جمع من رجال المختار، فبرز لهم الشمر قبل أن يتمكن من لبس ثيابه فطاعنهم قليلاً وتمكن منه أبو عمرة فقتله.

    وألقيت جثته للكلاب فأكلوها.

    ثم أمر برأس الشمر فنصب في رحبة الحدائين إزاء المسجد الجامع، فمثل به الصبيان برمي الحجارة والقذارة عليه.

    طارق

    استدعى ابن زياد (عليه اللعنة) بحجام يقال له: طارق فأمر أن يقور الرأس الشريف ويخرج دماغه وما حول الدماغ من اللحم.

    فهم الحجام بقطع اللحم الذي حول الرأس فيبست يداه وورمت عليه وانتفخت ووقعت فيها الآكلة فقطعت يداه ومات فيها..

    وكان له ولد يعيّرون به بعد ذلك.

    عامر بن أبي ربيعة

    وكان عامر بن أبي ربيعة من جملة رؤساء جيش أهل الشام وقادتهم من قتلة الإمام الحسين (عليه السلام)..

    قال إبراهيم بن الأشتر: ظفرت به فجعلت السيف على حلقه فذبحته، وأنا أقول: يا لثارات الحسين (عليه السلام) .

    فأخذت رأسه وأخذت سيفه ورمحه وجئت بها إلى المختار..

    وتفرق جيش عامر وأخذهم جيش المختار وغنموا أموالهم واستأسروهم وقتلوهم، وما أطلق منهم أحد..

    وجمعوا رؤوس القتلى، وإذا هي من كثرتها لا تحصى ولا تعد، فحملوا بعضها على الرماح وبعضها على الجمال في العدول والجواليق والأموال والخيل، وحملوا الجميع إلى الكوفة وهم ينادون يا لثارات الحسين (عليه السلام)..

    عبد الرحمن بن عثمان

    مر أصحاب المختار بدار بني أبي زرعة بن مسعود، فرموهم من فوقها، فاقبلوا حتى دخلوا الدار.

    فقتلوا جماعة ممن اشتركوا في قتل الإمام الحسين (عليه السلام) وكان منهم عبد الرحمن بن عثمان بن أبي زرعة الثقفي.

    عبد الرحمن بن صلخب

    عن حميد بن مسلم قال: جاءنا سائب بن مالك في خيل المختار، فخرجت نحو عبد القيس وخرج عبد الله وعبد الرحمن ابنا صلخب في أثري، وشغلوا بالاحتباس عليهما عني فنجوت وأخذوهما. ثم مضوا بهما حتى مروا على منزل رجل يقال له: عبد الله بن وهب، فأخذوه فانتهوا بهم إلى المختار، فأمر بهم فقتلوهم في السوق.

    عبد الله بن أسيد


    ودل المختار على نفر ممن قتل الحسين (عليه السلام)، منهم عبد الله بن أسيد ومالك بن السير البدي وحمل بن مالك المحاربي، فبعث إليهم أبا نمر مالك بن عمرو النهدي، وكان من رؤساء أصحاب المختار فأتاهم وهم بالقادسية فأخذهم، فأقبل بهم حتى أدخلهم على المختار عشاءً.

    فقال لهم المختار: يا أعداء الله وأعداء كتابه وأعداء رسوله وآل رسوله أين الحسين بن علي؟

    أدّوا إلى الحسين!!..

    قتلتم من أمرتم بالصلاة عليه في الصلاة؟!

    فقالوا: رحمك الله بعثنا ونحن كارهون، فأمنن علينا واستبقنا.

    قال المختار: فهلا مننتم على الحسين ابن بنت نبيكم؟ واستبقيتموه وسقيتموه؟!

    ثم قال المختار للبدي: أنت صاحب برنسه؟!

    فقال له عبد الله بن كامل: نعم. هو هو.

    فقال المختار: اقطعوا أيدي هذا ورجليه، ودعوه فليضطرب حتى يموت.

    ففعل ذلك به وترك.. فلم ينزل ينزف الدم حتى مات.

    وأمر بالآخرين فقدّما، فقتل عبد الله بن كامل: عبد الله الجهني، وقتل سعد بن أبي سعد: حمل بن مالك المحاربي.

    عبد الله بن اياس

    ودارت بين عبد الله بن اياس وبين إبراهيم بن مالك الأشتر معركة بشاطئ نهر الخازر قرب الموصل، فكان عبد الله بن اياس السلمي من جملة من قُتل في تلك المعركة وبعث برأسه إلى الكوفة إلى المختار.

    1ـ وربما لم يكن المختار هو الذي يأمر بحرقهم، بل أمر بقتلهم والناس أحرقوا جثثهم لشدة غضبهم على قاتلي سيد الشهداء (عليه السلام) فلم يمنعهم المختار من ذلك، حيث كان لا يرى حرمة لأجساد هؤلاء اللعناء.
    avatar
    فاطمه
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 11
    تاريخ التسجيل : 11/02/2010

    مجرمون عبر التاريخ Empty رد: مجرمون عبر التاريخ

    مُساهمة  فاطمه الخميس فبراير 11, 2010 1:31 pm

    عبد الله بن الحصين

    لما ورد كتاب ابن زياد (عليه اللعنة) إلى عمر بن سعد (لعنه الله) أن حل بين الحسين وأصحابه وبين الماء فلا يذوقوا منه قطرة.. بعث عمر بن سعد في الوقت عمرو بن الحجاج في خمسمائة فارس فنزلوا على الشريعة وحالوا بين الحسين (عليه السلام) وأصحابه وبين الماء حتى لا يستقوا منه قطرة، وذلك قبل قتل الحسين (عليه السلام) بثلاثة أيام، ونادى عبد الله بن الحصين الأزدي بأعلى صوته: يا حسين ألا ترون إلى الماء كأنه كبد السماء والله لا تذوقون منه قطرة حتى تموتوا عطشاً.

    فقال الحسين (عليه السلام): اللهم اقتله عطشاً ولا تغفر له أبداً.

    قال حميد بن مسلم: فوالله لعدته بعد ذلك في مرضه فوالله الذي لا إله غيره لقد رأيته يشرب الماء حتى يبغر ثم يقيئه ويصيح: العطش العطش، ثم يعود فيشرب الماء حتى يبغر، ثم يقيئه ويتلظى عطشاً، فما زال ذلك دأبه حتى لفظ نفسه.

    عبد الله بن حوزة

    ان أصحاب الإمام الحسين(عليه السلام) قد حفروا بأمر من الإمام (عليه السلام) خندقاً حول الخيام وملؤوها ناراً، حتى يكون الحرب والقتال من جهة واحدة..

    فجاء عبد الله بن حوزة ونادى الحسين (عليه السلام) فقال: يا حسين أبشر فقد تعجلت النار في الدنيا قبل الآخرة؟!

    قال (عليه السلام): ويحك أنا؟

    قال: نعم.

    قال (عليه السلام): ولي رب رحيم وشفاعة نبي مطاع كريم، اللهم إن كان عندك كاذباً فجرّه إلى النار.

    قال الراوي: ما هو إلا أن ثنى عنان فرسه فوثب فرمى به. وبقيت رجله في الركاب ونفر الفرس فجعل يضرب برأسه كل حجر وشجر حتى مات، فسجد الحسين (عليه السلام).

    وفي حديث: فشد عليه مسلم ابن عوسجة فضرب رجله اليمنى فطارت وعدا به فرسه فضربت رأسه كل حجر وكل شجر حتى أدخله نار الخندق فاحترق وعجل الله به إلى النار.

    وفي رواية: لما هجم القوم على الإمام الحسين (عليه السلام) خرج من أهل الكوفة رجل على فرس له شقراء ذنوب، فأقبل على الحسين(عليه السلام) يشتمه..

    فقال (عليه السلام) له: من أنت؟

    قال: ابن حويزة.

    قال (عليه السلام): اللهم حزّه إلى النار.

    وكان بين يديه خندق نار، فذهب ليعبره فزالت إسته على السرج فمر به فوقع جسمه في النار وما أبقت منه إلا فخذه وساقه وقدميه وإحدى خصييه في الركاب، وبذلك قتل بعضه بالنار وبعضه بالتقطيع..

    ولما رآه جماعة من أهل الكوفة قال بعضهم لبعض: ارجعوا لا نشهد قتل هذا الرجل.

    عبد الله بن رباح

    سئل عبد الله الرباح القاضي الأعمى عن عمائه؟

    فقال: كنت حضرت كربلاء وما قاتلت، فنمت فرأيت شخصاً هائلاً قال لي: أجب رسول الله (صلى الله عليه وآله).

    فقلت: لا أطيق.

    فجرّني إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فوجدته حزيناً وفي يده حربة وبسط قدامه نطع، وملك قبله قائم في يده سيف من النار يضرب أعناق القوم، وتقع النار فيهم فتحرقهم، ثم يحيون ويقتلهم أيضاً وهكذا.

    فقلت: السلام عليك يا رسول الله، والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت سهماً.

    فقال النبي (صلى الله عليه وآله): الست كثرت السواد؟

    فسلمني وأخذ مني طست فيه دم، فكحلني من ذلك الدم، فاحترقت عيناي، فلما انتبهت كنت أعمى.

    عبد الله بن صلخب

    عن حميد بن مسلم قال: جاءنا سائب بن مالك في خيل المختار، فخرجت نحو عبد القيس وخرج عبد الله وعبد الرحمن ابنا صلخب في أثري، وشغلوا بالاحتباس عليهما عني فنجوت وأخذوهما. ثم مضوا بهما حتى مروا على منزل رجل يقال له: عبد الله بن وهب، فأخذوه فانتهوا بهم إلى المختار، فأمر بهم فقتلوهم في السوق.

    عبد الله بن عروة

    وطلب المختار رجلاً من خثعم يقال له: عبد الله بن عروة الخثعمي، كان يقول: رميت فيهم باثنى عشر سهماً ضيعةً، ففاته ولحق بمصعب، فهدم داره.

    عبد الله بن عقبة

    وطلب المختار عبد الله بن عقبة الغنوي، فوجده قد هرب ولحق بالجزيرة، فهدم داره.

    عبد المالك بن أبي زرعة


    مر أصحاب المختار بدار بني أبي زرعة بن مسعود، فرموهم من فوقها، فاقبلوا حتى دخلوا الدار.

    فقتلوا جماعة ممن اشتركوا في قتل الإمام الحسين (عليه السلام) ، وافلتهم عبد المالك بن أبي زرعة بضربة في رأسه بدون أن يقتل.

    عبد الله بن وهب



    عن حميد بن مسلم قال: جاءنا سائب بن مالك في خيل المختار، فخرجت نحو عبد القيس وخرج عبد الله وعبد الرحمن ابنا صلخب في أثري، وشغلوا بالاحتباس عليهما عني فنجوت وأخذوهما. ثم مضوا بهما حتى مروا على منزل رجل يقال له: عبد الله بن وهب، فأخذوه فانتهوا بهم إلى المختار، فأمر بهم فقتلوهم في السوق.

    عبيد الله بن زياد

    عن عبد الملك بن كردوس، عن حاجب عبيد الله بن زياد قال: دخلت القصر خلف عبيد الله بن زياد حين قتل الحسين (عليه السلام) فاضطرم في وجهه نار.

    فقال: هكذا بكمه على وجهه.

    فقال: هل رأيت؟

    قلت: نعم.

    فأمرني أن أكتم ذلك.

    قال راوٍ آخر: رأيت ناراً قد خرجت من القصر، فولى عبيد الله بن زياد هارباً من مجلسه إلى بعض البيوت، وارتفعت النار وتكلم الرأس بصوت فصيح ولسان طلق حتى سمعه عبيد الله بن زياد وجميع من في القصر، وهو يقول: إلى أين تهرب إن عجزت عنك النار في الدنيا فما تعجز عنك في الآخرة هي مثواك يوم القيامة.

    قال: فوقع كل من كان حاضراً على ركبهم من تلك النار وكلام الرأس. فلطموا على رؤوسهم لأجل ذلك.

    فلما ارتفعت وسكت الرأس رجع عبيد الله بن زياد وجلس في مجلسه.

    قال الراوي: في حرب ابراهيم ابن مالك الأشتر للانتقام من قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) أقبل رجل في كبكبة كأنه بغل أقمر يفري الناس، لا يدنو منه أحد إلا صرعه.

    فدنا مني، فضربت يده فأنبتها وسقط على شاطئ النهر، فشرقت يداه وغربت رجلاه فقتلته، وكان قد تعطر، وأظنه ابن زياد، فطلبوه فجاء رجل فنزع خفيه وتأمله فإذا هو ابن زياد على ما وصفه ابراهيم ابن الأشتر، فاحتز رأسه واستوقدوا عامة الليل بجسده.

    قال أبو عمر البزاز: كنت مع إبراهيم بن الأشتر لما لقي عبيد الله بن زياد بالجازر، فعددنا القتلى بالقصب لكثرتهم قيل: كانوا سبعين ألفاً، قال: وصلب ابن زياد قبل إحراقه منكساً، ثم أمر إبراهيم برأس عبيد الله بن زياد ورأس الحصين بن نمير ورأس شرحبيل بن ذي الكلاع ورأس ربيعة بن مخارق الغنوي ورؤوس أشباههم من رؤساء أهل الشام، فقورت ونقضت وكتبت الرقاع بأسماء أصحابها وبعث بها إلى المختار.

    فلبس المختار نعله ووطأ به وجه ابن زياد، ثم رمى النعل إلى مولى له فقال: خذ هذا النعل واغسلها.

    ولما صار رأس ابن زياد بين يدي المختار نظر إليه وبصق في وجهه.

    قال عامر الكناني: وضعت الرؤوس عند السدة بالكوفة عليها ثوب أبيض فكشفنا عنها الثوب واذا حية تتغلغل في رأس عبيد الله ابن زياد.

    ونصبت الرؤوس في الرحبة فكان الناس يرمونها بالحجارة ويبصقون عليها.

    روى الترمذي: ان رأس ابن زياد لما قتل وضع موضع رأس الحسين (عليه السلام) وإذا حية عظيمة قد جاءت، فتفرق الناس عنها فتخللت الرؤوس حتى جاءت إلى رأس ابن زياد، فجعلت تدخل في فمه وتخرج من منخريه وتدخل من منخريه وتخرج من فمه فعلت ذلك مرتين أو ثلاث.

    وبعث المختار برأس عبيد الله بن زياد إلى علي بن الحسين (عليه السلام) فادخل عليه وهو (عليه السلام) يتغذى، فسجد (عليه السلام) شكراً لله تعالى وقال: الحمد لله الذي أدرك لي ثاري من عدوي، وجزى الله المختار خيراً، فقد أدخلت على عبيد الله بن زياد وهو يتغذى ورأس أبي(عليه السلام) بين يديه، فقلت: اللهم لا تمتني حتى تريني رأس ابن زياد.

    قال الراوي: فسقطت منه حية من تحت لسانه فأخذت بأنفه فحركتها الريح أيضاً فخرجت حية أخذت بأنفه، هكذا مراراً عديدة، والناس ينظرون إليه ويلعنونه ويتعجبون من ذلك.

    ثم بعث الرأس إلى ابن الزبير فأمر ابن الزبير أن يلقوه في بعض شعاب مكة.

    وفي رواية: أن المختار بعث برأس عبيد الله بن زياد ورأس عمر بن سعد مع رسول من قبله إلى زين العابدين (عليه السلام).. فلما رأى زين العابدين (عليه السلام) الرأسين.. خرّ ساجداً وقال: الحمد لله الذي أجاب دعوتي وبلغني ثاري من قتلة أبي (عليه السلام). ودعا (عليه السلام) للمختار وجزاه خيراً.

    قال الإمام الصادق (عليه السلام): ما اختضبت منا امرأة ولا أدهنت

    ولا اكتحلت ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد.

    عثمان بن خالد

    بعث المختار عبد الله بن كامل إلى عثمان بن خالد والى أبي أسماء بسر بن أبي سمط، وكانا ممن شهدا قتل الحسين (عليه السلام) واشتركا في سلبه.

    فأحاط عبد الله ابن كامل عند العصر بمسجد بني دهمان، ثم قال: عليّ مثل خطايا بني دهمان منذ خلقوا إلى يوم يبعثون إن لم أوت بعثمان بن خالد وبسر، وإن لم أضرب اعناقهما.

    فقالوا له: أمهلنا حتى نطلبهما.

    فخرجوا مع الخيل في طلبه، فوجدوهما جالسين في الجبانة يريدان أن يخرجا إلى الجزيرة.

    فأتي بهما عبد الله بن كامل، فضرب أعناقهما، ثم أحرقا بالنار.

    وكانا ممن شهدا قتل الحسين (عليه السلام) واشتركا في دم عبد الرحمن ابن عقيل بن أبي طالب وفي سلبه.

    عمرو بن الحجاج

    وخرج عمرو بن الحجاج الزبيدي هارباً إلى البادية لأنه كان ممن شهد قتل الحسين (عليه السلام) ، وقدر رآه أصحاب المختار في الطريق انه قد مات من العطش، فجاءوا برأسه إلى المختار.

    عمر بن حريث


    ان المختار (رحمه الله) جمع أصحابه في منزل إبراهيم بن مالك الأشتر، فدبّروا في قتل عمرو بن حريق خليفة عبيد الله بن زياد وكان عمرو في أربعة آلاف وكان مع المختار مائتا فارس ومع إبراهيم ثلاثمائة فارس.

    فقال المختار لإبراهيم: اركب أنت يا إبراهيم إن انتصف النهار وادخل على ابن حريث وقل له: إن أهل البصرة قد هزموا عبيد الله بن زياد وإني خارج إلى نصرته، فماذا تأمر؟!

    ثم إنك إن تمكنت منه فاقتله، ثم اضرب بطبله فكل من خرج من أعوانه وأصحابه، فضع السيف فيهم..

    فلما انتصف النهار، ركب إبراهيم بن الاشتر في قومه حتى أتى قصر عمرو بن حريث، ثم دخل وعليه سلاحه فاستقبله الحاجب، فقال: ما شأنك في هذا الوقت؟ وفي هذا الزي؟

    قال إبراهيم: إن أهل البصرة هزموا الأمير عبيد الله وأنا خارج لنصرته.

    فأخبره الحاجب وكان نائماً في بيت الخيش.

    فخرج عمرو بن حريث مغموماً متغيّر اللون، وعليه غلالة كتان منسوج بالذهب، وفي رجليه نعلان، فلما صار في صحن الدار اعتنقه إبراهيم وأخبره الخبر وجلسا يتحدثان، فنظر إبراهيم إلى رمح في وسط الدار مغشى بالديباج فسأله عنه؟

    فقال عمرو بن حريث: هذا الرمح الذي حمل رأس الحسين من الطف إلى الشام، يفتخر به ابن زياد ومن يوالي آل سفيان.

    فاستأذن إبراهيم، عمرو بن حريث أن يراه.

    فقال عمرو بن حريث: يا غلام ائت به إلى إبراهيم.

    فأخذه إبراهيم وهزه، ثم طعن به عمرو بن حريث، فأخرج السنان من وراء ظهره، واستلّ سيفه وقتله.

    وقتل الحاجب والغلمان، وارتفعت الصيحة في الدار، فلم يخرج إلى إبراهيم أحد إلا قتله.

    ثم ضرب الطبل، فركب عسكر ابن حريث إلى القصر، فمن لقيه إبراهيم قتله، وأتى برؤوسهم إلى المختار، فسجد لله شكراً.

    عمر بن سعد

    جاء برير بن خضير الهمداني الزاهد العابد إلى الإمام الحسين(عليه السلام) وقال: يا بن رسول الله أتأذن لي أن أدخل إلى خيمة هذا الفاسق عمر بن سعد فأعظه، فلعله يرجع عن غيه.. وكان بينهما معرفة قبل ذلك.

    فقال الحسين (عليه السلام): افعل ما أحببت.

    فأقبل برير حتى دخل على عمر بن سعد، فجلس معه ولم يسلم عليه.

    فغضب ابن سعد وقال له: يا أخا همدان ما الذي منعك من السلام عليّ؟! ألست مسلماً أعرف الله ورسوله؟!

    فقال له برير: لو كنت مسلماً تعرف الله ورسوله ما خرجت إلى عترة نبيك محمد (صلى الله عليه وآله) تريد قتلهم وسبيهم، وبعد فهذا ماء الفرات يلوح بصفائه يتلألأ تشربه الكلاب والخنازير وهذا الحسين ابن فاطمة الزهراء (عليها السلام) ونساءه وعياله وأطفاله يموتون عطشاً؟! قد حلت بينهم وبين ماء الفرات أن يشربوا منه؟! وتزعم انك تعرف الله ورسوله؟!

    قال: فاطرق ابن سعد رأسه إلى الأرض ساعة، ثم قال: والله يا برير إني لأعلم علماً يقيناً أن كل من قاتلهم وغصب حقهم مخلد في النار لا محالة، ولكن يا برير أتشير عليّ أن أترك ولاية الريّ فتصير لغيري؟! والله ما أجد نفسي تجيبني إلى ذلك أبداً.

    قال الراوي: فرجع برير إلى الحسين (عليه السلام) وقال له: إن عمر ابن سعد قد رضي بقتلك بولاية الري.

    فقال الحسين (عليه السلام): لا يأكل من برها إلا قليلاً، ويذبح على فراشه.

    وعن عبد الله قال: لما عبأ عمر بن سعد أصحابه لمحاربة الحسين بن علي (عليه السلام) ورتّبهم مراتبهم.. قال الحسين (عليه السلام): أين عمر بن سعد؟! ادعو لي عمر.

    فدعي له..

    فقال (عليه السلام): يا عمر أنت تقتلني؟!

    تزعم أن يوليك الدعي بن الدعي بلاد الري وجرجان؟!

    والله لا تتهنأ بذلك أبداً عهداً معهوداً، فاصنع ما أنت صانع، فإنك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة، ولكأني برأسك على قصبة قد نصب بالكوفة، يتراماه الصبيان ويتخذونه غرضاً بينهم.

    وبعد أن قتل الحسين (عليه السلام) جاء عمر بن سعد ودخل على عبيد الله بن زياد.. يريد منه أن يمكّنه من ملك الريّ.

    فقال له ابن زياد: آتني بكتابي الذي كتبته لك في معنى قتل الحسين وملك الري؟!

    فقال له عمر بن سعد: والله انه قد ضاع مني ولا أعلم أين هو؟!

    فقال له ابن زياد: لابد أن تجيئني به في هذا اليوم وان لم تأتني به فليس لك عندي جائزة أبداً.

    فقال عمر بن سعد: فوالله يا بن زياد ما رجع أحد من قتلة الحسين بشر مما رجعت به أنا.

    فقال له: كيف ذلك؟

    فقال: لأني عصيت الله وأطعتك، وخذلت الحسين بن رسول الله ونصرت أعداء الله، وبعد ذلك إني قطعت رحمي ووصلت خصمي وخالفت ربي فما عظم ذنبي ويا طول كربي في الدنيا والآخرة.

    ثم نهض من المجلس مغضباً مغموماً، وهو يقول: وذلك هو الخسران المبين.

    عمرو بن صبيح

    وطلب المختار (رحمه الله) رجلاً يقال له: عمرو بن صبيح.. وكان يقول: لقد طعنت بعض أصحاب الحسين (عليه السلام) وجرحت فيهم، وما قتلت منهم أحداً.

    فأتي ليلاً وهو على سطحه لا يشعر، وذلك بعد ما هدأت العيون، وكان سيفه تحت رأسه، فأخذوه أخذاً وأخذوا سيفه.

    فقال: قبحك الله سيفاً.

    فجيء به إلى المختار، فحبسه في القصر فلما أن أصبح.. جيء به مقيداً..

    فقال المختار: عليّ بالرماح، فأتي بها.

    فقال: اطعنوه حتى يموت، فطعن بالرماح حتى مات.

    قراد

    كان قراد من جملة قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) فبعث المختار إليه وإلى ثلاثة كانوا معه، عبد الله بن كامل.

    فجاء بهم إليه، فقال لهم المختار: يا قتلة سيد شباب أهل الجنة ألا ترون الله قد أقاد منكم؟ فقد أصاركم الورس إلى يوم نحس، وكانوا قد نهبوا الورس الذي مع الحسين (عليه السلام) ثم أمر بهم أن يخرجوا إلى السوق وتضرب أعناقهم.

    قيس بن الأشعث

    لما هجم القوم على سيد الشهداء (صلوات الله تعالى عليه) وسلبوا ما كان عليه (عليه السلام).. أخذ قطيفته قيس بن الأشعث الكندي..

    فأخذه المختار وقتله، ثم اُحرق بالنار.

    مالك بن الهيثم البدائي

    وقبضوا على مالك بن الهيثم البدائي من كندة، وجاؤوا به إلى المختار ومعه اثنان ممن كانا في جيش ابن زياد..

    فقال لهم المختار: يا أعداء الله أين الحسين بن علي (عليه السلام)؟!

    قالوا: اُكرهنا على الخروج إليه.

    قال: أفلا مننتم عليه وسقيتموه من الماء؟!

    وقال للبدائي: أنت صاحب برنسه لعنك الله؟

    قال: لا.

    قال المختار: بلى.

    ثم قال: اقطعوا يديه ورجليه ودعوه يضطرب حتى يموت، فقطعوه.

    ثم أمر بالآخرين فضربت أعناقهما.

    مالك بن نسر الكندي

    لما ضعف الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء عن القتال، جاءه رجل من كندة يقال له: مالك بن نسر، فضربه بالسيف على رأسه الشريف، وكان عليه (عليه السلام) برنس، فقطع البرنس وامتلأ دماً.

    فقال له الحسين (عليه السلام): لا أكلت بيمينك ولا شربت بها، وحشرك الله مع الظالمين.

    ثم ألقى (عليه السلام) البرنس ولبس قلنسوة واعتم عليها، وقد أعيى(عليه السلام) وتلبد.

    وجاء الكندي فأخذ البرنس وكان من خز، فلما قدم به بعد ذلك على امرأته أم عبد الله لتغسله من الدم. قالت له امرأته: أتسلب ابن بنت رسول الله برنسه وتدخل بيتي؟ أخرج عني حشا الله قبرك ناراً.

    ثم إنه يبست يداه وكانتا في الشتاء تنضحان دماً وفي الصيف تصيران يابستين كأنهما عودان..

    وفي رواية: فأقبل الكندي بالبرنس إلى منزله، فقال لزوجته: هذا برنس الحسين (عليه السلام) فاغسليه من الدم.

    فبكت وقالت: ويلك قتلت الحسين (عليه السلام) وسلبت برنسه؟! والله لا صحبتك أبداً..

    فوثب إليها ليلطمها، فانحرفت عن اللطمة فأصابت يده الباب التي في الدار، فدخل المسمار في يده، ثم صارت على الوصف الذي ذكرناه.
    avatar
    فاطمه
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 11
    تاريخ التسجيل : 11/02/2010

    مجرمون عبر التاريخ Empty رد: مجرمون عبر التاريخ

    مُساهمة  فاطمه الخميس فبراير 11, 2010 1:32 pm

    مالك بن نسر

    لما أقبل القوم يوم عاشوراء على سلب الإمام (عليه السلام) أخذ مالك بن نسر الكندي درعه فصار معتوهاً.

    ثم إن المختار أمر بإحضار مالك فاحضر فقتله في السوق.

    محمد بن الأشعث


    اقبل رجل من عسكر عمر بن سعد يقال له: محمد بن الأشعث فقال: يا حسين بن فاطمة أية حرمة لك من رسول الله ليس لغيرك؟!

    فتلا الحسين (عليه السلام) هذه الآية: (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض)(1) .

    ثم قال (عليه السلام): والله ان محمداً لمن آل إبراهيم وان العترة الهادية لمن آل محمد (صلى الله عليه وآله).

    ثم قال (عليه السلام): من الرجل؟!

    فقيل: محمد بن الأشعث فرفع الحسين (عليه السلام) رأسه إلى السماء، فقال (عليه السلام): اللهم أر محمد بن الأشعث ذلاً في هذا اليوم لا تعزّه بعد هذا اليوم أبداً. فعرض له عارض، فخرج من العسكر يتبرز، فسلط الله عليه عقرباً فلدغته فمات بادي العورة.

    وفي رواية اخرى: التفت رجل من أصحاب المختار يقال له عبد الله بن عمرو النهدي، فقال: ويحكم أروني الموضع الذي فيه محمد بن الأشعث، فإنّه والله ممن قاتل الحسين (عليه السلام) وشرك في دمه وقال له: أي قرابة بينك وبين رسول الله؟

    فقالوا له: هو في الكتيبة الحمراء على فرس له أدهم.

    فقال: بلى والله قد رأيته فذروني وإياه، ثم رفع عبد الله رأسه إلى السماء وقال: اللهم إني على ما كنت عليه بصفين، اللهم وإني ابرأ ممن قتل آل بيت نبيك محمد (صلى الله عليه وآله) أو قاتلهم أو شرك في دمائهم.

    وحمل عبد الله حتى خالط أصحاب مصعب، فجعل يضرب ويقتل فيهم، وهو مع ذلك يلاحظ الموضع الذي فيه محمد بن الأشعث حتى إذا أمكنته الفرصة حمل عليه فضربه ضربة على رأسه فجدله قتيلاً.

    مرة بن منقذ

    بعث المختار (رحمه الله) إلى قاتل علي الأكبر ابن الحسين (عليه السلام) وهو: مرة بن منقذ العبدي، وكان شيخاً.

    فأحاطوا بداره فخرج وبيده رمح وهو على فرس جواد، فطعن عبيد الله بن ناجية الشبامي فصرعه، ولم تضرّه الطعنة، وضربه ابن كامل بالسيف فأتقاها بيده اليسرى، أشرع فيها السيف وتمطرت به الفرس، فأفلت وشلّت يده بعد ذلك.

    ثم تعاورته أصحاب ابن كامل فقتلوه.

    هانئ بن شبيب الحضرمي

    لما هجم القوم يوم عاشوراء على سيد الشهداء (عليه السلام) وسلبوا ما كان عليه (عليه السلام) ، أخذ القوس والحلل، هانئ بن شبيب الحضرمي وجرير بن مسعود الحضرمي والرحيل بن خيثمة الجعفي ، فقتلهم المختار ثم اُحرقوا بالنار.

    هبياط بن عثمان


    مر أصحاب المختار بدار بني أبي زرعة بن مسعود، فرموهم من فوقها، فاقبلوا حتى دخلوا الدار.

    فقتلوا جماعة ممن اشتركوا في قتل الإمام الحسين (عليه السلام) وكان منهم الهبياط بن عثمان بن أبي زرعة الثقفي.

    الهجيمي الهذيلي

    عبد الملك بن عمرو قال: حدثنا قروة، قال: سمعت أبا رجاء يقول: لا تسبوا علياً (عليه السلام) ولا أهل هذا البيت. إن رجلاً من بني الهجيم قدم من الكوفة، فقال: ألم تروا إلى هذا (وأشار إلى الرأس الشريف) إن الله قتله ـ يعني: الحسين بن علي (عليه السلام) ـ .

    قال الراوي: فرماه الله بكوكبين في عينه، وطمس الله بصره.

    أقول: الظاهر أن المراد شظايا صاعقة أو نحوها.

    يزيد بن معاوية

    قال عبد الرحمن: فوالله لقد عوجل الملعون يزيد ولم يتمتع بعد قتله الإمام الحسين (عليه السلام) بما طلب، وقد أخذ على أسف، وما بقي أحد ممن تابعه على قتل الحسين (عليه السلام) أو كان في محاربته إلا أصابه جنون أو جذام أو برص.

    قال أبو مخنف: وأما ما كان من أمر يزيد بن معاوية، فإنه ركب في بعض الأيام في خاصته في عشرة آلاف فارس يريد الصيد والقنص، فسار حتى بعد من دمشق مسير يومين، فلاحت له ظبية، فانطلق بجواده في طلبها، وجعل يطردها من واد إلى واد حتى انتهت به إلى واد مهول مخوف، فأسرع في طلبها، فلما توسط الوادي لم ير لها خبراً ولم يعرف لها أثراً.. وكضّه العطش فلم يجد هنا شيئاً من الماء..

    وإذا هو برجل ومعه صحن ماء، فقال: يا هذا أسقني قليلاً من الماء.

    فلما سقاه، قال: لو عرفت من أنا لازددت في كرامتي.

    فقال له: ومن تكون؟

    قال: أنا خليفة المسلمين يزيد بن معاوية.

    فقال الرجل: أنت والله قاتل الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)، يا عدو الله..

    ثم نهض ليلزمه، فنفر الفرس من تحته فرمى به على مستتر فعلقت رجله بالركاب، فجعل الفرس كلما رآه خلفه نفر، فلم يزل كذلك إلى أن مزقه وعجل الله بروحه إلى النار، وقد صار وجهه أسود كمثل القار ولم يعلم له قبر.

    يزيد وابن زياد

    عن عبد الله بن بدر الخطمي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (من أحب أن يبارك في أجله وأن يمتع بما خوله الله تعالى، فليخلفني في أهلي خلافة حسنة، ومن لم يخلفني فيهم بتك عمره وورد عليّ يوم القيامة مسوداً وجهه).

    قال: فكان كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فإن يزيد ابن معاوية لم يخلفه في أهله خلافة حسنة، فبتك عمره، وما بقي بعد الحسين (عليه السلام) إلا قليلاً.

    وكذلك عبيد الله بن زياد.

    كتاب ابن عباس إلى يزيد

    كتب ابن عباس بعد قتل سيد الشهداء (عليه السلام) كتاباً إلى يزيد (عليه اللعنة) جاء فيه:..

    والله ما أنا بآيس من بعد قتلك ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يأخذك الله أخذاً أليماً، ويخرجك من الدنيا مذموماً مدحوراً، فعش لا أباً لك ما استطعت، فقد والله ازددت عند الله أضعافاً واقترفت مأثماً عظيماً..

    هند زوجة يزيد توبخه

    لما أتي برأس سيد الشهداء (صلوات الله تعالى عليه) إلى يزيد (عليه اللعنة)، رأت هند زوجة يزيد الرأس الشريف بين يدي يزيد، قالت: ما هذا؟

    فقال يزيد: رأس الحسين بن فاطمة.

    فبكت هند وقالت: عزيز على فاطمة أن ترى رأس ابنها بين يديك، يا يزيد ويحك فعلت فعلة استوجبت بها النار يوم القيامة، والله ما أنا لك بزوجة ولا أنت لي ببعل، ويلك يا يزيد بأي وجه تلقى الله وجده رسول الله...؟

    فخرجت عنه وتركته..


    الذين وطؤوا صدر الحسين (عليه السلام)

    ولما نادى عمر بن سعد (لعنه الله) في أصحابه يوم عاشوراء: من ينتدب للحسين (عليه السلام) فيوطئ الخيل ظهره وصدره؟

    انتدب منهم عشرة.

    وهؤلاء أخذهم المختار، فشد أيديهم وأرجلهم بسكك الحديد، وأوطأ الخيل ظهورهم حتى هلكوا، ثم اُحرقوا بالنار.

    قال أبو عمر والزاهد: سبرنا أحوال هؤلاء العشرة، فوجدناهم أولاد الزنا.

    الجمّال

    عن سعيد بن المسيّب قال: دخلت على علي بن الحسين (عليه السلام) فقلت له: يا مولاي قد قرب الحج فماذا تأمرني؟

    فقال (عليه السلام): امض على نيتك وحج.

    فحججت، فبينما أطوف بالكعبة وإذا أنا برجل مقطوع اليدين، وجهه كقطع الليل المظلم، وهو متعلق بأستار الكعبة، ويقول: اللهم رب هذا البيت الحرام، اغفر لي، وما أحسبك تفعل ولو تشفّع فيّ سكّان سماواتك وأرضك وجميع ما خلقت لعظم جرمي.

    قال سعيد بن المسيب: فشغلت وشغل الناس عن الطواف حتى حف به الناس واجتمعنا عليه.

    فقلنا: يا ويلك! لو كنت إبليس ما كان ينبغي لك أن تيأس من رحمة الله، فمن أنت؟ وما ذنبك؟

    فبكى وقال: يا قوم أنا أعرف بنفسي وذنبي وما جنيت.

    فقلنا له: تذكره لنا؟

    فقال: أنا كنت جمالاً لأبي عبد الله الحسين (عليه السلام) لما خرج من المدينة إلى العراق، وكنت أراه إذا أراد الوضوء للصلاة يضع سراويله عندي. فأرى تكّة تغشي الأبصار بحسن إشراقها، وكنت أتمناها تكون لي، إلى أن صرنا بكربلاء، وقتل الحسين (عليه السلام) وهي معه، فاختفيت في مكان من الأرض فلما جنّ الليل، خرجت من مكاني، فرأيت في تلك المعركة نوراً لا ظلمة، ونهاراً لا ليلاً، والقتلى مطروحين على وجه الأرض..

    فدنوت منه، وضربت بيدي إلى التكة لآخذها.

    فإذا هو (عليه السلام) قد عقدها عقداً كثيرة.

    فلم أزل أحلها حتى حللت عقده منها..

    فمد (عليه السلام) يده اليمنى وقبض على التكّة..

    فقطعت يده.

    ثم نحيتها عن التكة ومددت يدي إلى التكة لأحلها..

    فمد (عليه السلام) يده اليسرى فقبض عليها.

    فلم أقدر على أخذها، فأخذت قطعة السيف، فلم أزل أحزها حتى فصلتها عن التكة..

    فسمعت قائلاً يقول: سود الله وجهك يا جمال في الدنيا والآخرة، وقطع الله يديك ورجليك، وجعلك في حزب من سفك دماءنا وتجرّأ على الله.

    فما استتم دعاؤه (عليه السلام) حتى شلت يداي، وحسست بوجهي كأنه ألبس قطعاً من الليل مظلماً، وبقيت على هذه الحالة..

    وقد أخذه المختار لما ظهر، وقطع ما بقي من يديه ورجليه وقتله، ثم اُحرق بالنار.

    نجار في جيش ابن زياد

    كان نجار في جيش ابن زياد الذين اجتمعوا لقتل الإمام الحسين(عليه السلام) ، يقول: انه ذات ليلة رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الرؤيا، والملائكة عنده (صلى الله عليه وآله) .. فجاؤوا به إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فسأله(صلى الله عليه وآله) مغضباً عما فعل؟

    فقال: ما صنعت شيئاً.

    فقال(صلى الله عليه وآله) : أما كنت نجاراً؟

    قال: صدقت يا سيدي لكني ما عملت شيئاً إلا عمود الخيمة لحصين بن نمير، لأنه انكسر من ريح عاصف.

    فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: كثرت السواد على ولدي؟

    ثم قال: خذوه إلى النار.

    قال: فأيقنت بالهلاك، فأخذوني فقدموني، فلما سحبوني إلى النار انتبهت، وحكيت لكل من لقيته رؤياي.

    قال الراوي: وقد يبس لسانه ومات نصفه، وتبرأ منه كل من كان يحبه إلى أن مات فقيراً.

    حاجب عبيد الله بن زياد

    عن ابن عباس: إن أم كلثوم (عليها السلام) قالت لحاجب ابن زياد: ويلك هذه الألف درهم خذها إليك واجعل رأس الحسين (عليه السلام) أمامنا، واجعلنا على الجمال وراء الناس ليشغل الناس بنظرهم إلى الرؤوس عنّا.

    فأخذ الألف وقدم الرأس، فلما كان الغد أخرج الدراهم وقد جعلها الله حجارة سوداء، مكتوب على وجه منها: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)(2)، وعلى الوجه الآخر (وقودها الناس والحجارة)(3)، فأخذوها ورموا بها في ماء كان هناك، وأوصى بعضهم بعضاً أن لا يطّلع الناس على ذلك.

    رجل من بني دارم

    روي عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة قال: رأيت رجلاً من بني أبان ابن دارم، أسود الوجه، وكنت أعرفه جميلاً شديد البياض، فقلت له: ما غير صورتك؟

    قال: قتلت رجلاً من أصحاب الحسين (عليه السلام)، وما نمت ليلة ـ منذ قتلته ـ إلا أتاني في منامي آت، فينطلق بي إلى جهنم، فيقذف بي فيها، حتى أصبح.

    وفي رواية: قال: إني قتلت شاباً أمرد مع الحسين (عليه السلام) بين عينيه أثر السجود، فما نمت ليلة منذ قتلته إلا أتاني فيأخذ بتلابيبي حتى يأتي بي إلى جهنم.

    قال: فسمعت بذلك جارة له، فقالت: ما يدعنا ننام الليل من كثرة صياحه.

    رجل من طي

    عن أبي السدي عن أبيه قال: كنا غلمة نبيع البر في رستاق كربلاء بعد مقتل الحسين (عليه السلام) فنزلنا برجل من طي، فتذاكرنا قتلة الحسين (عليه السلام) ونحن على الطعام، وانه ما بقي من قتلته إلا من أماته الله ميتة سوء أو قتله قتلة سوء..

    والشيخ قائم على رؤوسنا، فقال: هذا كذبكم يا أهل العراق والله إنني لمن شهد قتل الحسين وما بها أكثر مالاً مني ولا أثرى.

    فرفعنا أيدينا من الطعام والسراج تتقد بالنفط، فذهبت الفتيلة تنطفئ، فجاء يحركها بإصبعه، فأخذت إصبعه، فأهوى بها إلى فيه، فأخذت النار لحيته، فبادر إلى الماء ليلقي نفسه فيه، فلقد رأيته يلتهب حتى صار فحمة.

    رجل من بني كلب

    وفي يوم عاشوراء لما صاح الحسين بن علي (عليه السلام): اسقونا ماءاً، رمى رجل بسهم، فشق شدقه.

    فقال (عليه السلام): لا أرواك الله.

    فعطش الرجل إلى أن رمى نفسه في الفرات، فشرب حتى مات غرقاً وعطشاً.

    رجل من لخم

    ان يزيد (عليه اللعنة) أمر بإحضار السبايا، فأحضروا بين يديه فلما حضروا عنده جعل ينظر إليهن. ويسأل: من هذه؟ ومن هذا؟ ..

    فوثب رجل من لخم وقال: يا أمير هب لي هذه الجارية من الغنيمة فتكون خادمة عندي.

    يعني: سكينة بنت الحسين (عليه السلام).

    قال الراوي: فانضمت (عليها السلام) إلى عمتها أم كلثوم (عليها السلام) وقالت: يا عمتاه أترين نسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكونون مماليك للأدعياء؟!

    فقالت أم كلثوم (عليها السلام) لذلك الرجل: أسكت يا لكع الرجال، قطع الله لسانك وأعمى عينيك وأيبس يديك وجعل النار مثواك، إن أولاد الأنبياء لا يكونون خدمة لأولاد الأدعياء.

    قال الراوي: فوالله ما استتم كلامها (عليها السلام) حتى أجاب الله دعاءها في ذلك الرجل..

    فقالت (عليها السلام): الحمد لله الذي عجّل لك العقوبة في الدنيا قبل الآخرة.

    شيخ من بني أسد

    عن أبي حصين عن شيخ من قومه من بني أسد، قال الشيخ: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المنام وبين يدي طست فيه دم والناس يعرضون عليه فيلطخهم، حتى انتهيت إليه..

    فقلت: بأبي والله وأمي، ما رميت بسهم ولا طعنت برمح ولا كثرت.

    فقال (صلى الله عليه وآله) لي: كذبت، قد هويت قتل الحسين (عليه السلام).

    قال (صلى الله عليه وآله): فأومأ إلي بإصبعه، فأصبحت أعمى.

    القتلة الهاربون

    جاء عبد الله بن دباس إلى المختار (رحمه الله) فأخبره أن في القادسية فرساناً من قتلة الحسين (عليه السلام) هربوا من الكوفة..

    فبعث إليهم المختار مالك بن عمرو النهدي وكان من رؤساء أصحابه..

    فأتاهم وقبض عليهم، وجاء بهم عشاءً إلى المختار.

    وكانوا : عبد الله بن النزال الجهني، ومالك ابن بشير البدي، وحمل بن مالك المحاربي، وكانوا فرسان عبيد الله بن زياد، فقال لهم المختار: يا أعداء الله وأعداء رسول الله وأعداء آل بيته، أين الحسين بن علي (عليه السلام)؟! أدّوا لي الحسين (عليه السلام)، قتلتم من أمركم الله بالصلاة عليه في صلواتكم؟!

    قالوا: رحمك الله بعثنا عبيد الله بن زياد ونحن كارهون قتاله فامنن علينا واستبقنا.

    فقال لهم المختار: فهلا مننتم على الحسين (عليه السلام) واسقيتموه؟!

    ثم قال لمالك بن بشير البدي: أنت صاحب برنسه؟

    فقال عبد الله ابن كامل: نعم، هو صاحب البرنس.

    فقال المختار: اقطعوا يديه ورجليه ودعوه فليضطرب حتى يموت. ففعل به ذلك، فلم يزل يضطرب حتى مات.

    من أهان الرأس الشريف

    وفي رواية: إن شخصاً علق الرأس الشريف في لبب فرسه، فرئي بعد أيام ووجهه أشد سواداً من القار، فقيل له: إنك كنت أنضر العرب وجهاً؟!

    فقال: ما مرت علي ليلة من حين حملت ذلك الرأس، إلا واثنان يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي إلى نار تأجج، فيدفعاني فيها وأنا انكص، فتصفعني كما ترى. ثم مات على أقبح حاله.

    المنكر لجزاء القتلة

    وروي أن رجلاً أنكر جزاء قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) في الدنيا، فوثبت النار من غير نار ظاهرة هناك على جسده فحرقته.

    دراهم الراهب النصراني

    قال رجل: كنت أنا أحد من كان في عسكر عمر بن سعد (عليه اللعنة) حين قتل الحسين (عليه السلام)، وكنت أحد الأربعين الذين حملوا الرأس إلى يزيد من الكوفة، فلما حملناه على طريق الشام نزلنا على دير للنصارى، وكان الرأس معنا مركوزاً على رمح ومعه الأحراس، فوضعنا الطعام وجلسنا لنأكل فإذا بكفّ في حائط الدير تكتب:

    أترجو أمّة قتلت حسيناً***شفاعة جده يوم الحساب

    قال: فجزعنا من ذلك جزعاً شديداً، وأهوى بعضنا إلى الكفّ ليأخذها فغابت.

    ثم عاد أصحابي إلى الطعام، فإذا بالكف قد عادت تكتب:

    فلا والله ليس لهم شفيع***وهم يوم القيامة في العذاب

    فقام أصحابنا إليها أيضاً فغابت.

    ثم عادوا إلى الطعام فعادت تكتب:

    وقد قتلوا الحسين بحكم جور***وخالف حكمهم حكم الكتاب

    فامتنعت عن الطعام وما هنأني أكله..

    ثم أشرف علينا راهب من الدير فرأى نوراً ساطعاً من فوق الرأس، فبذل لعمر بن سعد ألف درهم، فأخذها ووزنها ونقدها.

    ثم أخذ الراهب الرأس وبيته عنده، ليلته تلك، وأسلم على يده وترك الدير، ووطن في بعض الجبال يعبد الله تعالى على دين محمد (صلى الله عليه وآله).

    فلما وصل عمر بن سعد إلى قرب الشام طلب الدراهم.

    فأحضرت إليه وهي بختمه، فإذا الدراهم قد تحولت خزفاً وعلى أحد جانبيها مكتوب:

    (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون)(4)، وعلى الجانب الآخر: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)(5).

    فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، خسرت الدنيا والآخرة.

    فكتم هذا الحال وأمرهم أن يكتموه.

    ***

    وهذا بعض ما أردنا ذكره، والله المنتقم.

    سبحان ربّك ربّ العزة عمّا يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

    قم المقدسة

    محمد الشيرازي




    1ـ سورة آل عمران: 33-34.

    2ـ سورة الشعراء: 227.

    3ـ سورة البقرة: 24.

    4ـ سورة إبراهيم: 42.

    5ـ سورة الشعراء: 227.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 9:16 am