جعفر عبد الكريم صالح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حركة جعفر الخابوري الا سلا ميه


    الشهيد القسّامي "إبراهيم الفايد":

    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    مراقب عام
    مراقب عام


    عدد المساهمات : 475
    تاريخ التسجيل : 11/10/2009
    العمر : 54

    الشهيد القسّامي "إبراهيم الفايد": Empty الشهيد القسّامي "إبراهيم الفايد":

    مُساهمة  جعفر الخابوري الأحد أكتوبر 11, 2009 4:50 pm

    الشهيد القسّامي "إبراهيم الفايد":

    اشتاق للقاء ربّه شهيداً فكان له ذلك





    قلقيلية – تقرير خاص :

    "يا شيخ .. أنت تبخل عليّ بالدعاء , فادعُ لي الله أن يرزقني الشهادة , فأنا و الله في شوق" .. تلك هي كلمات الشهيد القسّامي "إبراهيم الفايد" لأحد أئمة المساجد في قلقيلية عندما قابله ليلة استشهاده .. فقد كان الشهيد توّاقاً للشهادة في سبيله ، رغم أنه بلغ السادسة و الأربعين ، لكنه أراد أن يثبت أن الشهادة في سبيل الله ليست حكراً للشباب ، و أنه لا يريد أن يموت في فراشه ، إنما هي الموتة في غمار الجهاد ..



    الميلاد و النشأة :

    ولد الشيخ الشهيد "إبراهيم محمد الفايد" عام 1958م في قلقيلية و ترعرع في عائلته الفقيرة إلى أن كبر و انتقل للعمل في الأردن حيث تعلّم بناء مآذن المساجد ، و من ثم انتقل إلى العراق و عمل في نفس المجال .. إلا أن شغفه و حبّه للسلاح دفعه إلى التدرّب في معسكرات الجيش العراقيّ على صناعة المتفجرّات , و بعد سنواتٍ من العمل عاد إلى الأردن ثم إلى وطنه فلسطين حيث أخذ يشيد المساجد و يبدع في بناء مآذنها ، فقلبه معلّق بالمساجد فأحبها و أقبل عليها .

    لقد عُرِف عن شيخنا الشهيد أنه كان يرتدي حزامه الناسف بشكلٍ دائمٍ ، و قد كان محبّاً للأطفال كما كان عاشقاً للسلاح .. و قد كان كثير الحركة و التجوال في شوارع المدينة , حيث كان رغم مطاردته يتجوّل باستمرار في شوارع المدينة ليلتقي أهلها الذين يقابلونه بالدعاء له بأن يحفظه الله و يسدّد رميه .



    سيرته الجهادية :

    و مع انطلاقة الانتفاضة الأولى أخذ شهيدنا يساعد أبناء المقاومة بشكلٍ فرديّ و ضمن إمكاناته .. و مع مجيء السلطة الفلسطينية انصرف الشيخ لمزاولة عمله ليعيل أسرته الفقيرة إلى أن بدأت انتفاضة الأقصى المباركة ، فأخذ يؤمّن السلاح لمن يقصده من أبناء المقاومة , و حرص الشيخ الشهيد على العمل بسريّةٍ في هذه الأوقات إلى أن علم به قائد كتائب الشهيد عز الدين القسّام في محافظة قلقيلية الشهيد "مازن ياسين" فصادقه و قرّبه إليه ليعملا معاً في طريق الجهاد لتحرير فلسطين ، فأخذ يصنع العبوات الناسفة لكتائب القسّام و يؤمّن لهم السلاح و العتاد .



    رحلة المطاردة :

    و بعد اغتيال جيش الاحتلال الصهيوني للشهيد "مازن ياسن" و اعتقال بقية أعضاء خليّته ، تأثّر شهيدنا بذلك ، و أخذ على عاتقه الردّ على جرائم الاحتلال ، حيث قام بتفجير عدة عبوات ناسفة على الطرق الالتفافية و ممطراً ببندقية الشهيد "مازن ياسين" أبراج المراقبة الصهيونية . إلى أن أخذ يعمل في صفوف كتائب شهداء الأقصى و تولّى قيادتها في قلقيلية حيث تعرّض الشيخ لعدة محاولات اعتقال و اغتيال باءت بالفشل .



    و بعد ثلاثة أشهر و ما شهدته قلقيلية من اعتداءاتٍ من قبل أجهزة السلطة على أنصار حماس أعلن الشهيد الشيخ في بيانٍ توضيحيّ بأن عملية النفق الاستشهادية هي من صنع كتائب القسّام و أن الاستشهاديّ يوسف اغبارية هو منفّذها و أن لديه وصية الاستشهادي القسّاميّ , حيث كانت شهداء الأقصى قد سارعت إلى تبنّي العملية .



    و جاء في البيان تخلّيه عن عضويّته في شهداء الأقصى لوجود من هو أكفأ منه بداخلها ، و عاد إلى أحضان كتائب العز القسّامية .. و ممّا قاله حينها : "إنني أعلن اليوم عودتي و بكلّ إصرارٍ إلى الحضن الدافئ إلى كتائب الشهيد عز الدين القسّام الحضن الأبي التّقيّ النقي" .. و بعد عدة أيامٍ ظهر في عرضٍ عسكريّ ضخمٍ أقامته حركة حماس دعماً للمقاومة ممتشقاً بندقية القسّام و مرتدياً حزامه الناسف .



    استشهاده :

    في ليلة الجمعة الموافق 15 رمضان أحسّ شيخنا الشهيد بقرب دنوّ أجله ، فحضر في موعد الإفطار إلى بيته و التقى أطفاله الصغار و زوجته الصابرة المحتسبة ، و طلب منه أن تحضِر له طعام الإفطار له و لحارسه و هو ينتظرها في الشارع عند باب منزله ... و ما هي إلا دقائق حتى عاجلته رصاصات الوحدات الخاصة الصهيونية لتصيبه في رأسه و قلبه ، و التي أُطلِقت من أسلحة أتوماتيكية كاتمة للصوت عن بعد , و نُقِل على إثر إصابته إلى مستشفى الطوارئ في حالة خطرة ، و ما هي إلا ساعة حتى صعدت روح شيخنا الشهيد إلى بارئها بشوقٍ كبير .. و قد شّيعته جماهير قلقيلية بجنازة مهيبة محمولاً على أكفّ أبناء القساّم .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 10:03 am