على الوتر
ولو .. يا سعادة الوزير
لميس ضيف
سعادة الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة / وزير الإسكان الموقر:
قرأتُ ردكم بالأمس الذي شجبتم فيه - بإفراط- استخدامي للسخرية كما ووصلني تهديدكم المبطن بمقاضاتي. فأما الأسلوب الساخر فهو - للعلم- أسلوب أصيل في علم الإعلام يُدرَّس في الجامعات وينتهجه كبار الكتَّاب لمعالجة ما هو معوج وشاذ، وأما التهديد، فلن أقول فيه سوى أن القانون هو الفيصل .. على كلً طالبتموني بمناقشة مسألة البيوت ''الذكية'' دونما سخرية ولكم ذلك .. فقط تذكروا أنكم طلبتم، وعليه نهيب بكم في المقابل أن تتحملوا صراحتنا على فجاجتها ..
لقد تعمدت وزارتكم تضليل المواطنين بشأن تلك البيوت بتسميتها بـ ''البيوت الذكية'' لربطها بالتوجه العالمي للبناء الذكي .. والحقيقة أن البيوت الذكية لا تشبه بيوتكم في شيء. فالبيوت الذكية في كوريا وألمانيا وإيطاليا بل والهند سميت كذلك؛ لأنها بيوت تدار بالاستشعار .. فمن خلال لوحة تحكم صغيرة للمرء أن يتحكم بالأجهزة ابتداءً من الإنارة وانتهاء بالفرن !! كما أن النوافذ تُفتح تلقائيا نهاراً وتغلق ليلاً، وفيها نظام أمني متطور يعتمد بصمة الأصبع، كما أن الأبواب مزودة بكاميرات، ويغلق المنزل الكهرباء بنفسه إن حدث خطب..!!
في السعودية شرعت شركة ''فارس السعودية'' في بنائها شمالي الرياض وهي مزودة بنظام حراري يفتح المكيفات تلقائيا عندما ترتفع الحرارة والعكس .. أما في دبي، فقد اعتمدت التقنية الإيطالية، وهناك مبانٍ تبنى الآن تدير ظهرها للشمس صيفا وتستقبلها شتاءً. وكما ترون لم تسمَّ تلك البيوت ''بالذكية'' اعتباطاً .. بل سميت كذلك؛ لأنها سخرت التكنولوجيا لرفاهية الإنسان، فما هو وجه الشبه بين بيوتكم .. والبيوت الذكية الحقيقية؟!
ولنتجه هنا لتساؤلات أكثر دقة تمس ''الجوانب الاجتماعية والفنية'' التي طالبتموني بالتركيز عليها:
البيوت الذكية ''الأصلية'' مصنوعة من أخشاب طبيعية مُعالجة لتقاوم الفطريات والحريق مع نسبة من الحجر .. والبيوت ''الكيوت'' تصنع بتقنية الفوم الرغوي الماليزي ولا يستخدم فيها الأسمنت ولا الرمل .. حسنٌاً السؤال هو: هل جربت تلك التقنية في دول شديدة الحرارة والرطوبة كالبحرين؟! وإن كانت بيوتنا الأسمنتية لا تصمد في وجه المناخ وتسربات المياه 10 سنوات، فهل ستصمد تلك البيوت؟! وما هي آلية ترميمها وإصلاحها .. وهل ستنهض الوزارة بتلك المهمة أم ستكون الطابة في ملعب المواطن؟
- لماذا تدعي الوزارة أن مساحة البناء 213 وهي مجموع مساحة الطابقين .. منذ متى تقاس مساحة المنازل في البحرين بهذه الطريقة!!
- في الصين، لا يسمح للأسر بأكثر من طفل .. ومتوسط العائلة البحرينية وفقاً للدراسات 8 أشخاص، فهل تمت مراعاة حجم العائلة البحرينية عند اعتماد المقاس الصيني؟
- هذه المنازل مصنوعة من مواد كيميائية، فما هو تأثيرها على الصحة؟! وما مدى صحة استخدام الأسبيتوس المسرطن في حشو جدرانها؟
- جربنا في البحرين الطابوق العازل والنوافذ العازلة وورق الحائط العازل، وكلها أثبتت محدودية فعاليتها .. فكيف سيعيش الناس حائطاً بحائط في أحياء كثيرة الضجيج كأحيائنا؟
- ولماذا يقبل المواطن بهذه البيوت أصلاً؟! أين هي أراضي الدفان .. أين هي أراضي الدولة .. أين بيوت مشروع اللوزي، مشروع نويدرات، والمشروع الجديد في الرفاع؟
إننا نعي - تماماً- وطأة المشكلة الإسكانية في البحرين، ولكننا لا نقبل بأن تحل بأسلوب ''على قد لحافك'' و''حمدوا ربكم'' و '' طرار ويتشرط''، فنحن دولة نفطية نملك أراضيَ شاسعة للهبات، ونصرف الملايين على مهرجانات عابرة واعتمادات فلكية على تحسين مزايا الوزراء والنواب ، ومستعدون لصرف 64 مليوناً على مبنى جديد للبرلمان .. فلماذا تضيق العين عندما يأتي الأمر للطبقة المطحونة !!
لدي تساؤلات إضافية يا سعادة الوزير، ولكني لن أثقل .. كل ما أبتغي قوله أني لم أكتب لأنتقص من جهودكم بل لأسجل موقفاً مما يجري من استهانة وإستخفاف بحقوق الشعب .. والصحافة مرآة الشعب يا سعادة الوزير ..
ودمتم سالمين
ولو .. يا سعادة الوزير
لميس ضيف
سعادة الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة / وزير الإسكان الموقر:
قرأتُ ردكم بالأمس الذي شجبتم فيه - بإفراط- استخدامي للسخرية كما ووصلني تهديدكم المبطن بمقاضاتي. فأما الأسلوب الساخر فهو - للعلم- أسلوب أصيل في علم الإعلام يُدرَّس في الجامعات وينتهجه كبار الكتَّاب لمعالجة ما هو معوج وشاذ، وأما التهديد، فلن أقول فيه سوى أن القانون هو الفيصل .. على كلً طالبتموني بمناقشة مسألة البيوت ''الذكية'' دونما سخرية ولكم ذلك .. فقط تذكروا أنكم طلبتم، وعليه نهيب بكم في المقابل أن تتحملوا صراحتنا على فجاجتها ..
لقد تعمدت وزارتكم تضليل المواطنين بشأن تلك البيوت بتسميتها بـ ''البيوت الذكية'' لربطها بالتوجه العالمي للبناء الذكي .. والحقيقة أن البيوت الذكية لا تشبه بيوتكم في شيء. فالبيوت الذكية في كوريا وألمانيا وإيطاليا بل والهند سميت كذلك؛ لأنها بيوت تدار بالاستشعار .. فمن خلال لوحة تحكم صغيرة للمرء أن يتحكم بالأجهزة ابتداءً من الإنارة وانتهاء بالفرن !! كما أن النوافذ تُفتح تلقائيا نهاراً وتغلق ليلاً، وفيها نظام أمني متطور يعتمد بصمة الأصبع، كما أن الأبواب مزودة بكاميرات، ويغلق المنزل الكهرباء بنفسه إن حدث خطب..!!
في السعودية شرعت شركة ''فارس السعودية'' في بنائها شمالي الرياض وهي مزودة بنظام حراري يفتح المكيفات تلقائيا عندما ترتفع الحرارة والعكس .. أما في دبي، فقد اعتمدت التقنية الإيطالية، وهناك مبانٍ تبنى الآن تدير ظهرها للشمس صيفا وتستقبلها شتاءً. وكما ترون لم تسمَّ تلك البيوت ''بالذكية'' اعتباطاً .. بل سميت كذلك؛ لأنها سخرت التكنولوجيا لرفاهية الإنسان، فما هو وجه الشبه بين بيوتكم .. والبيوت الذكية الحقيقية؟!
ولنتجه هنا لتساؤلات أكثر دقة تمس ''الجوانب الاجتماعية والفنية'' التي طالبتموني بالتركيز عليها:
البيوت الذكية ''الأصلية'' مصنوعة من أخشاب طبيعية مُعالجة لتقاوم الفطريات والحريق مع نسبة من الحجر .. والبيوت ''الكيوت'' تصنع بتقنية الفوم الرغوي الماليزي ولا يستخدم فيها الأسمنت ولا الرمل .. حسنٌاً السؤال هو: هل جربت تلك التقنية في دول شديدة الحرارة والرطوبة كالبحرين؟! وإن كانت بيوتنا الأسمنتية لا تصمد في وجه المناخ وتسربات المياه 10 سنوات، فهل ستصمد تلك البيوت؟! وما هي آلية ترميمها وإصلاحها .. وهل ستنهض الوزارة بتلك المهمة أم ستكون الطابة في ملعب المواطن؟
- لماذا تدعي الوزارة أن مساحة البناء 213 وهي مجموع مساحة الطابقين .. منذ متى تقاس مساحة المنازل في البحرين بهذه الطريقة!!
- في الصين، لا يسمح للأسر بأكثر من طفل .. ومتوسط العائلة البحرينية وفقاً للدراسات 8 أشخاص، فهل تمت مراعاة حجم العائلة البحرينية عند اعتماد المقاس الصيني؟
- هذه المنازل مصنوعة من مواد كيميائية، فما هو تأثيرها على الصحة؟! وما مدى صحة استخدام الأسبيتوس المسرطن في حشو جدرانها؟
- جربنا في البحرين الطابوق العازل والنوافذ العازلة وورق الحائط العازل، وكلها أثبتت محدودية فعاليتها .. فكيف سيعيش الناس حائطاً بحائط في أحياء كثيرة الضجيج كأحيائنا؟
- ولماذا يقبل المواطن بهذه البيوت أصلاً؟! أين هي أراضي الدفان .. أين هي أراضي الدولة .. أين بيوت مشروع اللوزي، مشروع نويدرات، والمشروع الجديد في الرفاع؟
إننا نعي - تماماً- وطأة المشكلة الإسكانية في البحرين، ولكننا لا نقبل بأن تحل بأسلوب ''على قد لحافك'' و''حمدوا ربكم'' و '' طرار ويتشرط''، فنحن دولة نفطية نملك أراضيَ شاسعة للهبات، ونصرف الملايين على مهرجانات عابرة واعتمادات فلكية على تحسين مزايا الوزراء والنواب ، ومستعدون لصرف 64 مليوناً على مبنى جديد للبرلمان .. فلماذا تضيق العين عندما يأتي الأمر للطبقة المطحونة !!
لدي تساؤلات إضافية يا سعادة الوزير، ولكني لن أثقل .. كل ما أبتغي قوله أني لم أكتب لأنتقص من جهودكم بل لأسجل موقفاً مما يجري من استهانة وإستخفاف بحقوق الشعب .. والصحافة مرآة الشعب يا سعادة الوزير ..
ودمتم سالمين