جعفر عبد الكريم صالح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حركة جعفر الخابوري الا سلا ميه


    بقلم جعفر عبد الكريم صالح

    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    مراقب عام
    مراقب عام


    عدد المساهمات : 475
    تاريخ التسجيل : 11/10/2009
    العمر : 54

    بقلم جعفر عبد الكريم صالح Empty بقلم جعفر عبد الكريم صالح

    مُساهمة  جعفر الخابوري الثلاثاء فبراير 02, 2010 12:50 pm

    لا يخفى على احد ان المقاومة وحركة حماس في مواجهة اعاصير من الضغط في سبيل دمجها في الاطار والنسق السياسي للنظام العربي ، مطلوب من حماس الا تغرد خارج سرب النظام العربي وان تبقى تحت السقف العربي والاقليمي ، شراكة المصالح في المنطقة بين جميع الاطراف بما فيهم الدولة العبرية تشكل تهديدا وضغطا ثقيلا على الحركة والمقاومة ، فما يجرى الان في الساحة في ظل التحركات السياسية يندرج في اطار نظرية التدحرج بآلية الدفع الامريكية في المنطقة ونظرية الابتزاز السياسي التي تجيدها الدبلوماسية الامريكية بالتوافق مع مصالح وتطلعات الدولة العبرية في المنطقة الدمج والتعايش والتنسيق الامني ، فالعضوية في النادي السياسي والقبول بك كعضو تابع لابد ان تقبل بشروط العضوية التي بوابتها الاعتراف السياسي بالدولة العبرية زد عليها في إطار الاستدراج ؛ الاستدراج الصهيوني بالاعتراف بيهودية الدولة العبرية ، حماس اختطت لنفسها من البداية مواجهة التوجه والخط على اسس وقواعد وطنية وعقائدية كمن اراد ان يشق البحر بعصاه ، وليس في ذلك خطأ بل كنا بحاجة الى هذا الخط والطريق ، ولكن لم نكن نقدر بشكل منطقى او نقيم الحالة العربية التي سترى فينا تهديدا مباشرا للاستقرار في المنطقة تطور الى تهديد للامن القومي لبعض الدول العربية .
    قوة الجذب الاقليمية والدولية تزايدت ، مع اننا لا نغفل التطور الطفيف في الموقف الاوروبي ، لكنه سيبقى ينجذب لوليدها الكيان السياسي الاسرائيلي ، لذلك معركة حماس تخطت المسرح الفلسطيني والاقليمي السياسي بل المعركة فرضت علينا خارج النطاق الفلسطيني ليس فقط سياسيا ؛ بل نحن للاسف في كثير من الأحيان يحاول العدو الصهيوني أن يفرض علينا ساحة المعركة أو يحاول خلط الاوراق او تشتت الانتباه ببعض الاختراقات في المعركة الامنية ، وكأن المؤسسة الامنية ، ترمي بذلك للتأثير على قرارات المستوى السياسي او لتقوية موقف اواتجاه ما ؛ يخدم اليمين الاسرائيلي الحاكم ، وفي الوقت نفسه تشكل ضغطا على الاطراف الراعية لعملية السلام للتأكيد على حماية امن الدولة العبرية ؛ فالانجازات الامنية تخدم الاطراف السياسية للاحزاب المشاركة في الحكومة اليمينية الصهيونية .
    سؤال ملح يطرح نفسه في هذه المرحلة ما هو المطلوب من حماس ؟ وهل المصالحة بحد ذاتها مطلب مقصود اقليميا ودوليا ؟ هذا ما اشك فيه لأنه في رأيي لا المصالحة بمقدورها ان تنهي الازمة الداخلية ولا الانتخابات ستهيء المناخ او تخرجنا من التناقض الجذري بين التطلعات والامكانيات بين الاطراف .
    ليس من المنطق ان نقلب الامور بان تصبح الغايات وسائل وآليات او العكس ؛ فيجب ان لا نقع في هذا الخطا الاستراتيجي ، المطلب الاستراتيجي الان تغييب حماس لكن ليس بالقدر النهائي التغييب بروح الاضعاف السياسي والعسكري لحماس ، حتى تقبل الاملاءات السياسية والتعايش مع المناخ السياسي للنظام العربي والمصالح المشتركة المعقودة مع الدولة العبرية .
    الغريب ان كثير ممن لهم علاقة باتخاذ القرار تحذر من الفراغ السياسي الذي ستولده عملية عسكرية لقطاع غزة بسيناريو يقوم على الاحتلال طويل المدى وما سيكلف ذلك الدولة من ثمن سياسي و مادي يطال الارواح او يزيد من شعبية حماس او يدفع المقاومة الى استراتيجية الضغط على الجبهة الداخلية للدولة العبرية ، لكن الابعد من ذلك انها تعمد الى استغلال ضعف الوضع السياسي لجماعة ابو مازن لمزيد من الابتزاز للتنازل والانخراط للعمل في اطار التصورات الاسرائيلية لعملية السلام او ما يسمى " انهاء النزاع " بين الاطراف في المنطقة .
    في المشهد السياسي للضغوطات التي توافقت وتقاطعت من كل الاطراف في مواجهة الحالة الوطنية الاسلامية التي تمثلها حماس ، ليس المطلوب منها فقط الانتحار السياسي ؛ بل اعمق من ذلك ؛ المطلوب الانتحار الاخلاقي والعقائدي للمخزون العقائدي والفكري .
    هذا التحدي الذي تواجهه الآن حماس ؛ هل سنشهد على اثره تعديلات او تبدلات منهجية واستراتيجية لرؤية حماس في ادارة الصراع ؟ .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس أكتوبر 31, 2024 4:45 pm