أيها الشهداء : الأكرم منا جميعا ربما ترحلون عنا اليوم إلى جنات الخلد .. يامن رسمتم لنا بدمائكم الزكية الطاهرة طريق النصر .. طريق الأيمان .. طريق القوة والثبات .. لن نقول لكم وداعا .. بل إلى اللقاء .. لأن الفلسطيني سيبقى مشرع شهادة .. مشروع جهاد أو نصر ..
** الميلاد والنشأة**
ولد شهيدنا القسامي المجاهد عمار والمسمى "بمحمد حسان" في قرية المغراقة جنوب مدينة غزة وبالقرب من مخيم النصيرات عام 1984م من أسرة مجاهدة لها باع كبير في تقديم التضحيات من أجل رفع كلمة التوحيد ومن أجل إعلاء راية الحق وفداءا في سبيل الله تعالى ،درس الابتدائية في مدرسة ذكور النصيرات الابتدائية للاجئين ثم درس الإعدادية في مدرسة ذكور النصيرات الإعدادية للاجئين وعندما تخرج من المرحلة الإعدادية التحق ليمتهن مهنة الكهرباء فقد تعلم الكهرباء في الصناعة التابعة لوكالة الغوث.
وقد تربى شهيدنا في مسجد الإيمان في المغراقة الصامدة وترعرع على موائد القرآن الكريم حيث حفظ الكثير من سوره الكريمة وتسلح بأخلاقه الحميدة من هذه القلعة التي ما زالت تخرج المجاهدين والتزم نعم الالتزام مع إخوانه المجاهدين في مسجد الإيمان حمل آلامهم وعمل على راحتهم في كل المواقف لا يخفى على أحد من هو محمد المقدام وبهذه الصفحة يكون محمد وسام شرف جديد على جبين المغراقة القسام.
المغراقة هي رمز الصمود والكبرياء الجهادي تلك البلدة الفلسطينية التي نشتاق إلى نسمات هوائها، حيث تتعانق فيها أرواح الشهداء مع ثمار الحمضيات الناضجة ومع أزهار الزيتون المتفتحة تتعانق فيها الدموع مع قطرات الندى المتعلقة على جنبات أوراق الأشجار وتتوحد فيها سواعد المجاهدين مع جداول المياه حيث يلتقي أزيز الرصاص مع صوت خرير المياه. نعم إنها أرضنا الصامدة المغراقة منبت الشهداء والمعتقلين والمطارين والمجاهدين ننحن لكي إجلالا أيتها البهية إنك اليوم تفتحين صفحة جهادية مشرقة جديدة عنوانها محمد حسان رمز التواضع والأخلاق.
** صفات محمد**
شاب مجاهد، طويل القامة، قوي الجثة، له لحية يظهر منها نور الهدي الذي سار به، يمتلك بشرة قمحية توصف رؤيتها معالم المغراقة البهية، مشيته هادئة أحيانا وسريعة أحيانا توصف لنا خطوات الواثق بنصر الله تعالى، إيمانه بالله تعالى ظاهر على قسمات وجهه، ابتسامته نوعية وزعها على كافة الشباب المسلم في مساجد المغراقة الصامدة ومساجد مخيم النصيرات المرابط قبل استشهاده وما زالوا يحتفظون بها، وصيته مؤثرة زحزحت القلب من مكانه وطرقت عيون الأحباب وأجبرتها على ذرف الدموع، استشهد يوصي إخوانه بتقوى الله تعالى ولزوم طاعته، ذكراه سكنت في أعماق القلوب.
محمد كان هو وإخوانه يعملون في أراضيهم في قرية المغراقة التي خرجت عشرات المجاهدين من شهداء ومعتقلين أمثال الشهيد بلال الغول ومحمد الغول وعمران الغول وزكريا الصعيدي الذين كان يعمل معهم يدا بيد في مضمار الجهاد والمقاومة وغيرهم من الشهداء وكذلك فقد سار على درب المجاهدين المعتقلين أمثال والده محمد (رياض) المعتقل منذ 18 عاما والمحكوم بمدى الحياة وكذلك الأسير المجاهد عمر الغول وعاطف حسان وعطا أبو خبيزة وغيرهم من المعتقلين الأبطال كما مضى بخطى المطارد القائد عدنان الغول أبو بلال الذي فقد اثنين من أبناءه شهداء.
** المغراقة وثمار الحمضيات الناضجة **
المغراقة تلك البلدة التي تعانق فيها أرواح الشهداء مع ثمار الحمضيات الناضجة ومع أزهار الزيتون المتفتحة تلك الأرض الخصبة والتي تعتبر من أخصب الأراضي الزراعية في فلسطين وقد ارتحل إليها أسيرنا القسامي محمد حسان والد الشهيد محمد بعدما ولد في مدينة غزة وهي بلده الأصلي لأن حرفته التي امتهنها هي الزراعة فله ولأسرته كروما من الزيتون والأراضي الزراعية المنتجة وقد زرع أرضه عن علم ودراية فاعتقل فك الله قيده وكان قد حصل على شهادة الدبلوم في الزراعة وكان قد درس الابتدائية والإعدادية والثانوية في مخيم النصيرات حيث بدأ عليه التزامه الديني بمبادئ الإسلام الحنيف منذ الصغر هو وكثير من رفقاء دربه الذين مضوا معه في سجون الاحتلال الصهيوني أمثال المجاهدين عاطف حسان وعطا أبو خبيزة وعمر الغول أولئك الأسود الرابضة خلف القضبان والقابضة على جمرتي الدين والوطن .
**سيرة محمد الجهادية صفحة مشرقة **
ولمحمد المجاهد سيرة جهادية عطرة نذكر منها هذه البطولات:
1- سجل محمد الجهادي سجل مشرف فله باع طويل في مقاومة الاحتلال الصهيوني عبر العديد من الوسائل الجهادية فدعونا نبدأ بذلك هذه السير الجهادية العطرة لشهيدنا القسامي محمد حسان يقول مصدر خاص من كتائب القسام أن شهيدنا محمد كان قد خرج في يوم من الأيام لتنفيذ عملية استشهادية وقد نزل إلى أرض المعركة لتنفيذ العملية ولكنه عاد بسبب ظروف خاصة أعاقت العملية فلم يكن الهدف بالصورة المخطط لها من قبل كتائب القسام.
2- ويقول القائد القسامي أن محمد شارك في إطلاق مئات قذائف الهاون وصواريخ القسام على مغتصبة نتساريم وله عمليات جهادية مصورة.
3- أطلق شهيدنا المجاهد محمد ستة صواريخ من طراز بتار على بوابة مغتصبة نتساريم الشرقية وقد اعترف العدو الصهيوني بها فكان محمد يسبب مصدر قلق لجنود الاحتلال الصهيوني في مغتصبة نتساريم.
4- قاد شهيدنا محمد عملية إطلاق نار على مدرعة صهيونية وكاسحة ألغام صهيونية كان عدد من جنود الاحتلال يعتلونها بالقرب من مغتصبة نتساريم.
5- كان محمد من المداومين على الذهاب للحدود الشرقية التي تفصل قطاعنا الحبيب عن أرضنا الفلسطينية المحتلة لزراعة عبوات ناسفة جانبية وموجهة تستهدف قوات الاحتلال الصهيوني التي تمر من المنطقة المذكورة.
6- شارك شهيدنا القسامي محمد في زراعة تسع عبوات أرضية مع العديد من المجاهدين ومن بينهم الشهيد القائد عمران عمر الغول الذي استشهد في اشتباك عسكري مع قوات الاحتلال الصهيوني إثر اقتحام منزله في قرية المغراقة.
7- قام شهيدنا المجاهد بزراعة عبوة أرضية بجانب بوابة مغتصبة "نتساريم" الشرقية وقد انفجرت جرافة صهيونية في هذه العملية التي وصفها المصدر القسامي بالجريئة جدا وكان محمد في هذه الأثناء ينوي الانقضاض على جنود الاحتلال المتمركزون بالقرب من مغتصبة "نتساريم" ولكن أمير الطلعة الجهادية أمره بألا يفعل ما في رأسه حيث كان يبعد عنهم مسافة خمسون مترا فقط.
8- شارك محمد في زراعة عدة عبوات على الخط الشرقي حيث رآه جنود الاحتلال وأطلقوا عليه مئات الطلقات النارية من دباباتهم وكان في هذه اللحظة لا يمتلك سوى قنبلة يدوية واحدة ومر بجانب دبابة ثانية وتدخلت عناية الله تبارك وتعالى لتحفظه من هذا الموقف الذي لا يستطيع أن يعبر اللسان عنه.
9- تمكن شهيدنا المجاهد محمد حسان من تفجير عبوة جانبية في باص للمغتصبين على مفرق الشهداء وقد اعترفت قوات الاحتلال الصهيوني بهذه العملية البطولية.
10- بعد استشهاد القائد القسامي عمران الغول واعتقال بعض المجاهدين أصبح محمد حسان مطلوبا لقوات الاحتلال الصهيوني لما له من باع كبير في مقاومتهم حيث أقلق مضاجع بني صهيون.
11- يقول أحد القادة القساميين أن الشهيد محمد كان يحفظ مغتصبة نتساريم شبرا شبرا وبيتا بيتا وموقعا موقعا وكان يعرف أماكن تمركز الصهاينة فيها ويقول القائد أنه يحفظ نتساريم عن ظهر قلب.
12- تمكن شهيدنا المجاهد محمد من تصوير جنود الاحتلال الصهيوني وهم على متن دبابة صهيونية بالقرب من مغتصبة نتساريم لأهداف عسكرية قسامية ولما رأوه جنود الاحتلال الصهيوني أرادوا إطلاق قذيفة عليه ولكن مر بالمكان قطيع من الأغنام وأطفال صغار وقد أعلن الاحتلال الصهيوني عن عملية التصوير في القناة الثانية فلما سمع محمد الخبر ضحك بأعلى صوته وقال هذا أنا.
13- شهيدنا المجاهد كان مداوم الرؤية للحبيب النبي صلى الله عليه وسلم حتى رآه آخر مرة في يوم عاشوراء وكان يوم الاثنين فقال له النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤية يا محمد ارجع وتعال بعد يومين وفعلا فقد كان قدر الله تعالى بأن قصفت سيارة كان يستقلها مع أخوة له مجاهدون يوم الأربعاء أي بعد يومين كما أخبره الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في منامه، كما أنه كان كثيرا ما يرى الشهداء في منامه حيث كان منهم الشهيد القسامي إبراهيم فرج الله الذي وعده بأنه سيأتي إليهم.
** نعم الأب **
يذكر لنا ابنه نضال أخ الشهيد محمد قائلا: "الحمد لله الذي رزقني بوالد كوالدي فقد علمني الصبر والثبات على المبادئ وإنني افتخر كل يوم تشرق فيه الشمس بوالدي لما له من عطاء فقد كان من أوائل الذين أقاموا مسجد الإيمان على أكتافهم هذا المسجد الذي خرّج المجاهدين والشهداء والمعتقلين" ويستمر في حديثه قائلا: " والدي كان يحثنا دوما على الصلاة في المسجد ويعلمنا الحرص على صلاة الجماعة كما كان يحذرنا تحذيرا شديدا من مصابحة رفقاء السوء فكان يهدينا إلى رفقاء الخير مما جعلنا والحمد لله تعالى من المحافظين على الصلوات بلا انقطاع كما نحاول أن ندل الآخرين على الطريق ذاته الذي دلنا عليه والي فك الله قيده ".
** هذا الشبل من ذاك الأسد**
محمد رضع لبن الجهاد والمقاومة من والده المعتقل محمد حسان الذي تدمع العين عندما تقرأ الكلمات التي عبر عنها محمد الشهيد لوالده المعتقل في وصيته التي سنعرضها فيما بعد وعن سيرة الأسد الرابض خلف القضبان محمد حسان والد الشهيد محمد فقد ولد محمد الأب في السادس من مايو لعام 1956م في أسرة فلسطينية مواطنة من مدينة غزة الزيتون تربى منذ نعومة أظفاره على حب الوطن والآخرين والقناعة تربى على موائد القرآن الكريم في مسجد الإيمان في بلدة المغراقة جنوب مدينة غزة فمنذ زمن بعيد سكن في هذه القرية المجاهدة المرابطة التي قدمت عشرات المجاهدين بين أسير وشهيد ومطارد والتي خاض أبناءها ملاحم بطولية يشهد لها التاريخ والتي كان آخرها الملحمة البطولية القسامية التي قادها الشهيد القسامي المجاهد عمران عمر الغول واثنين من أبناء كتائب القسام وهم محمد عدنان الغول وزكريا زكي الصعيدي.
** ابنا لجماعة الإخوان المسلمين **
وقد التحق شهيدنا محمد بجماعة الأخوان المسلمين كما كان والده رحمه الله تعالى ابنا مخلصا لها ويذكر لنا ابن أسيرنا محمد وأخ شهيدنا محمد أن والدهم كان قد انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين هذه الحركة الرائدة التي تسير على درب سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما سار على دربه الإمام الشهيد المؤسس "حسن البنا" رحمه الله ، وقد انطلقت حركة المقاومة الإسلامية " حماس " وهو في سجون الاحتلال الصهيوني الظالم أي أنه لم يشهد الانطلاقة المجيدة لحركة حماس .
وقد خضع أسيرنا أبا نضال والد شهيدنا القسامي محمد لجولات عديدة من التحقيق في سجون الاحتلال الصهيوني تلقى فيها أشكال وألوان من أصناف التعذيب الجسدي الذي أرغمه على الاعتراف عنوة وبحسب شهادات الأهل على قتل عملاء كانوا يتعاملون مع قوات الاحتلال الصهيوني يمدونهم بالمعلومات التي تخص المجاهدين والمواطنين كما أنه اعترف وتحت التعذيب الشديد على قتل ثلاثة صهاينة وتصدرت هذه التهم الموجهة إليه لائحة الاتهام إضافة إلى تهمة العمل التخريبي ضد قوات الاحتلال الصهيوني وحيازة السلاح والتخطيط لشن عمليات (تخريبية) ضد قوات الاحتلال الصهيوني وبناء على هذه الاعترافات التي اعترف بها أسيرنا الصابر أبا نضال فقد حكمت المحكمة الصهيونية عليه بالحكم مدى الحياة وإن دل هذا فإنما يدل على مدى الحقد الصهيوني الذي يمارسه أبناء القردة والخنازير على أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان وزمان.
** موعد مع الشهادة **
كان محمد قبل استشهاده وقبل خروجه مع إخوانه الشهداء يعمل في أرضه حيث كان يزرع العنب كما أفاد أحد أصدقاءه المقربين فقد كان مكافحا مع أرضه التي سرق الاحتلال فرحته الكاملة وحتى كان موعد بينه وبين إخوانه المجاهدين لأداء مهمة جهادية فقد خرج الشهداء الذين نحتسبهم عند الله كذلك ولا نزكي على الله أحدا فقد خرجوا جميعا ومعهم محمد الذي يحفظ مغتصبة نتساريم عن ظهر قلب وشبرا شبرا وأثناء مهمتهم الجهادية فقد تمكنت طائرات العدو الصهيوني من إطلاق صواريخ على سيارتهم التي هي من نوع ميتسوبيشي الأمر الذي نفذ فيه قدر الله تعالى ليرتقي الثلاثة شهداء نحتسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا.
ووصلت جثامينهم الطاهرة إلى المستشفى وبعد ذلك نقل جثمان الشهيد القسامي محمد إلى مخيم القسام مخيم النصيرات بناءا على وصيته الذي أوصى بها الشهيد أن يدفن في مقبرة النصيرات (القسام) المركزية بجوار أخيه وحبيب قلبه القائد المجاهد عمران الغول وعند وصول الشهيد إلى مخيم النصيرات زفته الجماهير الغفيرة التي رفعت الأعلام الفلسطينية والإسلامية حيث صلي عليه مسجد الشهيد "عز الدين القسام" وسط مخيم النصيرات ثم حملته أكتاف الموحدين إلى مثواه الأخير بالقرب من صديقه الشهيد عمران عليهم جميعا رحمة الله تعالى كما نسأله في علياءه أن يتقبلهم شهداء، وفور انتهاء عملية الدفن استقبل آل حسان التهاني من الجماهير المحتشدة بمناسبة زفاف ابنهم عريسا إلى حور العين وقد تزينت المنطقة بهتافات التكبير والتحميد ورايات التوحيد الخضراء.
** الميلاد والنشأة**
ولد شهيدنا القسامي المجاهد عمار والمسمى "بمحمد حسان" في قرية المغراقة جنوب مدينة غزة وبالقرب من مخيم النصيرات عام 1984م من أسرة مجاهدة لها باع كبير في تقديم التضحيات من أجل رفع كلمة التوحيد ومن أجل إعلاء راية الحق وفداءا في سبيل الله تعالى ،درس الابتدائية في مدرسة ذكور النصيرات الابتدائية للاجئين ثم درس الإعدادية في مدرسة ذكور النصيرات الإعدادية للاجئين وعندما تخرج من المرحلة الإعدادية التحق ليمتهن مهنة الكهرباء فقد تعلم الكهرباء في الصناعة التابعة لوكالة الغوث.
وقد تربى شهيدنا في مسجد الإيمان في المغراقة الصامدة وترعرع على موائد القرآن الكريم حيث حفظ الكثير من سوره الكريمة وتسلح بأخلاقه الحميدة من هذه القلعة التي ما زالت تخرج المجاهدين والتزم نعم الالتزام مع إخوانه المجاهدين في مسجد الإيمان حمل آلامهم وعمل على راحتهم في كل المواقف لا يخفى على أحد من هو محمد المقدام وبهذه الصفحة يكون محمد وسام شرف جديد على جبين المغراقة القسام.
المغراقة هي رمز الصمود والكبرياء الجهادي تلك البلدة الفلسطينية التي نشتاق إلى نسمات هوائها، حيث تتعانق فيها أرواح الشهداء مع ثمار الحمضيات الناضجة ومع أزهار الزيتون المتفتحة تتعانق فيها الدموع مع قطرات الندى المتعلقة على جنبات أوراق الأشجار وتتوحد فيها سواعد المجاهدين مع جداول المياه حيث يلتقي أزيز الرصاص مع صوت خرير المياه. نعم إنها أرضنا الصامدة المغراقة منبت الشهداء والمعتقلين والمطارين والمجاهدين ننحن لكي إجلالا أيتها البهية إنك اليوم تفتحين صفحة جهادية مشرقة جديدة عنوانها محمد حسان رمز التواضع والأخلاق.
** صفات محمد**
شاب مجاهد، طويل القامة، قوي الجثة، له لحية يظهر منها نور الهدي الذي سار به، يمتلك بشرة قمحية توصف رؤيتها معالم المغراقة البهية، مشيته هادئة أحيانا وسريعة أحيانا توصف لنا خطوات الواثق بنصر الله تعالى، إيمانه بالله تعالى ظاهر على قسمات وجهه، ابتسامته نوعية وزعها على كافة الشباب المسلم في مساجد المغراقة الصامدة ومساجد مخيم النصيرات المرابط قبل استشهاده وما زالوا يحتفظون بها، وصيته مؤثرة زحزحت القلب من مكانه وطرقت عيون الأحباب وأجبرتها على ذرف الدموع، استشهد يوصي إخوانه بتقوى الله تعالى ولزوم طاعته، ذكراه سكنت في أعماق القلوب.
محمد كان هو وإخوانه يعملون في أراضيهم في قرية المغراقة التي خرجت عشرات المجاهدين من شهداء ومعتقلين أمثال الشهيد بلال الغول ومحمد الغول وعمران الغول وزكريا الصعيدي الذين كان يعمل معهم يدا بيد في مضمار الجهاد والمقاومة وغيرهم من الشهداء وكذلك فقد سار على درب المجاهدين المعتقلين أمثال والده محمد (رياض) المعتقل منذ 18 عاما والمحكوم بمدى الحياة وكذلك الأسير المجاهد عمر الغول وعاطف حسان وعطا أبو خبيزة وغيرهم من المعتقلين الأبطال كما مضى بخطى المطارد القائد عدنان الغول أبو بلال الذي فقد اثنين من أبناءه شهداء.
** المغراقة وثمار الحمضيات الناضجة **
المغراقة تلك البلدة التي تعانق فيها أرواح الشهداء مع ثمار الحمضيات الناضجة ومع أزهار الزيتون المتفتحة تلك الأرض الخصبة والتي تعتبر من أخصب الأراضي الزراعية في فلسطين وقد ارتحل إليها أسيرنا القسامي محمد حسان والد الشهيد محمد بعدما ولد في مدينة غزة وهي بلده الأصلي لأن حرفته التي امتهنها هي الزراعة فله ولأسرته كروما من الزيتون والأراضي الزراعية المنتجة وقد زرع أرضه عن علم ودراية فاعتقل فك الله قيده وكان قد حصل على شهادة الدبلوم في الزراعة وكان قد درس الابتدائية والإعدادية والثانوية في مخيم النصيرات حيث بدأ عليه التزامه الديني بمبادئ الإسلام الحنيف منذ الصغر هو وكثير من رفقاء دربه الذين مضوا معه في سجون الاحتلال الصهيوني أمثال المجاهدين عاطف حسان وعطا أبو خبيزة وعمر الغول أولئك الأسود الرابضة خلف القضبان والقابضة على جمرتي الدين والوطن .
**سيرة محمد الجهادية صفحة مشرقة **
ولمحمد المجاهد سيرة جهادية عطرة نذكر منها هذه البطولات:
1- سجل محمد الجهادي سجل مشرف فله باع طويل في مقاومة الاحتلال الصهيوني عبر العديد من الوسائل الجهادية فدعونا نبدأ بذلك هذه السير الجهادية العطرة لشهيدنا القسامي محمد حسان يقول مصدر خاص من كتائب القسام أن شهيدنا محمد كان قد خرج في يوم من الأيام لتنفيذ عملية استشهادية وقد نزل إلى أرض المعركة لتنفيذ العملية ولكنه عاد بسبب ظروف خاصة أعاقت العملية فلم يكن الهدف بالصورة المخطط لها من قبل كتائب القسام.
2- ويقول القائد القسامي أن محمد شارك في إطلاق مئات قذائف الهاون وصواريخ القسام على مغتصبة نتساريم وله عمليات جهادية مصورة.
3- أطلق شهيدنا المجاهد محمد ستة صواريخ من طراز بتار على بوابة مغتصبة نتساريم الشرقية وقد اعترف العدو الصهيوني بها فكان محمد يسبب مصدر قلق لجنود الاحتلال الصهيوني في مغتصبة نتساريم.
4- قاد شهيدنا محمد عملية إطلاق نار على مدرعة صهيونية وكاسحة ألغام صهيونية كان عدد من جنود الاحتلال يعتلونها بالقرب من مغتصبة نتساريم.
5- كان محمد من المداومين على الذهاب للحدود الشرقية التي تفصل قطاعنا الحبيب عن أرضنا الفلسطينية المحتلة لزراعة عبوات ناسفة جانبية وموجهة تستهدف قوات الاحتلال الصهيوني التي تمر من المنطقة المذكورة.
6- شارك شهيدنا القسامي محمد في زراعة تسع عبوات أرضية مع العديد من المجاهدين ومن بينهم الشهيد القائد عمران عمر الغول الذي استشهد في اشتباك عسكري مع قوات الاحتلال الصهيوني إثر اقتحام منزله في قرية المغراقة.
7- قام شهيدنا المجاهد بزراعة عبوة أرضية بجانب بوابة مغتصبة "نتساريم" الشرقية وقد انفجرت جرافة صهيونية في هذه العملية التي وصفها المصدر القسامي بالجريئة جدا وكان محمد في هذه الأثناء ينوي الانقضاض على جنود الاحتلال المتمركزون بالقرب من مغتصبة "نتساريم" ولكن أمير الطلعة الجهادية أمره بألا يفعل ما في رأسه حيث كان يبعد عنهم مسافة خمسون مترا فقط.
8- شارك محمد في زراعة عدة عبوات على الخط الشرقي حيث رآه جنود الاحتلال وأطلقوا عليه مئات الطلقات النارية من دباباتهم وكان في هذه اللحظة لا يمتلك سوى قنبلة يدوية واحدة ومر بجانب دبابة ثانية وتدخلت عناية الله تبارك وتعالى لتحفظه من هذا الموقف الذي لا يستطيع أن يعبر اللسان عنه.
9- تمكن شهيدنا المجاهد محمد حسان من تفجير عبوة جانبية في باص للمغتصبين على مفرق الشهداء وقد اعترفت قوات الاحتلال الصهيوني بهذه العملية البطولية.
10- بعد استشهاد القائد القسامي عمران الغول واعتقال بعض المجاهدين أصبح محمد حسان مطلوبا لقوات الاحتلال الصهيوني لما له من باع كبير في مقاومتهم حيث أقلق مضاجع بني صهيون.
11- يقول أحد القادة القساميين أن الشهيد محمد كان يحفظ مغتصبة نتساريم شبرا شبرا وبيتا بيتا وموقعا موقعا وكان يعرف أماكن تمركز الصهاينة فيها ويقول القائد أنه يحفظ نتساريم عن ظهر قلب.
12- تمكن شهيدنا المجاهد محمد من تصوير جنود الاحتلال الصهيوني وهم على متن دبابة صهيونية بالقرب من مغتصبة نتساريم لأهداف عسكرية قسامية ولما رأوه جنود الاحتلال الصهيوني أرادوا إطلاق قذيفة عليه ولكن مر بالمكان قطيع من الأغنام وأطفال صغار وقد أعلن الاحتلال الصهيوني عن عملية التصوير في القناة الثانية فلما سمع محمد الخبر ضحك بأعلى صوته وقال هذا أنا.
13- شهيدنا المجاهد كان مداوم الرؤية للحبيب النبي صلى الله عليه وسلم حتى رآه آخر مرة في يوم عاشوراء وكان يوم الاثنين فقال له النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤية يا محمد ارجع وتعال بعد يومين وفعلا فقد كان قدر الله تعالى بأن قصفت سيارة كان يستقلها مع أخوة له مجاهدون يوم الأربعاء أي بعد يومين كما أخبره الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في منامه، كما أنه كان كثيرا ما يرى الشهداء في منامه حيث كان منهم الشهيد القسامي إبراهيم فرج الله الذي وعده بأنه سيأتي إليهم.
** نعم الأب **
يذكر لنا ابنه نضال أخ الشهيد محمد قائلا: "الحمد لله الذي رزقني بوالد كوالدي فقد علمني الصبر والثبات على المبادئ وإنني افتخر كل يوم تشرق فيه الشمس بوالدي لما له من عطاء فقد كان من أوائل الذين أقاموا مسجد الإيمان على أكتافهم هذا المسجد الذي خرّج المجاهدين والشهداء والمعتقلين" ويستمر في حديثه قائلا: " والدي كان يحثنا دوما على الصلاة في المسجد ويعلمنا الحرص على صلاة الجماعة كما كان يحذرنا تحذيرا شديدا من مصابحة رفقاء السوء فكان يهدينا إلى رفقاء الخير مما جعلنا والحمد لله تعالى من المحافظين على الصلوات بلا انقطاع كما نحاول أن ندل الآخرين على الطريق ذاته الذي دلنا عليه والي فك الله قيده ".
** هذا الشبل من ذاك الأسد**
محمد رضع لبن الجهاد والمقاومة من والده المعتقل محمد حسان الذي تدمع العين عندما تقرأ الكلمات التي عبر عنها محمد الشهيد لوالده المعتقل في وصيته التي سنعرضها فيما بعد وعن سيرة الأسد الرابض خلف القضبان محمد حسان والد الشهيد محمد فقد ولد محمد الأب في السادس من مايو لعام 1956م في أسرة فلسطينية مواطنة من مدينة غزة الزيتون تربى منذ نعومة أظفاره على حب الوطن والآخرين والقناعة تربى على موائد القرآن الكريم في مسجد الإيمان في بلدة المغراقة جنوب مدينة غزة فمنذ زمن بعيد سكن في هذه القرية المجاهدة المرابطة التي قدمت عشرات المجاهدين بين أسير وشهيد ومطارد والتي خاض أبناءها ملاحم بطولية يشهد لها التاريخ والتي كان آخرها الملحمة البطولية القسامية التي قادها الشهيد القسامي المجاهد عمران عمر الغول واثنين من أبناء كتائب القسام وهم محمد عدنان الغول وزكريا زكي الصعيدي.
** ابنا لجماعة الإخوان المسلمين **
وقد التحق شهيدنا محمد بجماعة الأخوان المسلمين كما كان والده رحمه الله تعالى ابنا مخلصا لها ويذكر لنا ابن أسيرنا محمد وأخ شهيدنا محمد أن والدهم كان قد انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين هذه الحركة الرائدة التي تسير على درب سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما سار على دربه الإمام الشهيد المؤسس "حسن البنا" رحمه الله ، وقد انطلقت حركة المقاومة الإسلامية " حماس " وهو في سجون الاحتلال الصهيوني الظالم أي أنه لم يشهد الانطلاقة المجيدة لحركة حماس .
وقد خضع أسيرنا أبا نضال والد شهيدنا القسامي محمد لجولات عديدة من التحقيق في سجون الاحتلال الصهيوني تلقى فيها أشكال وألوان من أصناف التعذيب الجسدي الذي أرغمه على الاعتراف عنوة وبحسب شهادات الأهل على قتل عملاء كانوا يتعاملون مع قوات الاحتلال الصهيوني يمدونهم بالمعلومات التي تخص المجاهدين والمواطنين كما أنه اعترف وتحت التعذيب الشديد على قتل ثلاثة صهاينة وتصدرت هذه التهم الموجهة إليه لائحة الاتهام إضافة إلى تهمة العمل التخريبي ضد قوات الاحتلال الصهيوني وحيازة السلاح والتخطيط لشن عمليات (تخريبية) ضد قوات الاحتلال الصهيوني وبناء على هذه الاعترافات التي اعترف بها أسيرنا الصابر أبا نضال فقد حكمت المحكمة الصهيونية عليه بالحكم مدى الحياة وإن دل هذا فإنما يدل على مدى الحقد الصهيوني الذي يمارسه أبناء القردة والخنازير على أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان وزمان.
** موعد مع الشهادة **
كان محمد قبل استشهاده وقبل خروجه مع إخوانه الشهداء يعمل في أرضه حيث كان يزرع العنب كما أفاد أحد أصدقاءه المقربين فقد كان مكافحا مع أرضه التي سرق الاحتلال فرحته الكاملة وحتى كان موعد بينه وبين إخوانه المجاهدين لأداء مهمة جهادية فقد خرج الشهداء الذين نحتسبهم عند الله كذلك ولا نزكي على الله أحدا فقد خرجوا جميعا ومعهم محمد الذي يحفظ مغتصبة نتساريم عن ظهر قلب وشبرا شبرا وأثناء مهمتهم الجهادية فقد تمكنت طائرات العدو الصهيوني من إطلاق صواريخ على سيارتهم التي هي من نوع ميتسوبيشي الأمر الذي نفذ فيه قدر الله تعالى ليرتقي الثلاثة شهداء نحتسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا.
ووصلت جثامينهم الطاهرة إلى المستشفى وبعد ذلك نقل جثمان الشهيد القسامي محمد إلى مخيم القسام مخيم النصيرات بناءا على وصيته الذي أوصى بها الشهيد أن يدفن في مقبرة النصيرات (القسام) المركزية بجوار أخيه وحبيب قلبه القائد المجاهد عمران الغول وعند وصول الشهيد إلى مخيم النصيرات زفته الجماهير الغفيرة التي رفعت الأعلام الفلسطينية والإسلامية حيث صلي عليه مسجد الشهيد "عز الدين القسام" وسط مخيم النصيرات ثم حملته أكتاف الموحدين إلى مثواه الأخير بالقرب من صديقه الشهيد عمران عليهم جميعا رحمة الله تعالى كما نسأله في علياءه أن يتقبلهم شهداء، وفور انتهاء عملية الدفن استقبل آل حسان التهاني من الجماهير المحتشدة بمناسبة زفاف ابنهم عريسا إلى حور العين وقد تزينت المنطقة بهتافات التكبير والتحميد ورايات التوحيد الخضراء.