الحـب والعاطفـــة
الحب هو استحسان الشيء والرغبة فيه واظهار الوداد له عرفه ابن سينا فقال الحب مرض وسواس شبيه بالمالمينموليا يكون الانسان قد جلبه لنفسه بتسليط فكرته على استحسان بعض الصور والشمائل ثم اعانته على ذلك شهوته لا تبقى العاصفة ثابتة في ارتباطها بالاشياء بل تنتقل وتتحول من موضوع لاخر فقد يكون الانتقال من موضوع العاطفة الى شيء يماثله او يشابهه فقد نرى شخصا لأول مرة فنشعر نحوه بالاحترام والحميمة او الشفقة او الكراهية وهو يرجع الى شبه بينه وبين شخص اخر كان موضع هذه العاطفة تنتقل العاطفة من تمركزها حول شخص الى شيء مادي يتعلق بهذا الشخص. يقول العلماء فالمشاهدة او التجربة تدلان على ان الحب يتعدى من ذات المحبوب الى ما يحيط به ويتعلق باسبابه وذلك من فرط المحبة "ضمن احب الله مثلا احب كل ما يتعلق به" وتتطور العاطفة من مستوى لاخر فعاطفة البخيل تكون في اساسها حب للمال لانه يجلب الفائدة ويحقق مطالب الانسان ثم تتحول هذه العاطفة الى حب المال في ذاته كفاية لا وسيلة متناسقة يكون ما نسميه الشخصية لهذا كانت العواطف من اهم عناصر شخصية الانسان لانها تحدد اتجاهه وسلوكه وتبدو اثارها في السلوك والادراك والتذكر والتداعي وتكوين المعتقدات وتعديلها ان الاحكام التي يصدرها الانسان تتأثر بعاطفته لان المرء يفكر من خلال رواية عاطفته وينظر الى الامور بمنظارها ومن هنا يكون التعصب للجماعات والمذاهب العقائدية والاحزاب وهي امور تتأثر بمنطق العواطف كذلك فان العاطفة تشوه حكمنا علي الحاضر فقد تختلف نظرتنا الى الاشخاص وما يصدر عنهم من حركات وعبارات باختلاف حالتنا العاطفية الراهنة فنميل الى التساهل الى التعسف والاستبداد والقسوة عندما ينزعج مزاجنا ويضطرب تلعب العواطف دورا في حياة الانسان فهي تشكل معظم دوافعنا تأمل عاطفة الامومة وكيف تصوغ هذه العاطفة حياة الام وكيف تحدد سلوكها نحو ابنها وكيف تتحمل المتاعب والصعاب في سبيله دون ان تشكو او تتندم فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال "جاء رجل الى رسول الله "ص" فقال يارسول الله من احق الناس بحسن صحابتي قال امك ثم قال من قال امك قال ثم من قال امك قال ثم من قال ابوك" وقال عليه الصلاة والسلام "الجنة تحت اقدام الامهات" وتترك العاطفة اثرها في السلوك وتكون له كضوابط يرجع الانسان بواسطتها دافعا على اخر "فمن يحب الله اذا اخبر عن رجلين احدهما عالم عابد والاخر جاهل فاسق وجد في نفسه ميلا الى العالم العابد" وقد يصل الامر بالانسان المحب الى ان لا يشعر بالالم لانشغاله بالحب يفضل الانسان ما يحبه محبوبه على ما يحبه هو بل انه ليجد المتعة بخدمة محبوبه يبدو اثر العاطفة قويا وعنيفا حين تتغلب عاطفة ما على شخصية الانسان فتصبح هي العاطفة السائدة بذلك من اعظم الشواغل وتستغرق قلب الانسان وتكون العاطفة السائدة بذلك عند الفرد بمثابة المركز الذي يجذب اليه الاحساسات والعواطف المجانسة له وهذا ما يعرف باسم تبلور العواطف فعندما يستولي علينا الحزن العميق تميل الى تذكر ما اصابنا في الماضي والى تأمل بؤس الاخرين وتصور ما تعانيه الانسانية من شقاء فتطغى علينا موجة من التشاؤم وهكذا نجد ان الاتجاه الذي يتخذه تفكيرنا والصبغة التي تصطبغ بها تاويلاتنا والكيفات التي تشكل سلوكنا واوضاعنا ترجع في نهاية الامر الى هذا التبلور في العواطف. جعفر عبدالكريم الخابوري
الحب هو استحسان الشيء والرغبة فيه واظهار الوداد له عرفه ابن سينا فقال الحب مرض وسواس شبيه بالمالمينموليا يكون الانسان قد جلبه لنفسه بتسليط فكرته على استحسان بعض الصور والشمائل ثم اعانته على ذلك شهوته لا تبقى العاصفة ثابتة في ارتباطها بالاشياء بل تنتقل وتتحول من موضوع لاخر فقد يكون الانتقال من موضوع العاطفة الى شيء يماثله او يشابهه فقد نرى شخصا لأول مرة فنشعر نحوه بالاحترام والحميمة او الشفقة او الكراهية وهو يرجع الى شبه بينه وبين شخص اخر كان موضع هذه العاطفة تنتقل العاطفة من تمركزها حول شخص الى شيء مادي يتعلق بهذا الشخص. يقول العلماء فالمشاهدة او التجربة تدلان على ان الحب يتعدى من ذات المحبوب الى ما يحيط به ويتعلق باسبابه وذلك من فرط المحبة "ضمن احب الله مثلا احب كل ما يتعلق به" وتتطور العاطفة من مستوى لاخر فعاطفة البخيل تكون في اساسها حب للمال لانه يجلب الفائدة ويحقق مطالب الانسان ثم تتحول هذه العاطفة الى حب المال في ذاته كفاية لا وسيلة متناسقة يكون ما نسميه الشخصية لهذا كانت العواطف من اهم عناصر شخصية الانسان لانها تحدد اتجاهه وسلوكه وتبدو اثارها في السلوك والادراك والتذكر والتداعي وتكوين المعتقدات وتعديلها ان الاحكام التي يصدرها الانسان تتأثر بعاطفته لان المرء يفكر من خلال رواية عاطفته وينظر الى الامور بمنظارها ومن هنا يكون التعصب للجماعات والمذاهب العقائدية والاحزاب وهي امور تتأثر بمنطق العواطف كذلك فان العاطفة تشوه حكمنا علي الحاضر فقد تختلف نظرتنا الى الاشخاص وما يصدر عنهم من حركات وعبارات باختلاف حالتنا العاطفية الراهنة فنميل الى التساهل الى التعسف والاستبداد والقسوة عندما ينزعج مزاجنا ويضطرب تلعب العواطف دورا في حياة الانسان فهي تشكل معظم دوافعنا تأمل عاطفة الامومة وكيف تصوغ هذه العاطفة حياة الام وكيف تحدد سلوكها نحو ابنها وكيف تتحمل المتاعب والصعاب في سبيله دون ان تشكو او تتندم فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال "جاء رجل الى رسول الله "ص" فقال يارسول الله من احق الناس بحسن صحابتي قال امك ثم قال من قال امك قال ثم من قال امك قال ثم من قال ابوك" وقال عليه الصلاة والسلام "الجنة تحت اقدام الامهات" وتترك العاطفة اثرها في السلوك وتكون له كضوابط يرجع الانسان بواسطتها دافعا على اخر "فمن يحب الله اذا اخبر عن رجلين احدهما عالم عابد والاخر جاهل فاسق وجد في نفسه ميلا الى العالم العابد" وقد يصل الامر بالانسان المحب الى ان لا يشعر بالالم لانشغاله بالحب يفضل الانسان ما يحبه محبوبه على ما يحبه هو بل انه ليجد المتعة بخدمة محبوبه يبدو اثر العاطفة قويا وعنيفا حين تتغلب عاطفة ما على شخصية الانسان فتصبح هي العاطفة السائدة بذلك من اعظم الشواغل وتستغرق قلب الانسان وتكون العاطفة السائدة بذلك عند الفرد بمثابة المركز الذي يجذب اليه الاحساسات والعواطف المجانسة له وهذا ما يعرف باسم تبلور العواطف فعندما يستولي علينا الحزن العميق تميل الى تذكر ما اصابنا في الماضي والى تأمل بؤس الاخرين وتصور ما تعانيه الانسانية من شقاء فتطغى علينا موجة من التشاؤم وهكذا نجد ان الاتجاه الذي يتخذه تفكيرنا والصبغة التي تصطبغ بها تاويلاتنا والكيفات التي تشكل سلوكنا واوضاعنا ترجع في نهاية الامر الى هذا التبلور في العواطف. جعفر عبدالكريم الخابوري