الخميس 12 فبراير 1970 .. يومها حذرت مصلحة الأرصاد الجوية المواطنين من موجة باردة غير مسبوقة ، لكن المئات من عمال الوردية الصباحية كانوا فى طريقهم لمصنع أبو زعبل للحديد وهم يتبادلون الحديث عن البطولات الأخيرة التى حققها الجيش المصرى على الجبهة خلال معارك حرب الاستنزاف ، كما انشغل بعضهم بالكلام عن خططهم لقضاء عيد الأضحى الذى كان سيحل بعد 4 أيام ، وفرحتهم بصرف « منحة العيد « بعد نهاية ورديتهم ، ووصل العمال للمصنع وارتدى كل واحد منهم « الأفرول « الأزرق واتجهوا نحو الورش والعنابر ، وفى تمام الثامنة والربع دوت أصوات هادرة لطائرتين فانتوم إسرائيليتين تتجهان نحو المصنع .. وقبل أن يفيق العمال من الصدمة سقط صاروخان وعدد كبير من قنابل النابالم فوق الرؤوس ، مجرد ثوان وتهدمت بنايات المصنع وتصاعدت ألسنة اللهب وانهمر شلال الدماء وتبعثرت الأشلاء فى كل مكان ، وربما يعتقد البعض أن مرور 50 سنة على الحادث جعله فى مهب النسيان .. ولكن الحقيقة أن هذا المشهد المأساوى سيظل راسخاً فى أذهان من عاشوه ويرون تفاصيله لأولادهم وأحفادهم .. فدماء الشهداء هى حق أبدى يأبى النسيان .
مجلة صور واخبار الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
مجلة صور واخبار الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري