إضراب المعلمين!
بقلم: محمد عمر عماره
لقد شغل إضراب المعلمين تفكير وعمل الكثيرين من المسؤولين الحكوميين وغير الحكوميين، والطلاب وذويهم، والاعلام، والمراقبين والحقوقيين، لقد انصب الانشغال بالإضراب على أساس أن الإضراب مطلبي حقوقي، وتلقى الإضراب اهتمام مختلف القطاعات والجهات والتي سعت بكل جهد للوصول إلى حلول، حتى لم يبقى أحد إلا وبذل جهداً مشكوراً لإعادة الحياة التعليمية في المدارس إلى طبيعتها، احساساً بالمسؤولية نحو مستقبل طلابنا الذين توقفت حياتهم الدراسية وتَهَدَدَ مستقبلهم حتى وصلا حافة الانهيار.
كمراقب ونقابي سابق، فقد استقرأت حال الإضراب من حال الحراك الذي يقف خلف الإضراب ويدعي قيادته له وللمعلمين، لم أحاول أن أكتب حول هذا الموضوع، وحتى لم أحاول أن أتحدث او اناقش الإضراب مع أي معلم أعرفه لسبب أن الإضراب حق مكفول في نزاعات العمل...ولكن تقمص الحراك قيادة الإضراب عبر قيادة وهمية اصطلح عليها باسم (آدم آدم) يدير الإضراب عبر وسائل التواصل الاجتماعي ودون أن يكون له تلك الشخصية الاعتبارية الحقيقية أي وجود ملموس يعقل معنى الإضراب، ويقف في وسط الحريات والديمقراطية ويوازي على الأرض اتحاد المعلمين وبما حمل الإضراب والحراك علاقة حوار الطرشان، وهذا الحوار عكَسه الرفض المُطلق للمبادرات التي تَوافق عليها أطياف المُتدخلين لحل الأزمة، بل والتحريض على المبادرات باصطناع مطالب أخرى كلما اقترب الحل من التطبيق، هذا ناهيكم عن البيانات والاتصالات الشخصية لما يسمى بالحراك مع المعلمين، ومجالس أولياء الأمور، والطلاب وغيرهم وهي بيانات واتصالات انطوت على التشكيك والاتهام، والتخوين، والتهديد المبطن، وما إلى ذلك من وسائل للحفاظ على تماسك الإضراب الذي بدأت تتفشى عنه مظاهر التسييس، والاستغلال السياسي، وركوب موجة الإضراب وإعادة توجيهها نحو فعل انقلاب سياسي ناعم، وتصوير بعض الأطراف بأنها معارضة فعالة لها نصيبها الحزبي في قطاع المعلمين تستطيع بهذا النصيب الحزبي أن تهدم العام الدراسي وتبنيه بكلمة من المزعوم (آدم آدم)..!!
لقد وصل الإضراب إلى خاتمته التي ترجّاها المجتمع الفلسطيني كله بدءاً من المعلم مروراً بالطالب وذويه، وصولاً لكل من حمل هم المسيرة التعليمية بروح المسؤولية الوطنية، إلا أنه وللأسف وامعاناً من بعض من يدّعي سلطة الحراك المتهالك يعود ليُنادي باستمرار الإضراب وشلّ المسيرة التعليمية، وتضييع مستقبل أبنائنا بدون أدنى هَمٍّ أو مسؤولية وطنية، بمعنى أوضح عن أولئك في سلطة الحراك المتهالك قولهم ( نحن او الطوفان يغرق الطلاب وما تبقى من العام الدراسي)، أيُّ حراكٍ أنتم ومن تدّعون من دون مستقبل أبنائنا؟! أيُّ حراكٍ أنتم وأي إضراب تدّعون يُضاعف دخل جيوبكم من الدروس الخصوصية التي متوسط أجر الساعة فيها ٧٥ شيكلاً، وفي كل ساعة لكل مادة متوسط عدد الطلاب من ٨ الى ١٠ طلاب يحرصون بظل اضرابكم على تلقي دروسهم، أي أن دخل الواحد فيكم أيها الحراكي المضرب هو ٦٠٠ إلى ٧٥٠ شيكل يومياً وهذا الناتج مضروباً ب ٣٠ يوماً بالشهر، فأصبح الإضراب للمال مدراراً.
والسؤال كاشف التسييس، لماذا لا يسمح في غزة بالإضراب لا للمعلمين ولا غيرهم كالأطباء والمهندسين والمحامين على الرغم من أن ربّ العمل هنا وهناك في غزة هي حكومة الدكتور محمد اشتية؟ الجواب واضح، فعلى الرغم من الواقع الاجتماعي والاقتصادي المُدَمَر والمأساوي في غزة لا يقف أيّاَ منكم مضرباً مسانداً لإضراب يقوده حراك مثلكم مدفوع الأجر لأن سلطة الانقلاب في غزة لا تسمح بأي إضراب مهما تغوّل الباطل هناك على حقوق الموظفين والناس على السواء، ولا تسمح سلطة الانقلاب بأيّ حراك حتى لو كان دفاعاً عن لقمة عيش كريمة لأن الإضراب في غزة يخلق ألف إضراب وإضراب، لأن الإضراب سيكون الصحوة والصيحة لزوال سلطة الانقلاب، ولنا تجربة بحراك (بدنا نعيش) الذي واجه القمع والاعتقال والسحل، أما باحة الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير في الضفة صوّرها لكم الخنفشاريين والنرجسيين من اليمين واليسار بأنها لقمة سائغة للانقلاب..
لقد انكشف التسييس في استغلال مطالب المعلمين، وأعيد توجيه الإضراب عبر قيادة وهمية (آدم آدم )، الذي آثر الاختباء خلف صفحات التواصل الاجتماعيّ، وخلف ظهور المعلمين يدفعهم للمواجهة وهو يُولي الأدبار عبر صفحات التواصل الاجتماعيّ التي تشكل له مساراً للهرب، وها هو الحراك المزعوم يتهالك ويُحاصر ويختبئ خلف الجغرافيا وينادي باستمرار الإضراب من الخليل.. لعلّ الإضراب في الخليل للمال مدرار..
أما في السياسة فجامعات الخليل قالت كلمتها وهي لحماية الوطن مسار.
بقلم: محمد عمر عماره
لقد شغل إضراب المعلمين تفكير وعمل الكثيرين من المسؤولين الحكوميين وغير الحكوميين، والطلاب وذويهم، والاعلام، والمراقبين والحقوقيين، لقد انصب الانشغال بالإضراب على أساس أن الإضراب مطلبي حقوقي، وتلقى الإضراب اهتمام مختلف القطاعات والجهات والتي سعت بكل جهد للوصول إلى حلول، حتى لم يبقى أحد إلا وبذل جهداً مشكوراً لإعادة الحياة التعليمية في المدارس إلى طبيعتها، احساساً بالمسؤولية نحو مستقبل طلابنا الذين توقفت حياتهم الدراسية وتَهَدَدَ مستقبلهم حتى وصلا حافة الانهيار.
كمراقب ونقابي سابق، فقد استقرأت حال الإضراب من حال الحراك الذي يقف خلف الإضراب ويدعي قيادته له وللمعلمين، لم أحاول أن أكتب حول هذا الموضوع، وحتى لم أحاول أن أتحدث او اناقش الإضراب مع أي معلم أعرفه لسبب أن الإضراب حق مكفول في نزاعات العمل...ولكن تقمص الحراك قيادة الإضراب عبر قيادة وهمية اصطلح عليها باسم (آدم آدم) يدير الإضراب عبر وسائل التواصل الاجتماعي ودون أن يكون له تلك الشخصية الاعتبارية الحقيقية أي وجود ملموس يعقل معنى الإضراب، ويقف في وسط الحريات والديمقراطية ويوازي على الأرض اتحاد المعلمين وبما حمل الإضراب والحراك علاقة حوار الطرشان، وهذا الحوار عكَسه الرفض المُطلق للمبادرات التي تَوافق عليها أطياف المُتدخلين لحل الأزمة، بل والتحريض على المبادرات باصطناع مطالب أخرى كلما اقترب الحل من التطبيق، هذا ناهيكم عن البيانات والاتصالات الشخصية لما يسمى بالحراك مع المعلمين، ومجالس أولياء الأمور، والطلاب وغيرهم وهي بيانات واتصالات انطوت على التشكيك والاتهام، والتخوين، والتهديد المبطن، وما إلى ذلك من وسائل للحفاظ على تماسك الإضراب الذي بدأت تتفشى عنه مظاهر التسييس، والاستغلال السياسي، وركوب موجة الإضراب وإعادة توجيهها نحو فعل انقلاب سياسي ناعم، وتصوير بعض الأطراف بأنها معارضة فعالة لها نصيبها الحزبي في قطاع المعلمين تستطيع بهذا النصيب الحزبي أن تهدم العام الدراسي وتبنيه بكلمة من المزعوم (آدم آدم)..!!
لقد وصل الإضراب إلى خاتمته التي ترجّاها المجتمع الفلسطيني كله بدءاً من المعلم مروراً بالطالب وذويه، وصولاً لكل من حمل هم المسيرة التعليمية بروح المسؤولية الوطنية، إلا أنه وللأسف وامعاناً من بعض من يدّعي سلطة الحراك المتهالك يعود ليُنادي باستمرار الإضراب وشلّ المسيرة التعليمية، وتضييع مستقبل أبنائنا بدون أدنى هَمٍّ أو مسؤولية وطنية، بمعنى أوضح عن أولئك في سلطة الحراك المتهالك قولهم ( نحن او الطوفان يغرق الطلاب وما تبقى من العام الدراسي)، أيُّ حراكٍ أنتم ومن تدّعون من دون مستقبل أبنائنا؟! أيُّ حراكٍ أنتم وأي إضراب تدّعون يُضاعف دخل جيوبكم من الدروس الخصوصية التي متوسط أجر الساعة فيها ٧٥ شيكلاً، وفي كل ساعة لكل مادة متوسط عدد الطلاب من ٨ الى ١٠ طلاب يحرصون بظل اضرابكم على تلقي دروسهم، أي أن دخل الواحد فيكم أيها الحراكي المضرب هو ٦٠٠ إلى ٧٥٠ شيكل يومياً وهذا الناتج مضروباً ب ٣٠ يوماً بالشهر، فأصبح الإضراب للمال مدراراً.
والسؤال كاشف التسييس، لماذا لا يسمح في غزة بالإضراب لا للمعلمين ولا غيرهم كالأطباء والمهندسين والمحامين على الرغم من أن ربّ العمل هنا وهناك في غزة هي حكومة الدكتور محمد اشتية؟ الجواب واضح، فعلى الرغم من الواقع الاجتماعي والاقتصادي المُدَمَر والمأساوي في غزة لا يقف أيّاَ منكم مضرباً مسانداً لإضراب يقوده حراك مثلكم مدفوع الأجر لأن سلطة الانقلاب في غزة لا تسمح بأي إضراب مهما تغوّل الباطل هناك على حقوق الموظفين والناس على السواء، ولا تسمح سلطة الانقلاب بأيّ حراك حتى لو كان دفاعاً عن لقمة عيش كريمة لأن الإضراب في غزة يخلق ألف إضراب وإضراب، لأن الإضراب سيكون الصحوة والصيحة لزوال سلطة الانقلاب، ولنا تجربة بحراك (بدنا نعيش) الذي واجه القمع والاعتقال والسحل، أما باحة الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير في الضفة صوّرها لكم الخنفشاريين والنرجسيين من اليمين واليسار بأنها لقمة سائغة للانقلاب..
لقد انكشف التسييس في استغلال مطالب المعلمين، وأعيد توجيه الإضراب عبر قيادة وهمية (آدم آدم )، الذي آثر الاختباء خلف صفحات التواصل الاجتماعيّ، وخلف ظهور المعلمين يدفعهم للمواجهة وهو يُولي الأدبار عبر صفحات التواصل الاجتماعيّ التي تشكل له مساراً للهرب، وها هو الحراك المزعوم يتهالك ويُحاصر ويختبئ خلف الجغرافيا وينادي باستمرار الإضراب من الخليل.. لعلّ الإضراب في الخليل للمال مدرار..
أما في السياسة فجامعات الخليل قالت كلمتها وهي لحماية الوطن مسار.