الرئيسية
أحدث الصور
هل لدينا مشكلة مع الالتزام والذوق؟
أماني خليفة العبسي
صحيفة الوطن - العدد 1809 الثلاثاء 23 نوفمبر 2010
توقفت السيارة على نحو مفاجئ محدثة ضوضاء عالياً ووجد سائق السيارة الأخرى في الخلف نفسه يصطدم بها ويتورط في حادث دون أي ذنب، لكن عموماً لم يرق الأمر لأن يسمى حادثاً؛ خدوش بسيطة في السيارتين.
ترجل الرجلان: الأول -المتسبب في الحادث- يعتذر ويحمد الله على السلامة، الآخر يرفع كفه في الهواء ويهوي بها على وجه صاحبنا الذي صدم وذهل من كمية العنف غير المبرر في رد الفعل.
بالأمس تذكرت هذا الموقف وأنا اقرأ رسالة من سيدة عربية فاضلة تقطن البحرين، تعلق على كلامي عن الذوق والأخلاق في القيادة بأن الأمرين مطلوبان لكن لا يمكن اعتبار أن الأجانب في البحرين هم سبب كل المشاكل التي تحدث في الشارع من اختناقات وزحام وممارسات تتعارض مع الذوق.
تقول إن النساء بالذات في البحرين -دون تعميم- يقدن بسرعة وأحياناً بيد واحدة ويستخدمن الهاتف أثناء القيادة، وتروي أنها بالأمس تحديداً تعرضت لموقف مع امرأة -بحرينية- تناوشت معها وحاولت اعتراض دربها بل وفتحت نافذة السيارة محتدة ومتلفظة بألفاظ جارحة، الأمر الذي نعلم جميعاً أنه ليس نادرة تروى أو حادث يتكرر مرة في المائة أو الألف إنما هو ظاهرة وطفرة واضحة في التعامل مع الآخرين سواء من امرأة أو رجل.
ما لفت انتباه الأخت القارئة أن كلامي عن تصاعد تعداد العمالة الوافدة وربطه بالزحام والضغط المتزايد على شبكة الطرق يبرر بصورة ما وجود المشكلة بالأجانب، وكأن البحريني لا يخطئ ولا يقوم بممارسات خاطئة وتجاوزات خالية من الذوق، والحقيقة أنني لا أغفل أبداً أن المشكلة ليست مرتبطة بجنسية أو بمواطن أو مقيم لكن لابد -شئنا أم أبينا- أن نعرض لكل الأدوار المكونة لحجم المشكلة، وانفلات زمام استيراد العمالة يلعب أدواراً سلبية في كثير من دول العالم وليس في البحرين فحسب، من هذه السلبيات التجاوزات المرورية، فعلى عكس مثل ''يا غريب كن أديب'' هناك غريب يستغل أي تساهل في القانون، لكن هذا لا يعفينا كمواطنين أن نكون قدوة لغيرنا في الالتزام.
لا يمكن أن ننكر أن تغيرات ثقافية اقتصادية واجتماعية كثيرة غيرت من طبيعة الناس، وأنه بالإضافة إلى العصبية والتهور التي يعبر عنها مثالي الأول هناك نزعة لإثبات التفوق والقوة، هل هناك تراجع في النظرة لعنصري الأمن والعقوبة؟ هل هي تربيتنا لأبنائنا على مبدأ الفوز للأقوى، وتركيزنا على التعليم في مقابل إهمال الجانب الديني والتربوي؟ هل هي تربية أنانية لا تعلمنا معنى المراعاة والتفهم للآخرين كأساس للتدين والمواطنة.
هل يجدي أن ننجح بأي طريقة في مدرسة المرور ونتعلم كيف نتحايل على الكاميرات ونتجنب المخالفات دون وعي لأهمية الالتزام والحذر والممارسات الصحيحة أثناء القيادة.
عموماً سواء كنت مواطناً أو مقيماً أعتقد أنه من الضروري أن نتحلى بالذوق والالتزام، فمن شأن هذا أن يخفف من وتيرة الحوادث المتصاعدة ويجعل الشارع مكاناً أفضل وآمناً، ومن شأنه بصورة عامة التخفيف من التأثيرات السلبية للضغوط المادية والحياتية، فلسنا بحاجة إلى سبب آخر للتوتر والعصبية والنرفزة
أماني خليفة العبسي
صحيفة الوطن - العدد 1809 الثلاثاء 23 نوفمبر 2010
توقفت السيارة على نحو مفاجئ محدثة ضوضاء عالياً ووجد سائق السيارة الأخرى في الخلف نفسه يصطدم بها ويتورط في حادث دون أي ذنب، لكن عموماً لم يرق الأمر لأن يسمى حادثاً؛ خدوش بسيطة في السيارتين.
ترجل الرجلان: الأول -المتسبب في الحادث- يعتذر ويحمد الله على السلامة، الآخر يرفع كفه في الهواء ويهوي بها على وجه صاحبنا الذي صدم وذهل من كمية العنف غير المبرر في رد الفعل.
بالأمس تذكرت هذا الموقف وأنا اقرأ رسالة من سيدة عربية فاضلة تقطن البحرين، تعلق على كلامي عن الذوق والأخلاق في القيادة بأن الأمرين مطلوبان لكن لا يمكن اعتبار أن الأجانب في البحرين هم سبب كل المشاكل التي تحدث في الشارع من اختناقات وزحام وممارسات تتعارض مع الذوق.
تقول إن النساء بالذات في البحرين -دون تعميم- يقدن بسرعة وأحياناً بيد واحدة ويستخدمن الهاتف أثناء القيادة، وتروي أنها بالأمس تحديداً تعرضت لموقف مع امرأة -بحرينية- تناوشت معها وحاولت اعتراض دربها بل وفتحت نافذة السيارة محتدة ومتلفظة بألفاظ جارحة، الأمر الذي نعلم جميعاً أنه ليس نادرة تروى أو حادث يتكرر مرة في المائة أو الألف إنما هو ظاهرة وطفرة واضحة في التعامل مع الآخرين سواء من امرأة أو رجل.
ما لفت انتباه الأخت القارئة أن كلامي عن تصاعد تعداد العمالة الوافدة وربطه بالزحام والضغط المتزايد على شبكة الطرق يبرر بصورة ما وجود المشكلة بالأجانب، وكأن البحريني لا يخطئ ولا يقوم بممارسات خاطئة وتجاوزات خالية من الذوق، والحقيقة أنني لا أغفل أبداً أن المشكلة ليست مرتبطة بجنسية أو بمواطن أو مقيم لكن لابد -شئنا أم أبينا- أن نعرض لكل الأدوار المكونة لحجم المشكلة، وانفلات زمام استيراد العمالة يلعب أدواراً سلبية في كثير من دول العالم وليس في البحرين فحسب، من هذه السلبيات التجاوزات المرورية، فعلى عكس مثل ''يا غريب كن أديب'' هناك غريب يستغل أي تساهل في القانون، لكن هذا لا يعفينا كمواطنين أن نكون قدوة لغيرنا في الالتزام.
لا يمكن أن ننكر أن تغيرات ثقافية اقتصادية واجتماعية كثيرة غيرت من طبيعة الناس، وأنه بالإضافة إلى العصبية والتهور التي يعبر عنها مثالي الأول هناك نزعة لإثبات التفوق والقوة، هل هناك تراجع في النظرة لعنصري الأمن والعقوبة؟ هل هي تربيتنا لأبنائنا على مبدأ الفوز للأقوى، وتركيزنا على التعليم في مقابل إهمال الجانب الديني والتربوي؟ هل هي تربية أنانية لا تعلمنا معنى المراعاة والتفهم للآخرين كأساس للتدين والمواطنة.
هل يجدي أن ننجح بأي طريقة في مدرسة المرور ونتعلم كيف نتحايل على الكاميرات ونتجنب المخالفات دون وعي لأهمية الالتزام والحذر والممارسات الصحيحة أثناء القيادة.
عموماً سواء كنت مواطناً أو مقيماً أعتقد أنه من الضروري أن نتحلى بالذوق والالتزام، فمن شأن هذا أن يخفف من وتيرة الحوادث المتصاعدة ويجعل الشارع مكاناً أفضل وآمناً، ومن شأنه بصورة عامة التخفيف من التأثيرات السلبية للضغوط المادية والحياتية، فلسنا بحاجة إلى سبب آخر للتوتر والعصبية والنرفزة