ابتسامة «عبدالله»
الكثير من القراء الكرام، قرأوا قصة الطفل «عبدالله» التي نشرتها صحيفة «الوسط» يوم أمس الأول (الثلثاء)، وقد تأثر بها الكثير من القراء من المواطنين والمقيمين وهم يشاهدون وجه الطفل ورقبته وصدره وقد أصابه التشوه نتيجة احتراقه - حينما كان في سن الثالثة من عمره - بمادة الحمض القلوي الشديد المعروف باسم (التيزاب).
أولاً، أود أن أتقدم بالشكر الى القراء الكرام الذين وقفوا إلى جانب والدة الطفل بالمواساة، ولكنني، وعلى أنني لا أريد أن أسبب خيبة أمل ولوعة لأسرة الطفل أو للقراء الكرام، إلا أنني سأقول بصريح العبارة: «لم يتصل بنا أحد من المسئولين إطلاقاً... إطلاقاً حتى كتابة هذه السطور؟ ولا من أي جهة!»، ونحن لا نقول ذلك من باب أننا كنا ننتظر بفارغ الصبر اتصال طرف مسئول لكي يرسم البسمة والسرور على وجه «عبدالله ووالدته»! لكن من باب الشعور بالمسئولية، وخصوصاً في حالة كون المصاب طفلاً صغيراً يتأثر بمثل حالته حتى أصحاب القلوب الصخرية.
على العموم، كنا نقول دائماً ونكرر، إن أي مسئول يحترم مسئوليته وموقعه ويقدم خدماته للمواطنين فإننا سنشكره ونثني عليه ونحن على علم بأن الدولة إنما وضعته في هذا المكان أساساً لخدمة الناس، أما في حال التقصير، فلا يهم أن أصبح الكاتب (مجانفاً للحقيقة... لم يتحرَ الدقة.. .لم يتصل بنا... ينوي إثارة المشاكل... يؤلب المواقف ضد المسئولين)، فتلك من نوعية العبارات الفجة الكريهة التي مل الناس من قراءتها في الردود التي تتصدر معظم بيانات ومراسلات بعض الوزارات الخدمية.
على أي حال، فإن الفرج آتٍ للطفل وغيره من المرضى آتٍ دون شك، ونعم بالله وحمداً له على نعمه التي لا تعد ولا تحصى فهو الرب الكريم الذي لا ينسى عباده أبداً، ولهذا، ومن ألطاف الله سبحانه، أن هذا الطفل الصغير الذي يبلغ حالياً العاشرة من العمر، يعرف كيف يبتسم بصبر واحتساب وأمل في الحياة... في المستقبل، في القادم من الأيام... صحيح، أن مشاعرنا جميعاً تنصب في التضامن مع هذه النوعية من الأطفال، ونحاول أن نشعرهم بالحب ونأخذ بخاطرهم، إلا أنهم أنفسهم حين يبتسمون في وجه ما ألم بهم من بلاء، فإنهم يقدمون لنا درساً لا يعرفه الكثيرون منا.
عبدالله... ابقَ مبتسماً و(عَين من الله خيراً)، حتى تبقى والدتك سعيدة، والناس من حولك سعداء... لأنك تعلمنا معنى شكر النعمة.
سعيد محمد
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2904 - الخميس 19 أغسطس 2010م الموافق 09 رمضان 1431هـ
الكثير من القراء الكرام، قرأوا قصة الطفل «عبدالله» التي نشرتها صحيفة «الوسط» يوم أمس الأول (الثلثاء)، وقد تأثر بها الكثير من القراء من المواطنين والمقيمين وهم يشاهدون وجه الطفل ورقبته وصدره وقد أصابه التشوه نتيجة احتراقه - حينما كان في سن الثالثة من عمره - بمادة الحمض القلوي الشديد المعروف باسم (التيزاب).
أولاً، أود أن أتقدم بالشكر الى القراء الكرام الذين وقفوا إلى جانب والدة الطفل بالمواساة، ولكنني، وعلى أنني لا أريد أن أسبب خيبة أمل ولوعة لأسرة الطفل أو للقراء الكرام، إلا أنني سأقول بصريح العبارة: «لم يتصل بنا أحد من المسئولين إطلاقاً... إطلاقاً حتى كتابة هذه السطور؟ ولا من أي جهة!»، ونحن لا نقول ذلك من باب أننا كنا ننتظر بفارغ الصبر اتصال طرف مسئول لكي يرسم البسمة والسرور على وجه «عبدالله ووالدته»! لكن من باب الشعور بالمسئولية، وخصوصاً في حالة كون المصاب طفلاً صغيراً يتأثر بمثل حالته حتى أصحاب القلوب الصخرية.
على العموم، كنا نقول دائماً ونكرر، إن أي مسئول يحترم مسئوليته وموقعه ويقدم خدماته للمواطنين فإننا سنشكره ونثني عليه ونحن على علم بأن الدولة إنما وضعته في هذا المكان أساساً لخدمة الناس، أما في حال التقصير، فلا يهم أن أصبح الكاتب (مجانفاً للحقيقة... لم يتحرَ الدقة.. .لم يتصل بنا... ينوي إثارة المشاكل... يؤلب المواقف ضد المسئولين)، فتلك من نوعية العبارات الفجة الكريهة التي مل الناس من قراءتها في الردود التي تتصدر معظم بيانات ومراسلات بعض الوزارات الخدمية.
على أي حال، فإن الفرج آتٍ للطفل وغيره من المرضى آتٍ دون شك، ونعم بالله وحمداً له على نعمه التي لا تعد ولا تحصى فهو الرب الكريم الذي لا ينسى عباده أبداً، ولهذا، ومن ألطاف الله سبحانه، أن هذا الطفل الصغير الذي يبلغ حالياً العاشرة من العمر، يعرف كيف يبتسم بصبر واحتساب وأمل في الحياة... في المستقبل، في القادم من الأيام... صحيح، أن مشاعرنا جميعاً تنصب في التضامن مع هذه النوعية من الأطفال، ونحاول أن نشعرهم بالحب ونأخذ بخاطرهم، إلا أنهم أنفسهم حين يبتسمون في وجه ما ألم بهم من بلاء، فإنهم يقدمون لنا درساً لا يعرفه الكثيرون منا.
عبدالله... ابقَ مبتسماً و(عَين من الله خيراً)، حتى تبقى والدتك سعيدة، والناس من حولك سعداء... لأنك تعلمنا معنى شكر النعمة.
سعيد محمد
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2904 - الخميس 19 أغسطس 2010م الموافق 09 رمضان 1431هـ