«غراوند زيرو» ودار قرطبة
الرأي العام الأميركي منشغل هذه الأيام بمتابعة موضوع بناء مسجد ومركز إسلامي (دار قرطبة) بالقرب من منطقة «غراند زيرو» التي شهدت أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 لكن الضجة الإعلامية المثارة أثارت مشاعر الأميركان ولاسيما من أهالي الضحايا الذين وجدوا في إقامة مسجد تحدياً واستخفافاً بمشاعرهم.
إن احترام الأديان أمر واجب لكن صورة الإسلام تشوهت من بعد أحداث سبتمبر المشئومة التي قلبت الموازين وغيّرت من صورة المسلم إلى إرهابي ويكفي أن نرى الإجراءات الأمنية المكثفة التي تقوم بها المطارات في أوروبا والولايات المتحدة تحسباً من أيِّ هجوم إرهابي مفاجئ وهي إجراءات تثير الريبة لكل مسلم وعربي يسافر في هذه المطارات.
ورغم أن الدستور الأميركي يضمن حرية المعتقد فإن إقامة مسجد في موقع اعتداءات سبتمبر أثارت تساؤلات كثيرة منها... هل من الحكمة بناء هذا المسجد في هذا الموقع؟ وما هي الاستفادة التي سيجنيها مسلمو الولايات المتحدة الذين يعيشون في بلد الحريات وبعضهم يتوخى الحذر حتى في إطلاق تصريحات له بخصوص هذا الموضوع؟
الرئيس الأميركي باراك أوباما دافع بقوة عن حق بناء مسجد وذلك في أول تدخل له في هذه القضية التي تعد مبدأ ثابتاً لجميع المعتقدات داخل الولايات المتحدة الأميركية.
غير أن ما أعلنه الرئيس الأميركي بصراحة يوم الجمعة الماضي خلال إفطار رمضاني استضافه البيت الأبيض لا يبدو أنه لقي تأثيراً على وسائل الإعلام الأميركية التي صنعت من القضية ضجة إعلامية كبرى إن لم تكن «فزعة» أفزعت كل من يحاول أن يقول شيئاً مغايراً.
إن بناء دور العبادة بمختلف أنواعها لا علاقة له بآفة الإرهاب؛ لأن الإرهاب ليس له دين، وصناعة الموت هي صناعة لا تعترف بالدين ولا بالعرق ولا باللون ولكنها أداة تستخدم في تعقيد الأمور وتشويه سمعة وصورة فئات دون أخرى داخل المجتمع الواحد.
كلام أوباما كان جميلاً في بداية رمضان ونتمنى من الرئيس الأميركي أن ينجح في الانتصار لحقوق الجميع مع الالتزام بالتسامح الذي أكدت عليه مبادئ الإسلام ويتضمنه الدستور الأميركي.
ريم خليفة
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2904 - الخميس 19 أغسطس 2010م الموافق 09 رمضان 1431هـ
الرأي العام الأميركي منشغل هذه الأيام بمتابعة موضوع بناء مسجد ومركز إسلامي (دار قرطبة) بالقرب من منطقة «غراند زيرو» التي شهدت أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 لكن الضجة الإعلامية المثارة أثارت مشاعر الأميركان ولاسيما من أهالي الضحايا الذين وجدوا في إقامة مسجد تحدياً واستخفافاً بمشاعرهم.
إن احترام الأديان أمر واجب لكن صورة الإسلام تشوهت من بعد أحداث سبتمبر المشئومة التي قلبت الموازين وغيّرت من صورة المسلم إلى إرهابي ويكفي أن نرى الإجراءات الأمنية المكثفة التي تقوم بها المطارات في أوروبا والولايات المتحدة تحسباً من أيِّ هجوم إرهابي مفاجئ وهي إجراءات تثير الريبة لكل مسلم وعربي يسافر في هذه المطارات.
ورغم أن الدستور الأميركي يضمن حرية المعتقد فإن إقامة مسجد في موقع اعتداءات سبتمبر أثارت تساؤلات كثيرة منها... هل من الحكمة بناء هذا المسجد في هذا الموقع؟ وما هي الاستفادة التي سيجنيها مسلمو الولايات المتحدة الذين يعيشون في بلد الحريات وبعضهم يتوخى الحذر حتى في إطلاق تصريحات له بخصوص هذا الموضوع؟
الرئيس الأميركي باراك أوباما دافع بقوة عن حق بناء مسجد وذلك في أول تدخل له في هذه القضية التي تعد مبدأ ثابتاً لجميع المعتقدات داخل الولايات المتحدة الأميركية.
غير أن ما أعلنه الرئيس الأميركي بصراحة يوم الجمعة الماضي خلال إفطار رمضاني استضافه البيت الأبيض لا يبدو أنه لقي تأثيراً على وسائل الإعلام الأميركية التي صنعت من القضية ضجة إعلامية كبرى إن لم تكن «فزعة» أفزعت كل من يحاول أن يقول شيئاً مغايراً.
إن بناء دور العبادة بمختلف أنواعها لا علاقة له بآفة الإرهاب؛ لأن الإرهاب ليس له دين، وصناعة الموت هي صناعة لا تعترف بالدين ولا بالعرق ولا باللون ولكنها أداة تستخدم في تعقيد الأمور وتشويه سمعة وصورة فئات دون أخرى داخل المجتمع الواحد.
كلام أوباما كان جميلاً في بداية رمضان ونتمنى من الرئيس الأميركي أن ينجح في الانتصار لحقوق الجميع مع الالتزام بالتسامح الذي أكدت عليه مبادئ الإسلام ويتضمنه الدستور الأميركي.
ريم خليفة
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2904 - الخميس 19 أغسطس 2010م الموافق 09 رمضان 1431هـ