لقلب الأسود وذيوله !
------
1 - وهو طفل صغير كان يحب ان يكون - دون إخوته - مركز الاهتمام ، والمستحوذ على أغلب امتيازات الأبناء ، ودلَّله الأب رغم اعتراض الأم ان هذا التدليل سوف يفسده ، ويعكر حياته وحياة من حوله لكن الأب لم يعط الاهتمام الكافي لاعتراضات الأم آملا أن الزمن سوف يصلح عيوبا كثيرة يصعب على كثير من المربين أن يعالجوها في سنة أو سنتين أو حتى بضع سنين !
2 - بعض إخوته الكبار فرح به وبقوة شخصيته المبكرة - وكانوا أغلبية - وقليل من إخوته توجس خيفة على المدى البعيد من هذه الشخصية المتطلعة إلى ما في أيدي غيرها والحالمة بالسيطرة على من حولها لكن الأب كان يراهن على الزمن أنه سوف يصلحه ، ومما زاد الطين بلة ، وزاد البلة طينا ، أن الأب - في بعض المناسبات - منحه بعض امتيازات جديدة ، وبدلا من أن يستقبلها بالشكر والعرفان - للرب أولا ، ثم لولي أمره - استقبلها بالجحود والنكران في الخفاء وبالابتسامات الصفراء في العلن ، وفي مرحلة لا حقة طفح ما في داخله وبدأ يناطح أباه محاولا زحزحته وإبعاده وعزله من كل سلطاته ! لكن الأب رغم تدليله وحكمته كان قويا صلبا عركته الأيام وثقفته السنون فلم تؤثر فيه سفاهات ابنه المراهق الذي بلغ الأربعين زمنا لا عقلا ! فماذا يفعل الابن المدلل لما وجد ان أباه أقوى وأصلب وأثبت مما كان يظن !
3 - لجأ الابن الجاحد إلى سلاح البلطجة فاستعان على أبيه ببعض البلطجية في أحياء بعيدة عن حيه - فالبلطجية القريبون يعرفون قدر الأب ويقدرون له مواقف إنسانية كثيرة - وأصبح الابن مع أولئك البلطجية يمثلون منظومة متناغمة متكاملة ، وأدوارها موزعة بعناية في الزمان والمكان المناسبين ، والذي لفت نظر الأب أنه وجد ابنه الجاحد هذا لا يتحرك بجهوده إلا مع فقير قارب أن يفقد رشده من عنف ضغط الحاجة والديون وشتى الأوجاع فيه وفي هو مسئول عنهم ، وآخر على شيء من العلم يتاجر بعلمه ليحقق جشعه وطمعه ولو على حساب إخوته في الحي كله .
4 - وكررت الأم خبرتها أمام الأب للمرة الألف " طالما قلت لك أن التدليل يفسد لا يصلح ، وقليل من يصلحون مع التدليل ، وأنا حذرتك من تدليه هو بالذات " وبدأ الأب يفكر في التدابير التي تتدارك ما أفسده هذا المراهق الأحمق من أمن الحي واستقراره ، فماذا يفعل !
5 - كان للأب صديق صدوق ، ولم يحدث مرة أن زاره هذا الصديق رغم انه في كل مناسبة كان يرسل إلى الأب برقية تهنئة موجزة في دعوة أن يوفقه الله ويحفظه ، وفي كل دعوة رسالة لا يفطن إليها إلا مثل ذلك الأب اللبيب ؛ من امثال : " كل عيد أضحى وأبناؤك أقدر على التضحية من أجل المستقبل " ، و " كل رمضان وأبناؤك صائمون عن الجهل مفطرون على العلم " .. إلخ .. إلخ من أمثال هذه الرسائل في شكل أدعية .
6 - سرا ذهب إليه وسأله المشورة في ابنه الجحود المراهق ، والذي - بكل أسف - يتخذ منهج البلطجية سلوكا يلتزم به ليل نهار ، وعلنا وخفاء في تعامله مع الأب وأبنائه ! وفي إيجاز معتاد من حكمة ذلك الصديق القديم قال له : " العلم والعمل ؛ العلم ينقذ العقول والنفوس من الظلمات ، والعمل ينقذ من فساد وإفساد الفراغ ، فإذا ما تعلم وعمل وكسب وربح وبنى وعلا وكثرت حوله الذرية المبهجة فقد سلم لك الحي وامن ، ومن شذ بعد هذا فعليك بعصا القانون بعد إشهاد إخوته علي بلطجته التي ربما تكون بعض حقائقها خافية عليهم ، ومن ثمَّ يتحول تعاطف بعضهم معه إلى حكمة حاسمة من اجل إنقاذ السفينة كلها ؛ فسلامة البيت تحتاج إلى حكمة وحسم الآباء لا مراهقة وبلطجة الجاحدين "
7 - انصرف الأب من عند صديقه ، والأم وعقلاء الإخوة ينتظرون من التدابير ما يحفظ سلامة البيت وأمنه من غواية البلطجة هنا وهناك وهنالك
------
1 - وهو طفل صغير كان يحب ان يكون - دون إخوته - مركز الاهتمام ، والمستحوذ على أغلب امتيازات الأبناء ، ودلَّله الأب رغم اعتراض الأم ان هذا التدليل سوف يفسده ، ويعكر حياته وحياة من حوله لكن الأب لم يعط الاهتمام الكافي لاعتراضات الأم آملا أن الزمن سوف يصلح عيوبا كثيرة يصعب على كثير من المربين أن يعالجوها في سنة أو سنتين أو حتى بضع سنين !
2 - بعض إخوته الكبار فرح به وبقوة شخصيته المبكرة - وكانوا أغلبية - وقليل من إخوته توجس خيفة على المدى البعيد من هذه الشخصية المتطلعة إلى ما في أيدي غيرها والحالمة بالسيطرة على من حولها لكن الأب كان يراهن على الزمن أنه سوف يصلحه ، ومما زاد الطين بلة ، وزاد البلة طينا ، أن الأب - في بعض المناسبات - منحه بعض امتيازات جديدة ، وبدلا من أن يستقبلها بالشكر والعرفان - للرب أولا ، ثم لولي أمره - استقبلها بالجحود والنكران في الخفاء وبالابتسامات الصفراء في العلن ، وفي مرحلة لا حقة طفح ما في داخله وبدأ يناطح أباه محاولا زحزحته وإبعاده وعزله من كل سلطاته ! لكن الأب رغم تدليله وحكمته كان قويا صلبا عركته الأيام وثقفته السنون فلم تؤثر فيه سفاهات ابنه المراهق الذي بلغ الأربعين زمنا لا عقلا ! فماذا يفعل الابن المدلل لما وجد ان أباه أقوى وأصلب وأثبت مما كان يظن !
3 - لجأ الابن الجاحد إلى سلاح البلطجة فاستعان على أبيه ببعض البلطجية في أحياء بعيدة عن حيه - فالبلطجية القريبون يعرفون قدر الأب ويقدرون له مواقف إنسانية كثيرة - وأصبح الابن مع أولئك البلطجية يمثلون منظومة متناغمة متكاملة ، وأدوارها موزعة بعناية في الزمان والمكان المناسبين ، والذي لفت نظر الأب أنه وجد ابنه الجاحد هذا لا يتحرك بجهوده إلا مع فقير قارب أن يفقد رشده من عنف ضغط الحاجة والديون وشتى الأوجاع فيه وفي هو مسئول عنهم ، وآخر على شيء من العلم يتاجر بعلمه ليحقق جشعه وطمعه ولو على حساب إخوته في الحي كله .
4 - وكررت الأم خبرتها أمام الأب للمرة الألف " طالما قلت لك أن التدليل يفسد لا يصلح ، وقليل من يصلحون مع التدليل ، وأنا حذرتك من تدليه هو بالذات " وبدأ الأب يفكر في التدابير التي تتدارك ما أفسده هذا المراهق الأحمق من أمن الحي واستقراره ، فماذا يفعل !
5 - كان للأب صديق صدوق ، ولم يحدث مرة أن زاره هذا الصديق رغم انه في كل مناسبة كان يرسل إلى الأب برقية تهنئة موجزة في دعوة أن يوفقه الله ويحفظه ، وفي كل دعوة رسالة لا يفطن إليها إلا مثل ذلك الأب اللبيب ؛ من امثال : " كل عيد أضحى وأبناؤك أقدر على التضحية من أجل المستقبل " ، و " كل رمضان وأبناؤك صائمون عن الجهل مفطرون على العلم " .. إلخ .. إلخ من أمثال هذه الرسائل في شكل أدعية .
6 - سرا ذهب إليه وسأله المشورة في ابنه الجحود المراهق ، والذي - بكل أسف - يتخذ منهج البلطجية سلوكا يلتزم به ليل نهار ، وعلنا وخفاء في تعامله مع الأب وأبنائه ! وفي إيجاز معتاد من حكمة ذلك الصديق القديم قال له : " العلم والعمل ؛ العلم ينقذ العقول والنفوس من الظلمات ، والعمل ينقذ من فساد وإفساد الفراغ ، فإذا ما تعلم وعمل وكسب وربح وبنى وعلا وكثرت حوله الذرية المبهجة فقد سلم لك الحي وامن ، ومن شذ بعد هذا فعليك بعصا القانون بعد إشهاد إخوته علي بلطجته التي ربما تكون بعض حقائقها خافية عليهم ، ومن ثمَّ يتحول تعاطف بعضهم معه إلى حكمة حاسمة من اجل إنقاذ السفينة كلها ؛ فسلامة البيت تحتاج إلى حكمة وحسم الآباء لا مراهقة وبلطجة الجاحدين "
7 - انصرف الأب من عند صديقه ، والأم وعقلاء الإخوة ينتظرون من التدابير ما يحفظ سلامة البيت وأمنه من غواية البلطجة هنا وهناك وهنالك