في انتظار ذبح الطائر الأزرق!
كتب منى العياف :
«.. أحبُ المال خادماً وأكرهه سَيداً!».
(إيلي معوشي)
• • •
كتبت قبل عامين مقالات عن مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية.. وقتذاك كان الهجوم على هذه المؤسسة شديداً وقاسياً بسبب الخسائر التي تتكبدها، وكان هدفي لفت اهتمام الجميع ـ من سمو رئيس الوزراء إلى الوزراء إلى أعضاء مجلس الأمة .. إلى كتاب الرأي ـ الى ان هذه المؤسسة ليست مجرد أسطول طائرات وجيش من الموظفين والخبراء والفنيين، وانما هذه المؤسسة جزء من الهوية الكويتية، فعمرها الآن يربو على نصف قرن وهي أحد عناوين الاستقلال، كالصندوق الكويتي ومؤسسة النفط.. الخ، وقد اكتسبت هذه المؤسسة طوال عقود ثقة واحترام وسمعة الركاب.. كويتيين وغير كويتيين.. وحملت اسم الكويت إلى شتى بقاع الأرض.. وحط الطائر الأزرق في أغلب مطارات العالم وكانت له أمجاد أيام الغزو المشؤوم عندما جاب أسطول «الكويتية» العالم، مندداً بعدوان صدام وحاملاً رسالة أسرانا الى ضمير العالم!
طالبت في مقالاتي السابقة بألا نبيع هذا التاريخ بأبخس الأثمان لانه جزء من تاريخ الكويت وعندما نفكر في ذلك يجب ان يباع بأعلى سعر او ان تقوم الحكومة بالطلب الى مجلس الأمة لتحويل «الكويتية» إلى شركة حتى تتخلص من المعوقات والبيروقراطية التي تجثم على نفوسها.. وحتى لا نرى تاريخنا يباع على هذا النحو، وبأبخس الأسعار، لمصلحة بعض من ينتظرون قطف الثمرة في كروشهم!
ومن أسف انه فيما يبدو ان الوقت قد حان لتنفيذ المؤامرة ـ التي سبق ان حذرت منها (بتاريخ 2007/5/5) ـ المرسومة لبيع «الكويتية» بأبخس الأسعار.. فقد عادت نغمة الخسارة نفسها والعزف عليها مجدداً.. وانه لا بد من خصخصة الشركة الخاسرة وبيعها.. الخ.
وها هو مجلس الامة يتفرج على تاريخنا الذي أصبح في حالة يرثى لها.. بعد ان رفض في السابق كل الحلول التي قدمها قادة مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية لعلاج الخسائر وإصلاح الخلل.. والمفاجأة ان أحداً من النواب المشغولين بالشيكات او الفساد والاستجوابات.. ومضاوي وأبوزيد.. والصبيح والتجنيس.. الخ، لم يفكر في أي حل للمشكلة لم يعبأ أحد بالحفاظ على هذا التاريخ؟! فهل يمكن ان نستنتج من هذا ان هناك متواطئين أو متآمرين أو شركاء في المؤامرة؟!.
«حسافة والله على من يدعون حب الكويت.. ونحن في شهر الأعياد الوطنية.. حسافة لمن ينسى ان هذه المؤسسة تحدت الحرب النفسية والإعلامية الصدامية في كل مكان.. ونقلت الى كل محطة حطت فيها رسالة اعلامية صاغها مخلصون.. وبثتها CNN تؤكد وجود وبقاء الكويت الى أبد الآبدين، فلماذا تغضون الطرف عن كل هذا؟ لماذا لا يفكر أحد منكم بإيجاد حل.. وعلاج للمشكلة بدلاً من الفرجة انتظاراً للذبح؟ وذبح ماذا؟ ذبح الطائر الأزرق وتمتع ذوي الكروش المنتفخة بالتهام وليمته الشهية!.
«حسافة» عليكم.. وحسبي الله ونعم الوكيل.
.. والعبرة لمن يتعظ!
منى العياف
alayyaf63@yahoo.com
كتب منى العياف :
«.. أحبُ المال خادماً وأكرهه سَيداً!».
(إيلي معوشي)
• • •
كتبت قبل عامين مقالات عن مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية.. وقتذاك كان الهجوم على هذه المؤسسة شديداً وقاسياً بسبب الخسائر التي تتكبدها، وكان هدفي لفت اهتمام الجميع ـ من سمو رئيس الوزراء إلى الوزراء إلى أعضاء مجلس الأمة .. إلى كتاب الرأي ـ الى ان هذه المؤسسة ليست مجرد أسطول طائرات وجيش من الموظفين والخبراء والفنيين، وانما هذه المؤسسة جزء من الهوية الكويتية، فعمرها الآن يربو على نصف قرن وهي أحد عناوين الاستقلال، كالصندوق الكويتي ومؤسسة النفط.. الخ، وقد اكتسبت هذه المؤسسة طوال عقود ثقة واحترام وسمعة الركاب.. كويتيين وغير كويتيين.. وحملت اسم الكويت إلى شتى بقاع الأرض.. وحط الطائر الأزرق في أغلب مطارات العالم وكانت له أمجاد أيام الغزو المشؤوم عندما جاب أسطول «الكويتية» العالم، مندداً بعدوان صدام وحاملاً رسالة أسرانا الى ضمير العالم!
طالبت في مقالاتي السابقة بألا نبيع هذا التاريخ بأبخس الأثمان لانه جزء من تاريخ الكويت وعندما نفكر في ذلك يجب ان يباع بأعلى سعر او ان تقوم الحكومة بالطلب الى مجلس الأمة لتحويل «الكويتية» إلى شركة حتى تتخلص من المعوقات والبيروقراطية التي تجثم على نفوسها.. وحتى لا نرى تاريخنا يباع على هذا النحو، وبأبخس الأسعار، لمصلحة بعض من ينتظرون قطف الثمرة في كروشهم!
ومن أسف انه فيما يبدو ان الوقت قد حان لتنفيذ المؤامرة ـ التي سبق ان حذرت منها (بتاريخ 2007/5/5) ـ المرسومة لبيع «الكويتية» بأبخس الأسعار.. فقد عادت نغمة الخسارة نفسها والعزف عليها مجدداً.. وانه لا بد من خصخصة الشركة الخاسرة وبيعها.. الخ.
وها هو مجلس الامة يتفرج على تاريخنا الذي أصبح في حالة يرثى لها.. بعد ان رفض في السابق كل الحلول التي قدمها قادة مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية لعلاج الخسائر وإصلاح الخلل.. والمفاجأة ان أحداً من النواب المشغولين بالشيكات او الفساد والاستجوابات.. ومضاوي وأبوزيد.. والصبيح والتجنيس.. الخ، لم يفكر في أي حل للمشكلة لم يعبأ أحد بالحفاظ على هذا التاريخ؟! فهل يمكن ان نستنتج من هذا ان هناك متواطئين أو متآمرين أو شركاء في المؤامرة؟!.
«حسافة والله على من يدعون حب الكويت.. ونحن في شهر الأعياد الوطنية.. حسافة لمن ينسى ان هذه المؤسسة تحدت الحرب النفسية والإعلامية الصدامية في كل مكان.. ونقلت الى كل محطة حطت فيها رسالة اعلامية صاغها مخلصون.. وبثتها CNN تؤكد وجود وبقاء الكويت الى أبد الآبدين، فلماذا تغضون الطرف عن كل هذا؟ لماذا لا يفكر أحد منكم بإيجاد حل.. وعلاج للمشكلة بدلاً من الفرجة انتظاراً للذبح؟ وذبح ماذا؟ ذبح الطائر الأزرق وتمتع ذوي الكروش المنتفخة بالتهام وليمته الشهية!.
«حسافة» عليكم.. وحسبي الله ونعم الوكيل.
.. والعبرة لمن يتعظ!
منى العياف
alayyaf63@yahoo.com