بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
وبعد، فالكون بكامله من الذرة إلى المجرة محكوم بقانون النظم الإلهي، وفي أدق نظر الله سبحانه، سمعاً وبصراً، علماً وعملاً، قال تعالى: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)(1)، وقد ظهرت قدرته تعالى في مختلف مخلوقاته، ففي بعض التقارير أن الكمبيوتر قد يستوعب مليار معلومة في الدقيقة الواحدة، فكيف يكون خالق هذه القدرة لهذه الآلة ولغيرها، فإنه لا يعلم ذاته ولا خصوصياته إطلاقاً، تبارك وتعالى عما يصفه الواصفون.
وقد بث في بعض الوسائل البصرية والسمعية أن شابا يجيب على نتيجة ضرب الأعداد بعضها في بعض ولو كانت عشرة أرقام في عشرة، وذلك فوراً ومن دون تأمّل يلحظ!، فمن خلق هذا المخ؟
إلى غير ذلك من مليار شيء ومليار، فإنها تكون محكومة بنظم دقيق، قال تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر)(2).
وأين العلم منها، ولم يظهر إلى يومنا هذا الا القليل القليل من العلوم، حيث ورد في الحديث الشريف انه لم يظهر من العلم قبل ظهور الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) إلا حرفين فقط، وستظهر البقية من (29) حرفاً عند ظهوره (صلوات الله عليه)، ولانعلم أية نسبة لعلم اليوم من العلم الممكن للبشر قبل ظهوره؟ وقطرات البحر التي ظهرت لموسى (عليه السلام) تدل على نسبة بعيدة جداً مما لا يعلمها إلا الله تعالى.
ومن أدق قوانين الله عزوجل، قانون الجزاء والعقاب، سواء في الدنيا أو في القبر أو في المحشر أو في الآخرة، وكذلك قانون الثواب، وقد يزعم الطغاة ـ كما زعم قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) ـ أنهم لايؤاخذون بما عملوه من كبير الإجرام في الدنيا أو الآخرة، ولكن الله كما قال: (إن ربك لبالمرصاد)(3) حيث لم تمر عليهم إلا ايام قليلة وثار المختار (رحمه الله) وانتقم منهم أو عوقبوا بشكل آخر، هذا في الدنيا، والله يعلم عن سوء حالهم بعد قتلهم في عالم البرزخ والقيامة، فالعذاب مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر..
كما أن أصحاب الحسين (عليه السلام) في المقابل، رأوا مثل ذلك من الثواب والأجر العظيم، وقد جمعنا في هذا الكتاب بعض العقاب الدنيوي لقتلة الإمام الحسين (عليه السلام) حسب ما سجله التاريخ ، ليكون عبرة وعظة لأولي الألباب، فإنه الله سبحانه وتعالى للظالم لبالمرصاد، ولا يمكن الفرار من حكومته، والمشكلة الكبيرة أن الإنسان لا يعاد إلى الدنيا ليتدارك ما فاته وإن (قال رب ارجعونِ * لعلي أعمل صالحاً فيما تركت) حيث يجاب: (كلا... ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون)(4) .
أما الصالحون المطيعون لله ولرسوله ولأولي الأمر من أهل البيت (عليهم السلام)(فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعلمون)(5) وذلك أعظم التشويق للمطيع، وأكبر التحذير للعاصي.
نسأل الله أن يوفقنا لمراضيه ويجنبنا معاصيه حتى نكون من أفضل عبيده نصيباً عنده وأقربهم منزلة منه وأخصهم زلفة لديه، وهو الموفق المستعان.
قم المقدسة
محمد الشيرازي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
وبعد، فالكون بكامله من الذرة إلى المجرة محكوم بقانون النظم الإلهي، وفي أدق نظر الله سبحانه، سمعاً وبصراً، علماً وعملاً، قال تعالى: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)(1)، وقد ظهرت قدرته تعالى في مختلف مخلوقاته، ففي بعض التقارير أن الكمبيوتر قد يستوعب مليار معلومة في الدقيقة الواحدة، فكيف يكون خالق هذه القدرة لهذه الآلة ولغيرها، فإنه لا يعلم ذاته ولا خصوصياته إطلاقاً، تبارك وتعالى عما يصفه الواصفون.
وقد بث في بعض الوسائل البصرية والسمعية أن شابا يجيب على نتيجة ضرب الأعداد بعضها في بعض ولو كانت عشرة أرقام في عشرة، وذلك فوراً ومن دون تأمّل يلحظ!، فمن خلق هذا المخ؟
إلى غير ذلك من مليار شيء ومليار، فإنها تكون محكومة بنظم دقيق، قال تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر)(2).
وأين العلم منها، ولم يظهر إلى يومنا هذا الا القليل القليل من العلوم، حيث ورد في الحديث الشريف انه لم يظهر من العلم قبل ظهور الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) إلا حرفين فقط، وستظهر البقية من (29) حرفاً عند ظهوره (صلوات الله عليه)، ولانعلم أية نسبة لعلم اليوم من العلم الممكن للبشر قبل ظهوره؟ وقطرات البحر التي ظهرت لموسى (عليه السلام) تدل على نسبة بعيدة جداً مما لا يعلمها إلا الله تعالى.
ومن أدق قوانين الله عزوجل، قانون الجزاء والعقاب، سواء في الدنيا أو في القبر أو في المحشر أو في الآخرة، وكذلك قانون الثواب، وقد يزعم الطغاة ـ كما زعم قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) ـ أنهم لايؤاخذون بما عملوه من كبير الإجرام في الدنيا أو الآخرة، ولكن الله كما قال: (إن ربك لبالمرصاد)(3) حيث لم تمر عليهم إلا ايام قليلة وثار المختار (رحمه الله) وانتقم منهم أو عوقبوا بشكل آخر، هذا في الدنيا، والله يعلم عن سوء حالهم بعد قتلهم في عالم البرزخ والقيامة، فالعذاب مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر..
كما أن أصحاب الحسين (عليه السلام) في المقابل، رأوا مثل ذلك من الثواب والأجر العظيم، وقد جمعنا في هذا الكتاب بعض العقاب الدنيوي لقتلة الإمام الحسين (عليه السلام) حسب ما سجله التاريخ ، ليكون عبرة وعظة لأولي الألباب، فإنه الله سبحانه وتعالى للظالم لبالمرصاد، ولا يمكن الفرار من حكومته، والمشكلة الكبيرة أن الإنسان لا يعاد إلى الدنيا ليتدارك ما فاته وإن (قال رب ارجعونِ * لعلي أعمل صالحاً فيما تركت) حيث يجاب: (كلا... ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون)(4) .
أما الصالحون المطيعون لله ولرسوله ولأولي الأمر من أهل البيت (عليهم السلام)(فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعلمون)(5) وذلك أعظم التشويق للمطيع، وأكبر التحذير للعاصي.
نسأل الله أن يوفقنا لمراضيه ويجنبنا معاصيه حتى نكون من أفضل عبيده نصيباً عنده وأقربهم منزلة منه وأخصهم زلفة لديه، وهو الموفق المستعان.
قم المقدسة
محمد الشيرازي