يا حيف على الرجـولة..!!
لميس ضيف
فوجئتْ، وهي تجوب ظهراً إحدى محال التوفير الشهيرة في البلاد، بعامل آسيوي ضخم يتلصص عليها وعلى ابنتيها الصغيرتين ولم تتجاوز الكبرى الخامسة من العمر. ارتعبتْ في البدء؛ ولكنها حدثت نفسها بأنها -وابنتيها- في مأمن سيما وأنهن يتوسطن قلب محل مزدحم بالحراس والموظفين والمتسوقين.. ولكنها كانت واهمة..!!
فبعد دقائق من رصد تحركاتهن عن بعد؛ غافل العامل السيدة ونقض على ابنتها ذات السنوات الخمس بهدف خدش حيائها ولمسها في مواضع العفة؛ بيد أن السيدة، رغم قصر قامتها وضعف بنيتها، زأرت فيه زئير الأسد وهجمت عليه لتحرر ابنتها.. بالطبع لاذ بالفرار ولكن السيدة التي ثارت ثورتها- لحقته وكانت ترميه بكل ما يصادفها وهي تصرخ مستنجدةً بالموظفين ‘’من جنسيات عربية’’ والمتسوقين ‘’وهم قلة من المواطنين’’.. كانت المسافة للباب طويلة ‘’لضخامة المتجر’’ ولم يتعرض أحد للمجرم ليعرقل فراره.. ورغم أن المكان قد ضجّ لدقائق ببكاء الطفلتين المرعوبتين وصراخ الأم الغاضبة إلا أن الجمع اكتفوا بالمشاهدة والتساؤل ‘’وش السالفة؟!’’ وكأن الأم تملك ثواني لتشرح لهم الواقعة..!
بمحاذاة الباب تعثر المجرم فانقضت عليه الأم تدوسه بقدميها وتضربه بمقشة ‘’من المعروضات في المحل’’ وهي تبكي بهستيريا؛ ولكن الرجل نهض وهَمّ بضربها، ولكن الله أدخل في قلبه الرعب من صراخها المدوي فدفعها وهرب..
وقعت هذه الحادثة منذ أسبوعين.. وكانت تجربة مريرة تركت وشماً لا يزول في ذاكرة الأم والفتاتين.. تجربةً قاسيةً أشد ما فيها قسوةً هو موقف الناس الذين حضروا الواقعة ولم يحركوا ساكناً.. الحراس في المتجر.. الباعة.. والمتسوقون.. كلهم اكتفوا بالمشاهدة، ولم تشتعل في نفوسهم النخوة ولا المروءة لمساعدة الأم وابنتيها.. الموظفون، وبكل وقاحة، برروا موقفهم المتخاذل بالقول بأنهم ظنوا ‘’أنه حاول سرقة الحقيبة لا أكثر’’.. فيما أقرّ حارسا المحل بكل برود بأن هذا الآسيوي يأتي دوماً - في فترة الظهيرة- ليتربص بالتلميذات الخارجات من المدرسة المجاورة!!
القصة في مجملها مقيتة.. يُرى من خلالها بجلاء كم انحسرت الرجولة في مجتمعنا بشكل خانق.. تذكرون جميعاً ما حصل في العام الماضي فقط عندما اشتعل شجار مروري بين سيدة وخليجي فما كان من الخليجي - المخمور على الأرجح- إلا أن انقض على السيدة ركلاً وصفعاً ولم يتدخل أحد لإيقافه..!! حوادث كهذه لا شك تشعرك أنك في آخر الزمان، حيث تحتضر القيم ويموت الحياء وتنعدم المروءة.. ولا تملك إلا أن تستذكر حديث رسول الله (ص) عندما تحدث عن موت الشهامة في آخر الزمان فقال فيما قال ‘’حتى أن الرجل ليغشى المرأة على قارعة الطريق، فيقول أمثلهم (أي أفضلهم) في ذلك الزمان: لو اعتزلتما عن الطريق’’.
وهو وصف لا شك دقيق؛ لم يصدِّقه الأولون، ولكننا نرى اليوم بجلاء - إرهاصاته وتجلياته..
لا نريد أن نظن أنها حالة عامة وشديدة الشيوع - أو- بالأحرى: نحتاج أن نصدق أنها حالات فردية وليست شديدة الشيوع.. وكل ما نريد قوله هنا أن النخوة والشهامة في بني البشر إن زالت، ما عاد في الحياة خير يُرتجى؛ وأن الحياة دفتر شيكات كبير.. كل ما تكتبه فيه مستحق للدفع ولو بعد حين..
فتنبهوا..
لميس ضيف
فوجئتْ، وهي تجوب ظهراً إحدى محال التوفير الشهيرة في البلاد، بعامل آسيوي ضخم يتلصص عليها وعلى ابنتيها الصغيرتين ولم تتجاوز الكبرى الخامسة من العمر. ارتعبتْ في البدء؛ ولكنها حدثت نفسها بأنها -وابنتيها- في مأمن سيما وأنهن يتوسطن قلب محل مزدحم بالحراس والموظفين والمتسوقين.. ولكنها كانت واهمة..!!
فبعد دقائق من رصد تحركاتهن عن بعد؛ غافل العامل السيدة ونقض على ابنتها ذات السنوات الخمس بهدف خدش حيائها ولمسها في مواضع العفة؛ بيد أن السيدة، رغم قصر قامتها وضعف بنيتها، زأرت فيه زئير الأسد وهجمت عليه لتحرر ابنتها.. بالطبع لاذ بالفرار ولكن السيدة التي ثارت ثورتها- لحقته وكانت ترميه بكل ما يصادفها وهي تصرخ مستنجدةً بالموظفين ‘’من جنسيات عربية’’ والمتسوقين ‘’وهم قلة من المواطنين’’.. كانت المسافة للباب طويلة ‘’لضخامة المتجر’’ ولم يتعرض أحد للمجرم ليعرقل فراره.. ورغم أن المكان قد ضجّ لدقائق ببكاء الطفلتين المرعوبتين وصراخ الأم الغاضبة إلا أن الجمع اكتفوا بالمشاهدة والتساؤل ‘’وش السالفة؟!’’ وكأن الأم تملك ثواني لتشرح لهم الواقعة..!
بمحاذاة الباب تعثر المجرم فانقضت عليه الأم تدوسه بقدميها وتضربه بمقشة ‘’من المعروضات في المحل’’ وهي تبكي بهستيريا؛ ولكن الرجل نهض وهَمّ بضربها، ولكن الله أدخل في قلبه الرعب من صراخها المدوي فدفعها وهرب..
وقعت هذه الحادثة منذ أسبوعين.. وكانت تجربة مريرة تركت وشماً لا يزول في ذاكرة الأم والفتاتين.. تجربةً قاسيةً أشد ما فيها قسوةً هو موقف الناس الذين حضروا الواقعة ولم يحركوا ساكناً.. الحراس في المتجر.. الباعة.. والمتسوقون.. كلهم اكتفوا بالمشاهدة، ولم تشتعل في نفوسهم النخوة ولا المروءة لمساعدة الأم وابنتيها.. الموظفون، وبكل وقاحة، برروا موقفهم المتخاذل بالقول بأنهم ظنوا ‘’أنه حاول سرقة الحقيبة لا أكثر’’.. فيما أقرّ حارسا المحل بكل برود بأن هذا الآسيوي يأتي دوماً - في فترة الظهيرة- ليتربص بالتلميذات الخارجات من المدرسة المجاورة!!
القصة في مجملها مقيتة.. يُرى من خلالها بجلاء كم انحسرت الرجولة في مجتمعنا بشكل خانق.. تذكرون جميعاً ما حصل في العام الماضي فقط عندما اشتعل شجار مروري بين سيدة وخليجي فما كان من الخليجي - المخمور على الأرجح- إلا أن انقض على السيدة ركلاً وصفعاً ولم يتدخل أحد لإيقافه..!! حوادث كهذه لا شك تشعرك أنك في آخر الزمان، حيث تحتضر القيم ويموت الحياء وتنعدم المروءة.. ولا تملك إلا أن تستذكر حديث رسول الله (ص) عندما تحدث عن موت الشهامة في آخر الزمان فقال فيما قال ‘’حتى أن الرجل ليغشى المرأة على قارعة الطريق، فيقول أمثلهم (أي أفضلهم) في ذلك الزمان: لو اعتزلتما عن الطريق’’.
وهو وصف لا شك دقيق؛ لم يصدِّقه الأولون، ولكننا نرى اليوم بجلاء - إرهاصاته وتجلياته..
لا نريد أن نظن أنها حالة عامة وشديدة الشيوع - أو- بالأحرى: نحتاج أن نصدق أنها حالات فردية وليست شديدة الشيوع.. وكل ما نريد قوله هنا أن النخوة والشهامة في بني البشر إن زالت، ما عاد في الحياة خير يُرتجى؛ وأن الحياة دفتر شيكات كبير.. كل ما تكتبه فيه مستحق للدفع ولو بعد حين..
فتنبهوا..