حوار النبي سليمان مع نملة
--------------------------------------------------------------------------------
إذ أحب سليمان الحكيم الطبيعة انطلق من وقت إلى أخر إلى حدائقه وأحياناً إلى شواطئ النهر كما إلى الجبال والبراري ، وكان يراقب بشئ من الاهتمام الحيوانات والطيور والأسماك حتى الحشرات ، حيث يرى في تصرفاتها اهتمام الله بها وما وهبها من حكمة خلال الغرائز الطبيعية .
لفت نظره نملة صغيرة تحمل جزء من حبة قمح أثقل منها ، تبذل كل الجهد لتنقلها إلى حجرٍ صغيرٍ كمخزن تقتات بها .
فكر سليمان في نفسه قائلاً : " لماذا لا أُسعد بهذه النملة التي تبذل كل هذا الجهد لتحمل جزءاً من قمحة ؟ لقد وهبني الله غنى كثيرا لأسعد شعبي ، وأيضاً الحيوانات والطيور والحشرات !"
أمسك سليمان بالنملة ووضعها في علبه ذهبية مبطنة بقماش حريري ناعم وجميل ، ووضع حبه قمح ... وبابتسامة لطيفة قال لها :" لا تتعبي أيتها النملة ، فأنني سأقدم لكِ كل يوم حبة قمح لتأكليها دون أن تتعبي ... مخازني تشبع الملايين من البشر والحيوانات والطيور والحشرات " . شكرته النملة على أهتمامه بها ، وحرصه على راحتها .
وضع لها سليمان حبة القمح ، وفي اليوم التالي جاء بحبة أخرى ففوجئ أنها أكلت نصف الحبة وتركت النصف الأخر . وضع الحبة وجاء في اليوم التالي ليجدها أكلت حبة كاملة واحتجزت نصف حبة ، وهكذا تكرر الأمر يوماً بعد يوم ...
سألها سليمان الحكيم : " لماذا تحتجزين باستمرار نصف حبة قمح ؟" أجابته النملة : " إنني دائماً احتجز نصف الحبة لليوم التالي كاحتياطي . أنا اعلم أهتمامك بي ، إذ وضعتني في علبة ذهبية ، وقدمت لي حريراً ناعماً اسير عليه ، ومخازنك تشبع البلايين من النمل ، لكنك إنسان ... وسط مشاغلك الكثيرة قد تنساني يوماً فاجوع ، لهذا احتفظ بنصف حبة احتياطياً . الله الذي يتركني أعمل واجاهد لأحمل أثقال لا ينساني ، أما أنت قد تنساني ! "
عندئذ اطلق سليمان النملة لتمارس حياتها الطبيعية ، مدركاً أن ما وهبه الله لها لن يهبه الله لها لن يهبه إنسان !
--------------------------------------------------------------------------------
إذ أحب سليمان الحكيم الطبيعة انطلق من وقت إلى أخر إلى حدائقه وأحياناً إلى شواطئ النهر كما إلى الجبال والبراري ، وكان يراقب بشئ من الاهتمام الحيوانات والطيور والأسماك حتى الحشرات ، حيث يرى في تصرفاتها اهتمام الله بها وما وهبها من حكمة خلال الغرائز الطبيعية .
لفت نظره نملة صغيرة تحمل جزء من حبة قمح أثقل منها ، تبذل كل الجهد لتنقلها إلى حجرٍ صغيرٍ كمخزن تقتات بها .
فكر سليمان في نفسه قائلاً : " لماذا لا أُسعد بهذه النملة التي تبذل كل هذا الجهد لتحمل جزءاً من قمحة ؟ لقد وهبني الله غنى كثيرا لأسعد شعبي ، وأيضاً الحيوانات والطيور والحشرات !"
أمسك سليمان بالنملة ووضعها في علبه ذهبية مبطنة بقماش حريري ناعم وجميل ، ووضع حبه قمح ... وبابتسامة لطيفة قال لها :" لا تتعبي أيتها النملة ، فأنني سأقدم لكِ كل يوم حبة قمح لتأكليها دون أن تتعبي ... مخازني تشبع الملايين من البشر والحيوانات والطيور والحشرات " . شكرته النملة على أهتمامه بها ، وحرصه على راحتها .
وضع لها سليمان حبة القمح ، وفي اليوم التالي جاء بحبة أخرى ففوجئ أنها أكلت نصف الحبة وتركت النصف الأخر . وضع الحبة وجاء في اليوم التالي ليجدها أكلت حبة كاملة واحتجزت نصف حبة ، وهكذا تكرر الأمر يوماً بعد يوم ...
سألها سليمان الحكيم : " لماذا تحتجزين باستمرار نصف حبة قمح ؟" أجابته النملة : " إنني دائماً احتجز نصف الحبة لليوم التالي كاحتياطي . أنا اعلم أهتمامك بي ، إذ وضعتني في علبة ذهبية ، وقدمت لي حريراً ناعماً اسير عليه ، ومخازنك تشبع البلايين من النمل ، لكنك إنسان ... وسط مشاغلك الكثيرة قد تنساني يوماً فاجوع ، لهذا احتفظ بنصف حبة احتياطياً . الله الذي يتركني أعمل واجاهد لأحمل أثقال لا ينساني ، أما أنت قد تنساني ! "
عندئذ اطلق سليمان النملة لتمارس حياتها الطبيعية ، مدركاً أن ما وهبه الله لها لن يهبه الله لها لن يهبه إنسان !