الصراع اليمني يهدد بالتحول إلى توتر إقليمي
• جنود يمنيون يوجهون اسلحتهم باتجاه أنصار جماعة الحوثي في محافظة صعدة (23 نوفمبر 2009)
د ب أ- لم يجذب القتال الطويل الامد بين الجيش اليمني ومتمردي صعدة الإقليم الشمالي الجبلي انتباه العالم كثيرا إلى أن دخلت فيه السعودية، وهي قوة إقليمية. فبعد غارة قام بها الحوثيون أسفرت عن مقتل اثنين من جنود حرس الحدود السعودي في نوفمبر، ردت السعودية - أكبر منتج للنفط في العالم - بغارات جوية ونيران المدفعية. وقال المتمردون ان رد فعلهم المبدئي جاء ردا على الدعم العسكري السعودي للجيش اليمني ضدهم.
ويقول الحوثيون انهم ثاروا ضد الفساد الحكومي وتحالف اليمن مع الولايات المتحدة. وتتهم السلطات اليمنية المجموعة الشيعية بالسعي لعودة حكم دولة الإمامة الزيدية الذي أطاحت به الثورة الجمهورية عام 1962. والان فان المناوشات بين المتمردين والقوات السعودية على طول الحدود تهدد بتحويل الصراع الإقليمي إلى أزمة إقليمية، حيث تتواتر تقارير منذ فترة طويلة بأن إيران تدعم المتمردين. وقد أثارت الهجمات السعودية تصريحات حادة من جانب مسؤول عسكري في إيران. ونقلت وكالة «ارنا» عن رئيس الاركان الميجور جنرال حسن فيروزابادي قوله في 18 نوفمبر ان الهجمات السعودية «مقدمة لارهاب الدولة التي تشكل خطرا على الإسلام والمنطقة».
وبعد خمس جولات من القتال منذ منتصف عام 2004، شن الجيش اليمني هجوما كاسحا ضد معاقل المتمردين في صعدة في أغسطس، حيث يقول المسؤولون الحكوميون ان الهجوم لن يتوقف قبل القضاء على المتمردين. ويتهم المسؤولون اليمنيون ايران باستمرار بدعم المتمردين المسمين باسم الحوثيين وهو اسم قادة الجماعة.
موطئ قدم لايران على البحر الاحمر
وفي أكتوبر صادرت اليمن سفينة إيرانية قالت وسائل إعلام محلية انها كانت تحمل أسلحة للمتمردين. ومع أن المزاعم التي يرددها المسؤولون اليمنيون عن تورط إيران في تسليح وتمويل المتمردين لم يؤيدها دليل عام، فان بعض المحللين يقولون إن إيران تضع أهدافا أخرى نصب أعينها. يقول المحلل السياسي سعيد ثابت سعيد «انها ستحاول الاستفادة من المواجهة بين القوات السعودية والحوثيين في تحقيق طموحاتها في الوصول إلى موطئ قدم على البحر الاحمر. وفي رأيه ان لايران مآرب استراتيجية أخرى من دعم المجموعة الشيعية المسلحة، وهي السيطرة على مناطق على أبواب السعودية. ويقول سعيد «موقف مثل هذا سيساعد طهران في ان يعاملها الغرب كجزء من حل مشاكل المنطقة».
تهديد للحكومة اليمنية
ومع ان الصراع الآن له ملامح أزمة إقليمية محتملة، فان بعض الدبلوماسيين الاجانب يعتقدون أنه اكثر تهديدا للحكومة اليمنية نفسها. وقال دبلوماسي غربي «لقد أثبت الحوثيون انهم يشكلون التهديد الأكبر للحكومة اليمنية.. وعلى الحكومة أن تبذل قصارى جهدها إما بالقوة أو بالوسائل السلمية لمنع المتمردين من توسيع نطاق نفوذهم والسيطرة على مزيد من المناطق»، مضيفا «والا فإنها لن تصمد في وجه دعوات متزايدة بانفصال الجنوب".
وقد ازداد التوتر بين الشطر الجنوبي والشطر الشمالي الذي تسيطر عليه الحكومة، في السنوات الأخيرة حيث يشكو الجنوب من تدني الاوضاع الاقتصادية والتمييز. ولقد خرجت دولة اليمن الحديثة الى الوجود عام 1990 بعد حرب بين التقليديين في الشمال والماركسيين في الجنوب.
• متظاهرون مناهضون للحكومة يحملون لافتات وشعارات في مدينة حابلين الجنوبية للمطالبة بانفصال جنوب اليمن (14 اكتوبر 2009)
صحيفة القبس الكويتيه
• جنود يمنيون يوجهون اسلحتهم باتجاه أنصار جماعة الحوثي في محافظة صعدة (23 نوفمبر 2009)
د ب أ- لم يجذب القتال الطويل الامد بين الجيش اليمني ومتمردي صعدة الإقليم الشمالي الجبلي انتباه العالم كثيرا إلى أن دخلت فيه السعودية، وهي قوة إقليمية. فبعد غارة قام بها الحوثيون أسفرت عن مقتل اثنين من جنود حرس الحدود السعودي في نوفمبر، ردت السعودية - أكبر منتج للنفط في العالم - بغارات جوية ونيران المدفعية. وقال المتمردون ان رد فعلهم المبدئي جاء ردا على الدعم العسكري السعودي للجيش اليمني ضدهم.
ويقول الحوثيون انهم ثاروا ضد الفساد الحكومي وتحالف اليمن مع الولايات المتحدة. وتتهم السلطات اليمنية المجموعة الشيعية بالسعي لعودة حكم دولة الإمامة الزيدية الذي أطاحت به الثورة الجمهورية عام 1962. والان فان المناوشات بين المتمردين والقوات السعودية على طول الحدود تهدد بتحويل الصراع الإقليمي إلى أزمة إقليمية، حيث تتواتر تقارير منذ فترة طويلة بأن إيران تدعم المتمردين. وقد أثارت الهجمات السعودية تصريحات حادة من جانب مسؤول عسكري في إيران. ونقلت وكالة «ارنا» عن رئيس الاركان الميجور جنرال حسن فيروزابادي قوله في 18 نوفمبر ان الهجمات السعودية «مقدمة لارهاب الدولة التي تشكل خطرا على الإسلام والمنطقة».
وبعد خمس جولات من القتال منذ منتصف عام 2004، شن الجيش اليمني هجوما كاسحا ضد معاقل المتمردين في صعدة في أغسطس، حيث يقول المسؤولون الحكوميون ان الهجوم لن يتوقف قبل القضاء على المتمردين. ويتهم المسؤولون اليمنيون ايران باستمرار بدعم المتمردين المسمين باسم الحوثيين وهو اسم قادة الجماعة.
موطئ قدم لايران على البحر الاحمر
وفي أكتوبر صادرت اليمن سفينة إيرانية قالت وسائل إعلام محلية انها كانت تحمل أسلحة للمتمردين. ومع أن المزاعم التي يرددها المسؤولون اليمنيون عن تورط إيران في تسليح وتمويل المتمردين لم يؤيدها دليل عام، فان بعض المحللين يقولون إن إيران تضع أهدافا أخرى نصب أعينها. يقول المحلل السياسي سعيد ثابت سعيد «انها ستحاول الاستفادة من المواجهة بين القوات السعودية والحوثيين في تحقيق طموحاتها في الوصول إلى موطئ قدم على البحر الاحمر. وفي رأيه ان لايران مآرب استراتيجية أخرى من دعم المجموعة الشيعية المسلحة، وهي السيطرة على مناطق على أبواب السعودية. ويقول سعيد «موقف مثل هذا سيساعد طهران في ان يعاملها الغرب كجزء من حل مشاكل المنطقة».
تهديد للحكومة اليمنية
ومع ان الصراع الآن له ملامح أزمة إقليمية محتملة، فان بعض الدبلوماسيين الاجانب يعتقدون أنه اكثر تهديدا للحكومة اليمنية نفسها. وقال دبلوماسي غربي «لقد أثبت الحوثيون انهم يشكلون التهديد الأكبر للحكومة اليمنية.. وعلى الحكومة أن تبذل قصارى جهدها إما بالقوة أو بالوسائل السلمية لمنع المتمردين من توسيع نطاق نفوذهم والسيطرة على مزيد من المناطق»، مضيفا «والا فإنها لن تصمد في وجه دعوات متزايدة بانفصال الجنوب".
وقد ازداد التوتر بين الشطر الجنوبي والشطر الشمالي الذي تسيطر عليه الحكومة، في السنوات الأخيرة حيث يشكو الجنوب من تدني الاوضاع الاقتصادية والتمييز. ولقد خرجت دولة اليمن الحديثة الى الوجود عام 1990 بعد حرب بين التقليديين في الشمال والماركسيين في الجنوب.
• متظاهرون مناهضون للحكومة يحملون لافتات وشعارات في مدينة حابلين الجنوبية للمطالبة بانفصال جنوب اليمن (14 اكتوبر 2009)
صحيفة القبس الكويتيه