جعفر عبد الكريم صالح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حركة جعفر الخابوري الا سلا ميه


    لقاء مع سماحة الخطيب الحسيني الشيخ علي حيدر المؤيد

    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    مراقب عام
    مراقب عام


    عدد المساهمات : 475
    تاريخ التسجيل : 11/10/2009
    العمر : 54

    لقاء مع سماحة الخطيب الحسيني الشيخ علي حيدر المؤيد Empty لقاء مع سماحة الخطيب الحسيني الشيخ علي حيدر المؤيد

    مُساهمة  جعفر الخابوري الجمعة فبراير 12, 2010 9:07 am

    لقاء مع سماحة الخطيب الحسيني الشيخ علي حيدر المؤيد


    ولادته ونشأته

    في كربلاء المقدسة عام 1368 هجرية في الثاني عشر من شهر ربيع الأول الموافق 15/1/1949م. ولد شيخنا بأحضان أسرة تذوب في حب أهل البيت (عليهم السلام) وتتفانى لهم إخلاصاً وولاءً.


    وفي تلك الأجواء المفعمة بعبق الشهادة والعابقة بأريج الدم الزكي الثائر نشأ وترعرع مطبوعاً بصرخة عاشوراء ومنصهراً في بوتقة كربلاء.

    دراسته وخطابته

    تلقى خطيبنا دروسه الابتدائية في مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) الأهلية التي أسسها نخبة من العلماء والمجتهدين، ثم توغل في الدراسات الحوزوية في سنه المبكر على نخبة من سادة الحوزة الكربلائية وأفاضل مشائخها وخيرة أساتذتها وأعلامها كالشيخ محمد حسين المازندراني والسيد محمد كاظم الخراساني والسيد محمد صادق الشيرازي والسيد محمد الطباطبائي والشيخ جابر العفجاوي والسيد عبد الرضا الشهرستاني والشيخ عبد الرضا الصافي والشيخ جعفر الرشتي والسيد مرتضى القزويني وغيرهم من الأستاذة الكرام والعلماء الأعلام.


    وبعد أن اغترف من نمير علوم أهل البيت (عليهم السلام) توجه تلقاء الحسين وخدمته وانتسب خطيباً في مدرسته، فتتلمذ على يد أستاذ الجيل الكربلائي المرحوم الشيخ عبد الزهراء الكعبي، ثم استقل خطيباً محبوباً ازدانت مجالسه بدروس قيمة في الوعظ والإرشاد وذكر فضائل أهل البيت وتعداد مناقبهم وتنقل في خطابته في كثير من المدن العراقية المعروفة كالبصرة وبغداد وكربلاء والفاو وأبو صخير وغيرها، ثم حمل لواء رسالته الحسينية مبشراً وداعياً وخطيباً وناعياً في دول الخليج كالبحرين والكويت وعمان، وارتقى كذلك أعواد الخطابة في بلاد الشام وفي ربوع إيران.


    ولا يزال يواصل نشاطه الحسيني والخدماتي في دولة الكويت خطيباً مبرزاً معروفاً وتخرجت على يديه كوكبة من شباب الخطباء في ستة دورات خطابية أشرف على توجيهها ورعايتها في كل من الكويت وإيران وسوريا ولبنان حتى أصبح بعضهم من خطباء المنبر الحسيني المتفوقين.

    مؤلفاته

    خاض الأستاذ المؤيد تجربة التأليف فوفق فيها فهو مؤلف مجد ومتتبع مجتهد ينهمك في البحث عن ضالته العلمية ويتتبع كل شاردة وواردة فيما يتعلق بتأليفه وكتاباته وله عدة مؤلفات مخطوطة ومطبوعة منها:


    1ـ ديوان أهل البيت: وهو عبارة عن رسالة جامعة للشعر المنسوب لأهل البيت (عليهم السلام).


    2ـ الفاطميات أو مشاعر الولاء: وقد استقصى فيها الثروة الشعرية الكبرى التي قيلت في الصديقة الزهراء (عليها السلام) قديماً وحديثاً.


    3ـ الألفين: في كلمات الحسن والحسين وهي مجموعة روائية جامعة لألفين حديث وخطبة وردت عنهما (عليهما السلام).


    4ـ المجالس التاريخية: وهو عبارة عن رسالة جامعة للمجالس التي عقدت في تاريخ الخلفاء والملوك وما جرى فيها من حوار واحتجاج ونوادر.


    5ـ المواقف: وهي مجموعة قصصية لمواقف الرجال واستخلاص العبر منها.


    6ـ الحاج بين الحرمين: وهو مجموعة زيارات وأدعية مما يحتاجه الحاج والزائر في مكة المكرمة والمدينة المنورة.


    7ـ نبي ووصي ووصايا: وهي ثلاثون محاضرة من وصايا النبي (صلى الله عليه وآله) للأمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام).

    نشاطه الديني

    شخصية الخطيب ليست فقط فيما يبدع ويتقن فنه الخطابي ويتفوق بأسلوبه المنبري وإنما فيما يؤسس ويقدم من خدمات اجتماعية فاعلة، وفيما يترك من بصمات خالدة وآثار طيبة.


    ومن هذا المنطلق تقوّم شخصية الأستاذ الخطيب الحسيني المعروف الشيخ علي حيدر، فهو عنصراً اجتماعياً نافعاً أكثر منه خطيباً بارعاً ولولباً متحركاً فاعلاً في الإسهام بالخدمات العامة والخاصة أكبر من تحجيم طموحه ومحاصرته في زاوية العمل المنبري الشريف. فهو أحد الأركان الهامة في حسينية الرسول الأعظم الكربلائية التي أصبحت إحدى المعالم المتوهجة حباً وولاء وإحدى أبرز المؤسسات الشاخصة نفعاً وعطاءً في ظلال سيد الشهداء وفي رحاب مواكب عزاءه ومحافل تأبينه ومراسم ذكراه الخالدة في دولة الكويت.


    كما أن له اليد الطولى في الكثير من المؤسسات الأخرى في إيران كالمساجد والحسينيات والمكتبات منها:


    1ـ مسجد الإمام الحسين (عليه السلام) في مدينة قم المقدسة وهو من المساجد الهامة الذي تمارس فيه مختلف الأنشطة والفعاليات الدينية وإحياء ذكريات أهل البيت (عليهم السلام) بمختلف المناسبات وتعقد فيه مجالس العزاء في محرم وصفر وشهر رمضان والمجالس الفاطمية في شهادة الصديقة الزهراء (عليها السلام) كما تقام فيه المحافل الاجتماعية كمجالس التأبين والفواتح ومجالس المواليد والأفراح والأعياد الدينية لذا فهو من المعالم الواضحة في شارع عمار بن ياسر يزهو بمأذنتيه الشامختين ومنارتيه السامقتين.


    وفي طابقه الأعلى جناحان رئيسيان أحدهما خصص مكتبة عامة باسم مكتبة الإمام الحسين (عليه السلام) والجناح الثاني مدرسة دينية باسم مدرسة الإمام الحسن المجتبى الدينية واشتهرت باسم الشهيد السعيد السيد حسن الشيرازي (قدس سره) .


    2ـ ومن فعالياته الخيرية الخالدة مساهمته في إنشاء حسينية السيدة زينب (عليها السلام) للجالية الكربلائية المقيمة في قم المقدسة.


    3ـ تصدى لتأسيس مؤسسة دينية لتحقيق وطبع كتب التراث الإسلامي عرفت باسم (مؤسسة الثقلين) وكانت باكورة إنتاجها طبع كتاب (اليقين والتحصين) للسيد ابن طاووس محققاً وهو من الكتب الهامة في موضوع إمامة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).


    4ـ تأسيس الهيئة المحسنية التي أسست قديماً في كربلاء ثم انتقل نشاطها بعد الهجرة إلى إيران ولا تزال قائمة تمارس نشاطها الحسيني في عقد المجالس وإطعام الطعام، وقد سجل هذه المؤسسة ببيتين من الشعر الخطيب الفقيد الشيخ عبد الزهراء الكعبي بقوله:


    يا محسناً لو أمهلته يد الشقا زمـــناً لعين ثالث الأسباط

    لك هيئة بالمحسنيـــة سميت قامت بها فئة من الأوساط


    إلى غير ذلك من النشاطات الاجتماعية والدينية التي تصدى لها بهمته القعساء طباعة وتأسيساً.














    سماحة الخطيب الحسيني العلامة الشيخ علي حيدر المؤيد (حفظه المولى)،

    نرجو منكم الإجابة على الأسئلة التالية ولكم منا جزيل الشكر والامتنان:

    س1/ متى كانت بداية الخطابة الحسينية؟

    ج1/ انطلق الخطابة الحسينية منذ نهضة الإمام الحسين (عليه السلام)، فقد تجسدت في يوم عاشوراء بشخص الإمام الحسين (عليه السلام) وبعده كانت متمثلة في السبايا من آل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، واليوم هي في خطباء المنبر الحسيني المخلصين للفكر والعقيدة.

    س2/ كيف كانت بدايتكم الخطابية؟ وفي أي عام؟

    ج2/ منذ العقد الأول من عمري كنت مولعاً بالخطابة الحسينية وذلك بحضوري في المجالس التي كانت تقام في كربلاء المقدسة، وكبرت مع هذه الرغبة، فالتحقت بالحوزة العلمية في كربلاء عام 1965م، وفي عام 1968م، اتجهت نحو الخطابة برعاية وتوجيه المرحوم الخطيب الشيخ عبد الزهراء الكعبي (رحمه الله) وكانت انطلاقتي الأولى من مدينة البصرة.

    س3/ هل تعد الخطابة تخصصاً في الحوزة العلمية؟

    ج3/ على الخطيب أن يتمتع بثقافة عالية ومستوى حوزوي مطلوب، من هنا لم تكن الخطابة تخصصاً في الحوزة العلمية والنسبة بينهما وبين الحوزة عموم وخصوص من وجه.

    س4/ عرف عنكم أنكم قمتم بتربية جيل من الخطباء بتشكيل دورات خطابية، هل هذا يعني أنكم تعتقدون أن الخطابة علم وممارسة؟

    ج4/ الخطيب الناشئ بحاجة إلى من يرشده ويوجهه والمثل يقول: (زرعوا فأكلنا، نزرع فيأكلون) والخطابة هي علم وممارسة، فهي مدرسة متكاملة من باب أن زكاة العلم نشره ويأتي دور الخطيب الناجح ليؤدي دوره في هذا المجال.

    س5/ هل يمكن أداء رسالة الخطابة الحسينية من دون الدراسة الحوزوية؟

    ج5/ فرق كبير بين الذي درس في الحوزة العلمية حيث يدرس النحو والصرف والمنطق والأصول والفقه والبلاغة.. وبين الذي لم يدرس حيث يعاني من ضعف واضح.

    س6/ كيف ترون أثر المنبر الحسيني على المجتمع؟

    ج6/ التاريخ يشهد للمنبر الحسيني تأثيره على الناس، فهو خير وسيلة لتربية الأجيال نحو الخير والصلاح، ولا نبالغ لو قلنا أن أحد عوامل بقاء الإسلام بمفاهيمه ومبادئه وقيمه رهين دور المنبر الحسيني.

    س7/ كيف تقيمون التفاف الناس حول المجالس الحسينية أكثر من أي حدث آخر؟

    ج7/ إن فاجعة الطف لم تقتصر على البعد المأساوي فقط وإنما تعدت لتكون موقف مستمر وعطاء للحياة والإنسانية، وهذا ما عبر عنه الرسول الأكرم بقوله: (حسين مني وأنا من حسين) فإن الحسين من النبي في الولادة. ومبادئ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الحسين (عليه السلام) في البقاء والاستمرار.

    س8/ ما هي مسؤولية الخطباء في هذا العصر المعروف بعصر السرعة والتقدم التكنولوجي؟

    ج8/ أن من الضروري مواكبة العصر في تطوره وتقدمه، وبما أن الخطابة الحسينية تؤدي رسالة كبيرة في سبيل الإرشاد والتوجيه، فلا بد من التماشي مع العصر ومتطلباته.

    س9/ هل يقتصر دور الخطيب على المنبر أم أن له أدوار أخرى كتأسيس المؤسسات والخدمات الاجتماعية وغير ذلك؟

    ج9/ للخطيب أدوار أخرى غير المنبر، فالخطيب الواعي والهادف له أدوار كثيرة كالتأليف وذلك بتحويل الكلمة المسموعة إلى مقروءة لتكون الاستفادة أكبر وأوسع، كتأسيس المؤسسات الدينية والاجتماعية.

    س10/ ما هو جوهر علاقتكم بالخطيب الكبير الشيخ عبد الزهراء الكعبي (رحمه الله)؟ وكيف تنظرون إليه؟

    ج10/ إني لا أنسى أستاذي المرحوم الخطيب الحسيني الشيخ عبد الزهراء الكعبي (عليه الرحمة) وقد ورد في الحديث (من علمني حرفاً فقد صيرني عبداً) ومن باب المعلم والمربي له حق الأبوة على تلميذه، فأنظر إليه نظرة إجلال واحترام وتقدير، وقد قام أستاذناً بتربية جيلٍ كبير من الخطباء، وعلاقتي به علاقة الولد بأبيه.

    س11/ هل لكم كلمة توجهونها للمبتدئين في الخطابة الحسينية؟

    ج11/ كل تقديري واحترامي لجميع الخطباء والوعاظ وأخص المبتدئين منهم (لأنهم صغار قوم ويوشك أن يكونوا كبار قوم آخرين) وأوصيهم أن لا يتركوا المدرسة الخطابية، وأن يراعوا جانب التقوى والإخلاص في العمل.

    أسرة تحرير نشرة (أعلام التقى) تشكركم على إجابتكم القيمة.

    (الشيخ علي حيدر) وختاماً شكري وامتناني لأسرة تحرير نشرة (أعلام التقى) فشكر الله سعي الجميع، وأجزل مثوبتهم وبلغهم مناهم والله الموفق وهو المستعان.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 3:05 pm