جعفر عبد الكريم صالح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حركة جعفر الخابوري الا سلا ميه


    نتنياهو: المقدسات الإسلامية أولاً!

    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    مراقب عام
    مراقب عام


    عدد المساهمات : 475
    تاريخ التسجيل : 11/10/2009
    العمر : 54

    نتنياهو: المقدسات الإسلامية أولاً! Empty نتنياهو: المقدسات الإسلامية أولاً!

    مُساهمة  جعفر الخابوري الأربعاء مارس 24, 2010 1:06 am

    نتنياهو: المقدسات الإسلامية أولاً!
    عبدالعال الباقوري
    عندما تولى رئاسة الحكومة الإسرائيلية للمرة الأولى في 1996 لم يتردد بنيامين نتنياهو في أن يعلن أنه سيرفع الحظر عن بناء المستوطنات في الضفة الغربية وفي قطاع غزة وفي الجولان، وتشكلت حكومته عندئذ من صقور الاستيطان أمثال رفائيل إيتان وأرييل شارون وإسحق موردخاي وغيرهم ممن لا يحملون للعرب عموماً، وللفلسطينيين خصوصاً، سوى العداء والكراهية. ونتنياهو اليوم هو نفسه نتنياهو أمس، بل قد يكون أشد عدوانية، وحكومته الحالية التي تشكلت في العام الماضي قد تكون الحكومة الأكثر تطرفاً في الكيان الصهيوني منذ إنشائه في العام .1948
    وتكفي هذه الخلفية وحدها لاستخلاص أنه أياً كانت تطورات الأحداث وسير الحوادث في الأيام والأسابيع المقبلة، بل الشهور والسنوات أيضاً، فإن نتنياهو وحكومته لن يتوقفا عن الاستيطان وزيادة المستوطنين خصوصاً في القدس المحتلة، ما يضع القدس المدينة والقدس المقدسات: الأقصى والصخرة والقيامة وغيرها في خطر وخطر كبير. لن يتوقف الاستيطان، كل ما في الأمر أنه قد يتم دون إعلان ومن دون ضجيج. وحتى هذا سيكون لفترة مؤقتة، لأن نتنياهو لا يستطيع إخفاء ما يقوم به، خصوصاً وهو يعرف أن الإعلان عن الاستيطان لن يلقى من العرب إلا رد فعل كلامياً، والكلمات والبيانات لا يمكن أن تردع نتنياهو وأمثاله، بل يضرب بها عرض الحائط، طالما أنه يلقى الرضا والقبول من الحليف ذي الرابطة الوثقى أي الولايات المتحدة الأميركية. وقد جاءت حوادث النصف الأول من مارس/آذار الجاري لتثبت هذا وتؤكده. ومن لديه شك في هذا، ما عليه سوى أن يتأمل تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما التي أدلى بها في الأسبوع الماضي إلى شبكة «فوكس نيوز»، فقد وصف ما جرى بين واشنطن وتل أبيب بشأن الإعلان عن وحدات استيطانية في القدس الشرقية المحتلة، عند وجود نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في «إسرائيل»، بأنه اختلاف في الرأي وليس أزمة لأن هناك «رابطة خاصة لن تزول مع الشعب الإسرائيلي». وإذا كان حديث الرابطة الخاصة والوثقى بين أميركا و«إسرائيل» ليس جديداً، فإن الجديد والخطير أنه أعلن إدانته لأعمال الاحتجاج الفلسطينية ضد افتتاح «كنيس الخراب» في القدس الشرقية. فهل يعني هذا اعترافاً غير مباشر من جانب أوباما بتوحيد شطري المدينة، وموافقة على الاستيطان الإسرائيلي في القدس الشرقية؟
    على أية حال، إن ما جرى في الأسبوعين الماضيين بشأن الاستيطان وبشأن القدس والأقصى ليس هيّناً، وهو يؤكد القول العربي الذي تردد على الألسنة كثيراً وهو أن القدس والأقصى في خطر، فإلى متى سيظل هذا مجرد كلام وإلى متى سيظل الاستيطان يقتطع أوصال الأرض المحتلة وأجزاء المقدسات العربية من دون أن يلقى المقاومة العربية الواجبة والحقيقية؟ وبعبارة أخرى إلى متى يظل العرب يخاطبون «الصديق الأميركي» كي يتدخل لإنقاذهم من غول الاستيطان الإسرائيلي بعد أن علموا أن هذا الصديق لا يريد، أو إذا أحسنا الظن لا يستطيع، إنقاذهم؟ يستطيع المرء أن يقرر أنه إذا ظل الوضع العربي على ما هو عليه من ضعف وتخاذل، وإذا ظل الوضع الفلسطيني على ما هو عليه من انقسام وتراجع فإن العام الحالي والذي يليه يمكن أن يشهدا تحقيق أهداف العدو في المقدسات والقدس وفي الضفة الغربية ككل. وإذا كان هناك من العرب من لايزال يتساءل: وما أهداف العدو؟ فإن المرء لا يملك إلا أن يقدم له رؤية بنيامين نتنياهو لذلك، من خلال كتاباته وعلاقاته وتحالفاته مع قوى أميركية معينة وقوى إسرائيلية محددة.
    في كتابه المعروف باسم «مكان تحت الشمس» كتب نتنياهو «إن حق اليهود في السكن في الخليل ونابلس وشرق القدس معترف به من قبل العالم، تماماً كحقهم في السكن في حيفا ويافا وتل أبيب وغرب القدس، بناء على وعد بلفور وقرارات مؤتمر فرساي وقرار الانتداب الصادر عن عصبة الأمم». وفي مكان آخر من الكتاب نفسه، يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي المعنى ذاته بقوله «إن المعركة حول إنكار حق اليهود في العيش في «قلب إسرائيل» وعاصمتها، تنبع من فكرة أن الضفة الغربية وشرق القدس هي أرض ليست يهودية، غزاها اليهود وسلبوها من أصحابها القدامى، وهذا تشويه مطلق للحقيقة التاريخية». إن التشويه الحقيقي للحقيقة التاريخية هو ما يرتكبه نتنياهو، وذلك باعتراف مؤرخين يهود غير صهاينة. ولكن هذا ليس بيت القصيد وليس لب القضية.. بيت القصيد يكمن في أنه عمل ويعمل جاهداً كي يحول الأساطير والأكاذيب التي يؤمن بها إلى حقائق في أرض الواقع، ويسلك المسالك التي تقوده إلى ذلك. وعلى المستوى الأميركي، لا يكتفي نتنياهو بدعم ومساندة الصهاينة الأميركيين ومنظماتهم المتعددة، ولكنه يتحالف مع ما يسمى اليمين المسيحي أي مع الإنجيليين المحافظين الذين يقومون بدور كبير في تأمين الدعم الأميركي المتزايد لـ «إسرائيل» وحكومتها اليمينية. وقد توثقت العلاقات وتعمقت أكثر فأكثر بين منظمات اليمين المسيحي والمسيحية الصهيونية في أميركا وبين «إسرائيل»، خصوصاً في ظل حكومة نتنياهو الأولى، ولاتزال هذه المنظمات تمثل دعائم رئيسة لـ «إسرائيل» في أميركا، من خلال إيمانها بعقيدة عودة المسيح وبوحدة القدس التي يسمونها أورشليم ويرفضون تقسيمها!
    الأخطر من هذا كله بالنسبة إلى القدس والأقصى هو علاقة نتنياهو بالجماعات الإسرائيلية التي تسمى «أنصار الهيكل» والتي تدعو وتعمل من أجل بناء ما يسمونه «الهيكل الثالث» على أنقاض المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة.. ففي اجتماع لإحدى هذه الجماعات تدعى «أمناء الهيكل» في 15 سبتمبر/أيلول 1998 قرئت رسالة من نتنياهو جاء فيها «نؤيد دعوتكم لبناء البيت القومي في الأرض الموعودة من جديد، لكن في ضوء الظروف الدولية يوصى بعدم الإسراع في تنفيذ أهدافنا اليهودية العظيمة لكي لا يعلن العالم الحرب علينا. أقترح أن نبدأ بالمقدسات الإسلامية ونترك تلك الخاصة بالمسيحية لوقت أبعد. إذا ركزنا على المسجد الأقصى يمكننا أن ندَّعي وجوده فوق جبل الهيكل، وعداء المسلمين الظاهر لدولة إسرائيل سيبرر موقفنا إذا خرجنا في حرب معهم داخل البيت القومي لليهود». هل بعد هذا - وهو قليل من كثير - لانزال نتحدث عن القدس كخط أحمر؟.. إنه أحمر فقط لأنه يرابط عليه وحوله فتية فلسطينيون رأوا أن يستعيدوا جولة الحجارة، ويقفوا بصدور عارية دفاعاً بحق عن القدس، والأقصى والقيامة والصخرة. وليت أصداء حجارتهم توقظ إخوانهم في العروبة والدين، ليدافعوا عن مقدساتهم الإسلامية والمسيحية العظيمة.. وكلما تأخرت صحوتهم أذنت القدس ومقدساتها بمرحلة من ضياع قد تطول.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 7:37 am