جعفر عبد الكريم صالح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حركة جعفر الخابوري الا سلا ميه


    التحريفات والتصرفات في كتب السنة - السيد علي الميلاني ص 9

    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    مراقب عام
    مراقب عام


    عدد المساهمات : 475
    تاريخ التسجيل : 11/10/2009
    العمر : 54

    التحريفات والتصرفات في كتب السنة - السيد علي الميلاني ص 9 Empty التحريفات والتصرفات في كتب السنة - السيد علي الميلاني ص 9

    مُساهمة  جعفر الخابوري الثلاثاء يناير 26, 2010 9:49 pm

    التحريفات والتصرفات في كتب السنة - السيد علي الميلاني ص 9


    أساليب القوم في التحريف كما لاحظتم في خلال البحوث أني تعرضت ونبهت على بعض التحريفات الواقعة منهم في نقل الأحاديث ، وفي رواية الأخبار والقضايا والحوادث ، ونبهت أيضا على أنهم - أي أهل السنة - حاولوا قدر الإمكان أن

    يتكتموا على حقائق القضايا ولا ينقلوا لنا الحوادث كما وقعت ، ومع ذلك فقد عثرنا على ما كنا نريده من خلال رواياتهم والنظر في أخبارهم وكتبهم ، ثم طلبتم أن أذكر موارد أخرى من التحريفات في هذه الليلة ،


    فأقول : إن للقوم أساليب عديدة في رد ما يتعلق بأهل البيت وبمسائل الإمامة ، وكل ما يستدل به الإمامية في بحوثهم .

    فأول شئ نراه في كتبهم أنهم يغفلون الخبر ، ويحاولون التعتيم عليه وعدم نقله وعدم نشره ، ولذا نرى أن كثيرا من الأخبار الصحيحة بأسانيدهم غير مخرجة في الصحيحين ، أو الصحاح


    - التحريفات والتصرفات في كتب السنة - السيد علي الميلاني ص 10


    الستة من كتبهم ، فأول محاولة منهم هي إغفال الأخبار الصحيحة التي يستند إليها الشيعة فلا ينقلونها .

    ثم إذا نقلوا حديثا يحاولون أن يحرفوه ، والتحريف يكون على أشكال في كتبهم .

    تارة ينقلون الحديث مبتورا وينقصون منه محل الاستدلال ومورد الحاجة ،

    وتارة يبهمون في ألفاظه ، فيرفعون الأسماء الصريحة ويضعون في مكانها كلمة فلان إبهاما للأمر .

    وتارة يحذفون من الخبر ويضعون في مكان المقدار المحذوف كلمة كذا وكذا .

    وتارة نراهم يصحفون الألفاظ . فإن لم يمكنهم التلاعب بمتنه ، انبروا للطعن في سنده ، وحاولوا تضعيف الحديث أو تكذيبه .

    فإن لم يمكنهم ذلك أيضا ، وضعوا في مقابله حديثا آخر وادعوا المعارضة بين الحديثين .

    وهذه أساليبهم . أما المستنسخون ، والناشرون للكتب ، والرواة لتلك الروايات والمؤلفات ، فحدث عنهم ولا حرج .


    - التحريفات والتصرفات في كتب السنة - السيد علي الميلاني ص 11


    أتذكر أني رأيت في أحد المصادر ، عندما يروي خبر مبيت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على فراش رسول الله في ليلة الهجرة ، الرواية تقول : بات علي على فراش رسول الله ، أتذكر أنه في أحد المصادر كلمة التاء بدلها الناسخ باللام ، التاء من بات بدلها باللام .

    ينقلون عن بعض الصحابة ، وكما قرأنا في الجلسات الماضية ، أنهم كانوا يعرضون أولادهم على أمير المؤمنين ، يأتون بأبنائهم ويوقفونهم على الطريق ، فإذا مر أمير المؤمنين قالوا للولد : أتحب هذا ؟ فإن قال : نعم ، علم أنه منه وإلا . . .

    فينقلون عن بعض الصحابة أنهم كانوا يقولون - وهذا موجود في المصادر - : كنا نبور أبناءنا بحب علي بن أبي طالب ، نبور أي نختبر ، نختبرهم نمتحنهم ، لنعرف أنهم من صلبنا أو لا ، كنا نبور أبناءنا بحب علي بن أبي طالب .

    لاحظوا التصحيف : كنا بنور إيماننا نحب علي بن أبي طالب . الباء أصبحت نونا ، نبور أصبحت بنور ، أبناءنا أصبحت إيماننا ، كنا بنور إيماننا نحب علي بن أبي طالب .

    وهكذا يصحفون الأخبار . وإما أن يرفعوا الحديث أو قسما من الحديث ويتركوا مكانه


    - التحريفات والتصرفات في كتب السنة - السيد علي الميلاني ص 12


    بياضا ، ويكتبون هاهنا بيا ض في النسخة ، وهذا أيضا كثير في كتبهم ، هنا بياض في النسخة ، لاحظوا المصادر ، حتى الكتب الكلامية أيضا . أتذكر أن موضعا من شرح المقاصد حذف منه مقدار ، وقد كتب محققه أن هنا بياضا في النسخة ،

    وكذا في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ، وفي تاريخ دمشق لابن عساكر ، وغير هذه الكتب . فهكذا يفعلون ، وكل ذلك لئلا يظهر الحق ، وما أكثر هذا . ويا حبذا لو انبرى أحد لجمع هذه القضايا وتأليف كتاب في ذلك .

    وأما أنكم لو قارنتم الطبعات الجديدة للكتب ، وقابلتموها مع الطبعات السابقة ، حتى تفسير الكشاف للزمخشري ، له أبيات ، أربع خمس أبيات في تفسيره ، هي في بعض الطبعات غير موجودة ، لأن تلك الأبيات فيها طعن على المذاهب الأربعة .

    وهكذا في قضايا أخرى . وكثيرا ما ترى أن المؤلف اللاحق يلخص كتاب أحد السابقين ، وليس الغرض من تلخيصه لذلك الكتاب إلا طرح ما في


    - التحريفات والتصرفات في كتب السنة - السيد علي الميلاني ص 13


    ذلك الكتاب مما يضر بأفكاره ومبادئه ، والكتاب الأصلي ربما يكون مخطوطا ، أو لربما لا تعثر على نسخة منه أبدا ، وقد حكموا عليه بالإعدام .

    حتى أن كتب أبي الفرج ابن الجوزي في القضايا التافهة طبعوها ونشروها ، له كتاب في أخبار المغفلين ، له كتاب في أخبار الحمقى ، وأخبار الطفيليين ، وكتبه من هذا القبيل طبعت .

    لكن لابن الجوزي رسالة كتبها في تكذيب ما رووه من أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد صلى خلف أبي بكر في تلك الصلاة التي جاء إلى المسجد بأمر من عائشة لا من الرسول ، حتى إذا ، اطلع على ذلك خرج معتمدا على رجلين ،

    ونحى أبا بكر عن المحراب وصلى تلك الصلاة بنفسه الشريفة ، فيروون أن رسول الله اقتدى بأبي بكر في تلك الصلاة وصلى خلفه . فلابن الجوزي كتاب في تكذيب ما ورد في هذا الباب ، أي في صلاة النبي خلف أبي بكر ، يكذب هذه

    الروايات ابن الجوزي ، هذه الرسالة لم ينشروها ، وحتى لم يكثروا نسخها ولم يستنسخوها . أتذكر أني راجعت كتابا ألف في مؤلفات ابن الجوزي


    - التحريفات والتصرفات في كتب السنة - السيد علي الميلاني ص 14


    المخطوط منها والمطبوع ، فلم يذكر لهذا الكتاب إلا نسخة واحدة ، والحال أنه يذكر لمؤلفاته الأخرى في مكتبات العالم نسخا كثيرة ولماذا ؟

    لأنهم يعلمون بأن تكذيب مثل هذا الخبر يضر باستدلالهم بصلاة أبي بكر المزعومة على إمامة أبي بكر بعد رسول الله . وكم لهذه الأمور من نظائر ، ويا حبذا لو تجمع في مكان واحد .

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 7:37 pm