بقلم جعفر عبد الكريم الخابوري

من موقعها الجغرافي الذي يربط شرق ليبيا بغربها يعتبر قاعدة انطلاق من شواطئ البحر المتوسط في خليج سرت الى عمق الجنوب الليبي ، تبدو مدينة سرت مهيأة للعب دور وسطي قد ينجح في حفظ ماء وجه العرب من الوقاحة الصهيونية التي وصلت الى تهديد حقيقي للمسجد الاقصى وتهويد كل معالم مدينة القدس خلال عشرة أشهر كما يقول بنيامين نتنياهو علنا وهو يلقي قفاز التحدي في وجه الجميع بما فيهم الولايات المتحدة الحليف الاستراتيجي الاول لاسرائيل ، ويدعم هذا الدور الوسطي ان المدينة التي تضرب بجذورها في اعماق التاريخ والجغرافيا كانت محطة تاريخية مهمة لتجارة القوافل.
المدينة الجميلة تجمع بين بيئة الساحل وبيئة الصحراء في تناغم يشي بأن القمة العربية التي تحتضنها سرت يمكن ان تجمع كل الأطياف في انسجام لا تنافر فيه او طغيان فريق على آخر ، ومنجز حضاري حديث يتمثل في أن سرت هي محطة وصول انابيب المياه العملاقة لمشروع النهر العظيم ، وانها شهدت معركة مجيدة انتصرت فيها المقاومة الليبية على قوات الاحتلال الايطالي ، يشيران الى ان القادة العرب المجتمعين في قمتها يمكنهم ان يجترحوا المعجزات إذا توافرت الارادة ، استفادة من درس المقاومة ودرس الانجاز التنموي اللذين تقدمهما مدينة تلامس أطرافها مياه البحر ورمل الصحراء.
اذا فشل القادة العرب في استثمار كل معطيات سرت في التاريخ والجغرافيا ، فإن البديل الآخر سيكون التمتع بكرم ضيافة الأخ العقيد معمر القذافي، والاستمتاع بحسو القهوة العربية في خيمته بعد تناول أجود انواع لحوم الضأن التي يتم تربيتها بكثرة في المنطقة ، او اختيار قائمة المأكولات البحرية الطازجة التي يقدمها خليج سرت ، ثم اصدار البيان التقليدي الذي ـ ويا للدهشة ، لم يتجاوز الاستنكار والشجب والإدانة مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته طيلة 21 قمة!.